لا يهم نوع الدهون التي تتناولها بل نوعية الطعام الذي يحتوي عليها

يدور الكثير من الجدل على مستوى العالم حول الدهون بكافة أنواعها، وما هو صحي وغير صحي منها؛ لكن هل ننزلق وننسى الأهم؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/07/11 الساعة 08:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/11 الساعة 08:45 بتوقيت غرينتش
نوعية الطعام التي تحتوي على الدهون أهم

يدور الكثير من الجدل على مستوى العالم حول الدهون بكافة أنواعها، وما هو صحي وغير صحي منها؛ لكن هل ننزلق وننسى الأهم؟

الأهم هو أن الدهون في ذاتها أقل أهمية بكثير من الطعام الذي توجد فيه، وأننا إن تناولنا الطعام المناسب يمكننا معالجة الدهون الموجودة به بأي شكلٍ كانت، ويُفضل أن تكون بالشكل الذي نفضله: الزبدة على خبز العجين المخمر.

مراجعة لإرشادات منظمة الصحة

في يوم الخميس الماضي 4 يوليو/تموز، أصدرت مجموعة من خبراء التغذية من مختلف بقاع العالم ورقةً بحثيةً تدعو لإجراء مراجعات لمسوّدة إرشادات منظمة الصحة العالمية الغذائية، بحسب ما ذكر موقع Stuff النيوزيلندي.

والقضية التي كتبوا عنها في دورية The BMJ العلمية كانت أنَّ المسودة تنصح بالحدِّ من تناولِ الطعام الذي يحتوي على دهون مشبعة، مع تجاهل مصادر الدهون.

تحت مظلة "الدهون المشبعة" تجتمع فطائر الكاسترد، وجبن الشيدر، وزيت جوز الهند، وشحم الخنزير، والشوكولاتة البيضاء، والكاجو، والزبدة، والزبادي كامل الدسم. 

يقول العلماء إن فعل ذلك يشوِّه الأدلة التي تقوم عليها هذه الإرشادات.

تأثيرات الدهون على الجسم مختلفة

فعلى سبيل المثال، تعزل الكثير من الدراسات التي تربط بين الدهون المشبَّعة وأمراض القلب والدورة الدموية، الأحماض الدهنية من المصفوفة الغذائية (مركبات كالألياف والمعادن في الأطعمة الكاملة) التي توجد بها، أو تستخدم صيغ اصطناعية لا توجد عادة في نظامنا الغذائي.

حيث كتبوا: "توجد الأحماض الدهنية المشبعة في أنواع كثيرة من الأطعمة، التي تتنوع من حيث التكوين والبنية، مما يؤدي إلى آثار فسيولوجية مختلفة.

تشرح ذلك روزماري ستانتون، أخصائية التغذية الصحية العامة، التي لا علاقة لها بالورقة المذكورة، قائلةً: "على سبيل المثال، تمتلك الزبدة تأثيراً مختلفاً على مستويات الكوليسترول، مقارنةً بمنتجات الألبان المخمّرة كالزبادي والجبن، مع أن جميع الأطعمة تحتوي على نفس الأحماض الدهنية المشبَّعة (بكميات مختلفة بالطبع)".

توجد الأحماض الدهنية المشبعة في أنواع كثيرة من الأطعمة
توجد الأحماض الدهنية المشبعة في أنواع كثيرة من الأطعمة

نوعية الغذاء هي الأهم

علاوة على ذلك، يرى المؤلفون أن مصفوفة الغذاء "قد تكون أكثر تأثيراً" على صحة القلب والأوعية الدموية من الدهون المشبعة.

هم يقترحون إيجاد ترجمة معتمدة على الطعام أكثر، لكيفية الحصول على نظام غذائي صحي، وإعادة النظر في مسودة الإرشادات المتعلقة بتقليص إجمالي الأحماض الدهنية المشبعة.

تقول البروفيسورة أماندا لي، من كلية الصحة العامة بجامعة كوينزلاند الأسترالية، إن المشكلة هي أن هذا الاستدلال استدلالٌ دائري؛ لأنه يدعو إلى تركيز مبنيٍّ على أساس الطعام، فيما يعيد التركيز مرة أخرى إلى عنصر غذائي واحد.

وتُتابع: "إما أن ننظر إلى النظام الغذائي، وإما أن ننظر إلى العناصر الغذائية، نحتاج لأن نتوقف عن الخلط بين الاثنين".

تضيف ستانتون: "لا تعمل الإرشادات المبنية على أساس العناصر الغذائية". وتتابع: "أعتقد أننا يجب أن نتخلَّى عن الإرشادات المبنية على أساس العناصر الغذائية (وهي أساس نظام تقييم نجمة الصحة الأسترالي)، وهي محبوبة في أوساط صناعة الطعام لأن طريقة "العناصر الغذائية" تؤدي إلى ادعاءات صحية حول الطعام المصنَّع".

ليس كل الطعام المحتوي على الدهون ضاراً

تقترح الإرشادات بالفعل الحدَّ من الدهون المشبعة؛ لكنها تنتقي "البسكويت، والكعك، والمعجنات، والفطائر، واللحوم المصنعة، والبرغر التجاري، والبيتزا، والأطعمة المقلية، ورقائق البطاطس، والبطاطا المقلية، والوجبات الخفيفة اللذيذة الأخرى، والزبدة، والكريمة، وزيت جوز الهند، وزيت النخيل".

توضح ليي أنه مع ذلك تنصح بتناول منتجات الألبان "ذات الدهون المنخفضة خاصة"، لا بسبب ما تحتويه من الدهون المشبعة؛ بل لأننا كأمة أصبحنا خاملين، ولأن الدهون الكاملة تحتوي على طاقة أكبر، فالأمر إذاً متعلق بإقامة حدود للطاقة المستهلكة.

وتقول: "خَلَقَ هذا مساحةً أكبرَ للأطعمة الصحية الأخرى في الحمية الغذائية، فإذا أردتَ أن تتناول الحليب كامل الدسم، فلا بأس، لأنه فيما يبدو هناك عامل ما يحميك في المصفوفة الغذائية لمنتجات الألبان".

وتضيف أنَّ هذه الإرشادات صُمِّمت لتكون مرنة "لتسهيل تناول الأطعمة الصحية على الناس"، من حيث وجود العديد من الاختيارات في كلّ الفئات الغذائية. ولذا فإن حظينا بحمية غذائية مثالية، تقوم في الغالب على الخضراوات والفاكهة الطازجة، والبقوليات (كالعدس والفول)، والمكسرات، والحبوب الكاملة (كالذرة غير المعالجة والدخن والشوفان والقمح والأرز البني)- فسوف تصبح هناك بعض المساحة للتساهل.

المهم هو ما يحتاجه جسمك

مما يعني أنك إن أردت أن تضيف منتجات الألبان، أو البيض، أو اللحم، أو المأكولات البحرية، أو كمية الدهون التي تريدها إلى حميتك الغذائية، فإنَّ هذا أمر يعود إليك بالكامل.

إن كنت من محبي الزبدة على الخبز، أو الألبان كاملة الدسم، يمكنك الاستمتاع بها أيضاً، ولا تحتاج إلى التفكير كثيراً فيما تحتويه من الدهون المشبعة أو أي توزيع للعناصر الغذائية الكبيرة الأخرى، ما دام ذلك مناسباً لاحتياجات جسدك.

وتنصح ليي: "اتبع الحمية التي تناسبك، والتي تتلاءم مع احتياجاتك من الطاقة، وتحتوي على تنوعٍ كبيرٍ".

وتختم قائلةً: "استمتع بتناول طعامك وتوقف عن القلق حيال المواد الغذائية".

علامات:
تحميل المزيد