بعض الأشخاص يغطُّون في نوم عميق بمجرد أن يضعوا رؤوسهم على الوسادة، والبعض الآخر يحتاجون إلى وسائل وطرق تمكنهم من الشعور بالنعاس.
ومن بين هذه الأشياء التي تمكنهم من النوم بشكل أسرع هو الاستلقاء على الأريكة ومشاهدة عرض تلفزيوني حتى الشعور بالنعاس والاستغراق في النوم.
قد يجادل بعض الأشخاص بأن وجود التلفاز قيد التشغيل في الخلفية المحيطة بك قد يكون مفيداً؛ لأنه يمنعك من البدء في التفكير في أشياء قد تسبب لك حالة من الأرق النفسي.
من ناحية أخرى، وبحسب ما أوضحه الدكتور دونالد غرينبلات مدير مركز طب النوم بجامعة روتشستر، فإن الأصوات المحيطية الهادئة يمكن أن تساعد بعض الناس على النوم، لكن الطبيعة المتقطعة للضوضاء التلفزيونية يمكن أن تعبث براحتك.
ينصح بعض الأطباء بضرورة تجنب أن يكون التلفاز مفتوحاً أثناء النوم، وذلك لأنه سيؤثر على الساعة البيولوجية لجسمك وسيحدث الفوضى في دورات نومك ويعطيك شعوراً أقل بالراحة.
ومن أبرز أضرار التعرض للضوء الصناعي قبل وأثناء النوم ما يلي:
وقف إنتاج الميلاتونين
إن التعرض للضوء قبل النوم مباشرة، سواء كان ذلك من شاشة الهاتف الذكي أو ضوء التلفاز فإنه سيعطل إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون مسؤول عن النوم تفرزه الغدة الصنوبرية وهي غدة صغيرة قطرها 7.2 ملم توجد في المخ.
تصل ذروة إنتاج هذا الهرمون قبل النوم مباشرة، ويقل إنتاجه تدريجياً بحلول الصباح.
اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية
جميع البشر بشكل عام لديهم إيقاع الساعة البيولوجية أو الساعة الداخلية التي تقود الوظائف البيولوجية.
تنظم الساعة البيولوجية وقت النوم والتغيرات في مستوى الهرمونات ودرجة حرارة الجسم وهي مسؤولة عن التمثيل الغذائي وغير ذلك الكثير.
إنها دورة تدوم 24 ساعة وتتماشى مع ضوء النهار وظلام الليل.
عندما يدخل الضوء إلى البيئة المحيطة بك قبل النوم، فإن ذلك يمكن أن يؤثر على قدرة الساعة البيولوجية على معرفة الوقت. إذا كان الظلام في الخارج فإن جسمك يعرف غريزياً أن الوقت قد حان للنوم، لكن وجود إضاءة في الغرفة قد يشير إلى أنه بدلاً من النوم فقد حان وقت الاستيقاظ.
انخفاض جودة النوم
يعمل الانبعاث المستمر، خاصة من مصابيح LED الزرقاء في الأجهزة الإلكترونية، على منعك من الدخول في مراحل النوم العميقة.
يساعد النوم العميق في تعزيز المناعة، كما يعزز من سلامتك العقلية وصحة قلبك وجسدك.
السمنة
وجدت دراسة جديدة نُشرت في JAMA Internal Medicine أن النوم أمام التلفزيون في غرفة نومك "قد يكون عامل خطر لزيادة الوزن والسمنة". عمل القائمون على الدراسة على تحليل البيانات من أكثر من 43000 امرأة . لقد ذهبوا إلى حد القول إن تقليل تعرضك للضوء الاصطناعي في الليل "يمكن أن يكون تدخلاً مفيداً للوقاية من السمنة".
أظهرت الدراسة، التي ركزت على النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 35 و74 عاماً، أن النوم مع التلفزيون – أو أي مصدر آخر للضوء الساطع في غرفة النوم – واكتساب الوزن يرتبطان بشكل ما. في الواقع، تظهر البيانات أن النساء اللواتي ينمن والتلفاز مفتوح أو أي مصدر ضوء آخر اكتسبن أكثر من 5 كيلوغرامات خلال خمس سنوات.
بدائل أخرى
يمكنك أن تستعمل بدائل أخرى، كجهاز الضوضاء البيضاء إذا كنت تواجه صعوبة في الخلود للنوم.
ويأتي مصطلح الضوضاء البيضاء من فكرة أن اللون الأبيض يتكون نتيجة دمج عدة ألوان مع بعضها، والضوضاء البيضاء تنتج أيضاً من دمج عدد كبير من الأصوات من كافة الترددات كصوت الأمواج والرياح والشلالات وغيرها.
على سبيل المثال، إذا تحدث أكثر من شخص في نفس الوقت وبطبقات صوت متقاربة، فإن الدماغ لن يكون قادراً على تمييز أي منها، وبالمثل في حالة الضوضاء البيضاء، إذا صدر أي صوت بجوارك كصوت الباب أو شخير شريكك في الغرف، فإن هذه الأصوات ستضيع في الضوضاء البيضاء، وبالتالي ستركز في اتجاه واحد من التفكير مما يوقف انشغال الدماغ عن التفكير بأية مواضيع أخرى، مما يسهل عليك النوم والشعور بالنعاس.
يمكنك أيضاً استخدام تطبيق للاسترخاء والتأمل إذا كانت هناك ضغوطات في حياتك وتريد الاسترخاء والابتعاد عن التوتر.
يمكن لهذا التطبيق أن يذهب بك لمكان رائع وجميل به مناظر طبيعية مع الموسيقى الهادئة.
وهناك أيضاً وسائل طبيعية تستطيع استخدامها كالقراءة والتأمل وغير ذلك.