أيها الأفضل للطفل؟ دليلك إلى عالم الألبان

خيارات الألبان للأطفال بسيطة: إما لبن الأم وإما اللبن الصناعي للرُضَّع (أو الجمع بينهما). ولكن على أي أساس نختار الأنسب؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/06/29 الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/30 الساعة 19:37 بتوقيت غرينتش
هل يحتاج طفلك أصلاً اللبن البقري؟ وماذا عن بدائل الألبان من المواد النباتية؟/ istock

عندما تفكر في تغذية طفلك حديث الولادة أو الرضيع، تكون خيارات الألبان للأطفال بسيطة: إما لبن الأم وإما اللبن الصناعي للرُضَّع (أو الجمع بينهما). 

لكن الخيارات تصبح كثيرة جداً فور وصول طفلك لمرحلة "الطفل ما بعد السنة"، فتكثر الخرافات والمعلومات المغلوطة والآراء المختلفة (حتى بين المتخصصين في المجال الطبي).

هل يجب إعطاؤه لبناً كامل الدسم أو لبناً منخفض الدسم؟ وهل يحتاج طفلك أصلاً اللبن البقري؟ وماذا عن بدائل الألبان من المواد النباتية؟

قد يكون العدد الضخم من الخيارات مُعيقاً، لكنك تحتاج بشكل ما، أن تتخذ قراراً. 

موقع Parenting NyTimes فحص الآراء العلمية واستشار 3 أطباء أطفالٍ وأخصائي تغذية أطفال، ليجمع لكم كل المعلومات التي تحتاجونها لاتخاذ القرار الصحيح باختيار اللبن من أجل طفلكم الدارج.

ماذا تفعل؟

ابدأ تقديم اللبن حول عمر السنة

بينما تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتقديم الأطعمة الصلبة للأطفال في عمر الأشهر الـ6 (وإضافة منتجات الألبان مثل الزبادي والجبن متأخراً في النهاية)، فإنها تنصح بتأخير اللبن البقري حتى عيد ميلاد الطفل الأول. 

يضمن هذا نضج جهازه الهضمي بدرجة تسمح له بالتعامل مع بروتين الحليب بكمية كبيرة.

قالت كريستي كينغ الحاصلة على ماجستير الصحة العامة وممرضة أسنان مُسجلة وأخصائية تغذية الأطفال في مستشفى تكساس للأطفال: "اللبن مصدر عظيم للكالسيوم وفيتامين د والبوتاسيوم والبروتين، وكل ذلك مهم جداً لنمو الطفل".

على سبيل المثال، يوفر تناول حصة مكونة من كوب لبن كامل الدسم (237 مللي) للجسم أكثر من نصف الاحتياجات اليومية المُوصى بها من البروتين للطفل من عمر سنة إلى 3 سنوات. 

وتوفر أيضاً 40% من الاحتياجات اليومية الموصى بها من الكالسيوم، و20% من الاحتياجات اليومية الموصى بها من فيتامين "د"، و11% من الاحتياجات الموصى بها من البوتاسيوم و8 غرامات من الدهون.

لو أنكِ ما زلت ترضعين طفلك طبيعياً في عمر السنة، فإن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تقترح الاستمرار في الرضاعة طالما كان مناسباً لك ولطفلك. 

ومع ذلك، انتبهي إلى أن لبن الثدي ليس مصدراً جيداً للكالسيوم ولا فيتامين "د" (مقارنة بألبان الأبقار)، ولذلك تأكَّدي من إدراج مصادر أخرى لهذه العناصر الغذائية في النظام الغذائي للطفل. 

ينطبق الأمر نفسه لو أن طفلتك لا تشرب ألبان الأبقار، لأنها مصابة بالحساسية من الألبان، أو مصابة بعدم تحمُّل اللاكتوز، أو لا تحب طعم اللبن ببساطة.

كوبان تقريباً من اللبن يومياً للأعمار بين السنة والسنتين

بحسب الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، ينبغي أن يشرب الطفل في عمر سنة، حصتين ما يعادل 473 مللي (كوبين) ولا يزيد على 708 مللي (3 أكواب) من اللبن كامل الدسم يومياً. 

يضمن هذا أن يحصدوا فوائد منتجات الألبان ويترك مساحة لكثير من العناصر الغذائية من الأطعمة الأخرى. 

محتوى الحديد مثلاً منخفض في اللبن، وشُرب كمية كبيرة جداً من اللبن قد يمنع امتصاص الحديد من الأطعمة الأخرى في الأمعاء، وقد يؤدي إلى نقص الحديد.

تنصح د. ناتاشا برغرت، الطبيبة وأخصائية طب الأطفال في مدينة كانساس بولاية ميسوري، بتقديم اللبن لطفلك ذي العام الواحد في كوب أطفال بماصَّة أو كوب مفتوح ومع الوجبات فقط، وهو ما قد يساعد في الحفاظ على عدم تجاوز توصية كوبين في اليوم للطفل ذي العام الواحد. 

وقالت: "لا تستخدم زجاجة رضاعة نهائياً؛ لأنه حينئذ سوف يستهلك أكثر من احتياجاته بالتأكيد".

وأكدت د. برغرت أنه إذا لم يرغب طفلك في شرب كوبين يومياً، فلا تجبريه على شرب المزيد. 

وقالت: "من المستحيل التحكم الدقيق في طفل دارج، خصوصاً إذا كنتِ تحاولين جعله يشرب شيئاً لا يريده، فسيرفضه قطعاً. إذا كان معدل نموه جيداً ويأكل أطعمة متعددة، فلا تقلقي بشأن حساب المليمترات".

وتنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتناول حصتين ونصف (593 مللي) من منتجات الألبان للأطفال -ومن ضمنها اللبن والزبادي والجبن- يومياً بين العامين الثاني والثالث من أعمارهم.

قليل الدسم أم كامل الدسم؟

ينصح أطباء الأطفال عادة بأن يشرب الأطفال في عمر السنة حليباً كامل الدسم. 

ويقول د. جوناثون ماغواير، وهو أخصائي طب أطفال وباحث في مستشفى سانت مايكل بمدينة تورونتو، إن ذلك "من أجل إمدادهم بالطاقة والدهون التي يحتاجها الصغار لنمو أجسادهم ونمو عقولهم". 

وينصح هؤلاء أيضاً بأن الأطفال أكبر من عمر السنتين ينبغي أن يتحولوا لشرب اللبن منخفض الدسم أو منزوع الدسم؛ لتقليل كمية الدهون المشبعة التي يتناولونها.

لكن الدلائل الإرشادية لمعهد القلب والرئة والدم تقول إنه إذا كان طفلك ينمو جيداً ويتناول قدراً كافياً من الدهون الصحية، يمكنه أن يبدأ مباشرة بلبن قليل الدسم من عمر السنة، وإن كل الأطفال بعمر سنتين ينبغي لهم شرب لبن منزوع الدسم. 

ومع أن الدلائل الإرشادية للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ليست بهذه الصرامة، لكنهم يتفقون على أن هذا النهج قد يكون مناسباً للأطفال من العائلات ذات التاريخ المَرَضي لأمراض السمنة والقلب أو أي عوامل خطر أخرى.

وبطبيعة الحال، يستحق الأمر أن تناقشه مع طبيب الأطفال وتفكر في الصورة الكبيرة لنمو وغذاء طفلك.

لستِ مضطرة إلى دفع المزيد مقابل المنتجات العضوية

يشكل التساؤل الذي يقول: "هل ينبغي لي أن أدفع المزيد مقابل اللبن العضوي؟"، المعضلة التالية أمامك في هذا الشأن. 

وقد تناولت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال هذا التساؤل في عام 2012، وخلصت إلى أنه لا يوجد فارق "إكلينيكي" بين اللبن العضوي واللبن التقليدي. فكلاهما آمن للشرب. 

وكما هو الحال مع كل الألبان، لا يحتوي أيٌ منهما على مضادات حيوية. وأي فروق غذائية هي فروق طفيفة ولا يحتمل أن يكون لها تأثير على الصحة.

لا تشتري اللبن الخام

إذا أغراكِ اللبن الخام أو غير المبستر في سوق المزارعين، فاعلمي أن خبراء الصحة العامة وطب الأطفال وبالإجماع يعتقدون أنها فكرة سيئة، خصوصاً للأطفال الصغار. 

قالت كينغ، أخصائية التغذية في مستشفى تكساس للأطفال: "يمكن أن يكون اللبن الخام كالبالوعة للبكتيريا التي تؤدي إلى أمراض منقولة بالأغذية، وبعضها قد يكون خطراً على الحياة". 

على الأقل يمكن أن تسبب عدوى بكتيرية من لبن خام أياماً من الإسهال والقيء لطفلك. 

وعلى الأسوأ يمكن أن تؤدي إلى دخوله المستشفى وصولاً إلى الفشل الكلوي، الذي قد يؤدي في حالات نادرة إلى الموت. 

طفلي لا يشرب اللبن البقري

وفقاً لدراسة نُشرت بالمجلة العلمية الأمريكية Clinical Nutrition في 2016، يأكل غالبية الأطفال الدراجين كمية كافية من البروتين، لكن واحداً من كل 4 أطفال لا يحصل على ما يكفي من الدهون، وهي مهمة لنمو المخ وتطوره.

لو أن طفلك يعاني حساسية الألبان أو عدم تحمُّل اللاكتوز، أو ببساطة لا يحب اللبن البقري، فلا بأس في أن يتجاوزه. 

لكن من المهم أن يستمر في الحصول على العناصر الغذائية التي يحتويها اللبن من أطعمة أخرى.

لا توجد توصيات رسمية بمقدار الدهون المشبعة وغير المشبعة التي ينبغي للأطفال تناولها، لكن الأطعمة الكاملة مثل الزبادي والجبن والبيض والأفوكادو والأسماك واللحوم والزيوت وزبدة المكسرات تقدم مزيجاً صحياً منهما. 

لو أنكِ تعيشين في منطقة لا تتوافر فيها أشعة الشمس أو أنكِ حريصة للغاية وتضعين كميات كبيرة من واقي الشمس؛ فلا يحصل طفلك على ما يكفي من فيتامين "د"، فربما يحتاج مكملاً غذائياً. 

تحدَّثي مع طبيب الأطفال الخاص بطفلك عما إذا كان هذا ضرورياً.  

ماذا عن لبن الماعز وبدائل الألبان؟

يحتوي لبن الماعز على تركيز أعلى من البروتين والدهون والكالسيوم والمعادن الأخرى مقارنة بلبن الأبقار، ولكن في متجر البقالة يبلغ سعره الضعف وربما ثلاثة أضعاف. 

بينما يوصف لبن الماعز بأنه أقل إثارة للحساسية من اللبن البقري، فإن غالبية الأطفال الذين يعانون حساسية اللبن البقري يعانون أيضاً حساسية لبن الماعز، ولذلك على الأغلب لا يستحق التكلفة الإضافية.

لم يتحمس أي من الخبراء بخصوص بدائل الألبان من المواد النباتية لتكون غذاء للأطفال. 

وقالت د. برغرت: "مع أن الأنواع غير المُحلاة موجودة، فكثير من أنواع البدائل المناسبة للأطفال مُشبَّعة بالسكر".

وقالت كينغ إن هذا السكر المضاف يوضع لتحسين النكهة، ويمكن أن يكون على هيئة شراب الأرز أو سكر القصب أو شراب القصب المجفف. وتميل بدائل الألبان من المواد النباتية إلى أن تحتوي على تركيز أقل للبروتين مقارنة باللبن البقري.

تنصح د. برغرت للأطفال الذين لا يشربون ألبان الأبقار ولكن يأكلون منتجات الألبان الأخرى مثل الجبن والزبادي، بأن يشربوا الماء عوضاً عن هذه البدائل.

ولو أنهم لا يأكلون أياً من منتجات الألبان أو يعانون حساسية الألبان، فربما يساعد بديل لبن نباتي على توفير الاحتياجات الغذائية: كالسيوم (300 ميليغرام) وفيتامين د (نحو 100 وحدة دولية). 

خيارات الألبان للأطفال

لبن الصويا: وُجد لبن الصويا منذ سنوات، وهو البديل المُفضل للبن الأبقار عامة؛ لأنه مشابه له في السعرات الحرارية والبروتين والدهون. 

كان بعض الآباء والباحثون قلقين بشأن تأثير مركب في الصويا يشبه الأستروجين، يسمى أيزوفلافونز، على الصغار. 

ومع ذلك، بعد مراجعة البيانات المتاحة، قالت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إن بدائل لبن الرضاعة المُصنَّعة من الصويا آمنة للرُّضع. 

حليب البازلاء الصفراء

يعتبر حليب البازلاء الصفراء جديداً في ساحة بدائل الألبان، ومثل لبن الصويا يقدم صفات غذائية مشابهة للّبن البقري، وهي 2% من البروتين (8 غرامات للكوب 237 مللي) والدهون.

لبن القِنّب:

يُصنع من بذور نبتة القِنّب التجارية. مستوى البروتين فيه منخفض إلى متوسط (2 إلى 3 غرامات في الكوب). 

يحتوي على كمية دهون مشابهة للّبن البقري كامل الدسم أو 2%، لكنه يحتوي على كميات أعلى من دهون أوميغا-3 وأوميغا-6 وكميات أقل من الدهون المُشبعة.

لبن المكسرات

يحتوي اللبن المعتمد على المكسرات، مثل المصنوع من اللوز أو الكاجو، على كمية قليلة من المكسرات وكثير من الماء، ولذلك يحتوي على كمية قليلة جداً من البروتين (نحو غرام واحد للكوب) والدهون. 

ستحصل على عناصر غذائية أكثر إذا تناولت شطيرة من زبدة المكسرات مع كوب من الماء.

لبن الحبوب

يحتوي لبن الأرز ولبن الشوفان على كميات قليلة من البروتين وكميات كبيرة من النشويات. 

المكونات الغذائية للبن الشوفان أفضل من لبن الأرز، إذ يحتوي على كمية أكبر قليلاً من البروتين وبعض الألياف.

لبن جوز الهند

هو نسخة مخففة بالماء من لبن جوز الهند الكثيف وتباع في عبوات، هذه المشروبات تحتوي على كمية كبيرة من الدهون المشبعة، ولا تحتوي على بروتين تقريباً.

متى أقلق؟

قالت د. برغرت: "إن الآباء أحياناً يقلقون من عدم شرب أطفالهم كمية كافية من اللبن، لكن المشكلة الأكبر لدى مرضاي هي أنهم مدمنو ألبان".

لذا يُنصح بالتزام توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم الزيادة على حصتين من الألبان (نحو كوبين 473 مللي، ولا يزيد على ثلاثة أكواب 708 مللي) في اليوم الواحد. 

وأضافت: "يمكن أن يزاحم اللبن الأطعمة الأخرى في النظام الغذائي، وهو ما يحرم الطفل من عناصرها الغذائية إذا زاد على تلك الكمية".

علامات:
تحميل المزيد