قد يبدو الأمر متعلقاً بالدلالات اللفظية، أو مناقشة معنى كلمتين متشابهتين، ولكن الفرق بين النعاس والإعياء يهم كثيراً.
إذ إن التمييز بين هذين الشعورين المختلفين لا يمكنه تحديد أسبابهما فحسب، لكن قد يساعد أيضاً في علاج بعض الاضطرابات؛ وفقاً لما نشره موقع Verywell Health الأمريكي.
النعاس.. الأدينوسين هو السبب
بعض الناس لا يدركون ماهية الشعور بالنعاس. النعاس أو الوَسَن هو الرغبة الشديدة في النوم.
تخيَّل أنك جالس بعد الغداء في مقعدك الوثير المفضل، وتشعر بالاسترخاء والراحة. ويتثاقل جفناك، وفي كل مرة تطول فترة ارتخائهما. هذا يعني أن النوم سيغلبك، وأنك تشعر بالنعاس.
بصفة عامة، يزداد شعور المرء بالنعاس إذا ظل مستيقظاً فترة طويلة. ويرتبط هذا الأمر بإفراز مادة كيميائية في الدماغ تسمى الأدينوسين. وهي إشارة إلى أننا نحتاج النوم.
ونظراً إلى أن مستويات الأدينوسين تتزايد على مدار اليوم، فإن الرغبة في النوم تصل إلى أقصاها في نهايته. ونتيجة لذلك، يشعر معظم الناس بالنعاس في المساء، وتصل رغبتهم الشديدة في النوم إلى ذروتها قبل موعد النوم مباشرة. "ولا عجب في أن الناس يستغرقون بالنوم في أثناء مشاهدتهم التلفاز أو القراءة قبل وقت نومهم المعتاد مباشرة".
في المقابل، يقلُّ الشعور بالنعاس بالنوم نفسه. فإذا كنت تنام مدة كافية ملء جفنيك، فستستيقظ وأنت تشعر بالنشاط، ولا ريب في أن رغبتك في النوم ستقلُّ بالكامل تقريباً عند استيقاظك.
الإعياء والإرهاق.. شعور يختلف عن العادي
قارِن بين النعاس بهذا المعنى ومجموعة مختلفة من الكلمات: الإعياء والتعب والإرهاق وقلة النشاط.
تتوغل هذه المشاعر بعمق في العظام والعضلات، وتشعر بثقل في أطرافك، كما لو أنك خضت لتوِّك سباقاً في العَدو.
ولا يمكنك استحضار النشاط لإنجاز ما تحتاج إنجازه؛ إذ إنك تستنفد طاقتك البدنية والعقلية على مدار اليوم.
قد يحدث هذا في حالة الإصابة بأمراض أخرى، مثل فقر الدم أو قصور الغدة الدرقية أو حتى السرطان.
بل يمكن وصفها بمتلازمة الإعياء المزمن. ولكن، بغض النظر عن مدى الإعياء الذي تشعر به، فإنه لا يؤدي إلى النوم.
إذ إن الأشخاص الذين يشعرون بالإعياء قد يستلقون لأخذ قسط من الراحة أو لأخذ غفوة. ومع ذلك، فإنهم لا يستغرقون في النوم غالباً، "مع أن الأشخاص الذين يشعرون بالنعاس الشديد أو الوسن سينامون إذا أُتيحت لهم الفرصة"، وعلاوة على ذلك، فإن النوم قد لا يخفف هذا الشعور بالإعياء.
بخلاف هذا؛ غالباً ما يحدث النعاس بسبب الحرمان من النوم بين أولئك الذين لا ينالون قسطاً وافراً من النوم. وقد يكون أيضاً أحد أعراض اضطرابات النوم.
مثل توقف التنفس في أثناء النوم أو النوم القهري. في المقابل، يشيع الشعور بالإعياء بين المصابين بالأرق.
الأرق.. لا تخلد إلى الفراش مبكراً
لا يؤدي التمييز بين النعاس والإعياء إلى التوصل لمجموعة مختلفة من الأسباب المحتملة لمشكلتك فحسب، ولكن فهم ماهية النعاس قد يسهم أيضاً في تخفيف الأرق.
من الأهمية بمكانٍ ألا يذهب الناس إلى الفراش إلا عندما يشعرون بالنعاس. إذا كان الإعياء "أو ما هو أسوأ، وقت الليل" هو الدافع وراء النوم.
فقد يؤدي ذلك إلى الاستلقاء مستيقظاً فترات طويلة ببداية المساء، في محاولة للاستغراق في النوم. وفي حين يتزايد الشعور بالقلق، فإنه يتغلب على إشارة النعاس أيضاً. وهذا هو المسبب الرئيسي للأرق.
يعد تأخير وقت النوم أكثر علاجات الأرق فاعلية. وهو علاج يخالف التوقعات، لكنه فعال. إذ إن البقاء مستيقظاً فترة أطول يزيد الرغبة في النوم.
وبدلاً من الذهاب إلى الفراش في الساعة الـ9 مساءً، إذا كنت تعاني الأرق، فمن الأفضل أن تظل مستيقظاً حتى منتصف الليل.
وإذا التزمت الاستيقاظ الساعة الـ6 صباحاً، فستصبح فترة النوم ثابتة وسيسهل عليك حينها الاستغراق في النوم.
بالإضافة إلى ذلك، تتحسن طريقة النوم وعمقه. بعد تقييد النوم فترة أولية، يمكن زيادة عدد ساعات النوم تدريجياً حتى تحصل على القدر الكافي من الراحة.