قبل أيامٍ قليلةٍ من وفاة نجل حاكم الشارقة، خالد بن سلطان القاسمي، عبَّر الشيخ الإماراتي الراحل عن استيائه من "تقليد" دار Vetements (فيتمينتس) للأزياء لأحد تصاميمه، في المجموعة التي أطلقتها أواخر يونيو/حزيران 2019.
وقدَّمت دار Vetements قميصاً شِبه مطابقٍ لقميص "القاسمي"، في مجموعتها لصيف/ربيع 2020، ما عرَّضها لسيلٍ من الانتقادات، سواء ممن يرون أن الشركة تلاعبت بمشاعر العرب من خلال تذكيرهم بأحداثٍ أليمة، أو ممن اعتبروها سرقةً لفكرة القاسمي.
القاسمي استوحى فكرة القميص من حرب لبنان
البداية كانت حين أطلقت دار "القاسمي" للأزياء مجموعة خريف 2017، التي ضمَّت قميصاً أبيض كُتب عليه "صحافة.. لا تطلق النار"، باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.
حينها، قال القاسمي إنه استوحى تصميم القميص من الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982، حين أُعطي الصحفيون قمصاناً تحمل نفس العبارات لحمايتهم من الاستهداف، "والأحداث الجارية في الشرق الأوسط حالياً أوحت لي بإعادة إطلاق التصميم".
القاسمي: أرسلوا رسالة إهانة وإساءة للعرب
وفي يونيو/حزيران 2019، قامت دار Vetements بطرح قميصٍ شِبه مطابقٍ لقميص "القاسمي"، في مجموعتها لصيف/ربيع 2020، ما أثار استياء المصمم الإماراتي الذي توفي في ظروفٍ غامضة بالعاصمة البريطانية لندن، مطلع يوليو/تموز 2019.
المصمم الراحل قال عن "التقليد" الذي تعرَّض له تصميمه، "كنت شبه نائم حين أرسل لي أحد أصدقائي صورةً (للقميص) من عرض أزياء Vetements، من المؤسف أنهم استخدموا نفس الخط واللون. شعرت بالصدمة!".
وأضاف الشيخ الإماراتي للنسخة العربية من مجلة "فوغ" للأزياء: "أتفهّم ما يقومون به، هم يصممون أزياءً تتحدث عن النزعة الاستهلاكية، لكنها رسالة مسيئة ومهينة للمنطقة. أردت من خلال تصميمي أن أسلّط الضوء على ما يجري في الشرق الأوسط، لكن Vetements وظَّفت العبارات بطريقة فاشلة واستفزازية، لا أظن أنهم يدركون ما تعنيه هذه الكلمات لنا كعرب".
نجل حاكم الشارقة يُتوفَّى وسط ظروف غامضة
ولم تتَّضِح حتى الآن أسباب وفاة القاسمي (39 عاماً)، في منزله بلندن، يوم الإثنين 1 يوليو/تموز 2019، إذ قال تقرير الطبيب الشرعي إن الفحص الأوَّلي لم يتوصل إلى شيء، وإن السلطات البريطانية تنتظر نتائج فحوصات إضافية، دون أن تُقدم على اعتقال أي شخص في القضية.
ودفن جثمان خالد القاسمي في الإمارات، الأربعاء 3 يوليو/تموز، بحضور والده حاكم الشارقة، الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، ما يجعل إعادة تشريح جثته غير محتملٍ.
وكان مالك دار "القاسمي" للأزياء، آخر الأبناء الذكور لحاكم الشارقة، بعد وفاة أخيه محمد في العام 1999 حين كان في الـ24 من عمره.
الشيخ الراحل التحق بمدرسة "تونبريدج" في كينت البريطانية، ثم تخرّج في رابطة علوم الهندسة المعمارية في لندن، قبل أن يؤسِّس العلامة التجارية "قاسمي" لموضة أزياء الرجال في بريطانيا، في العالم 2008.