مَن منَّا لا يحبُّ رائحة المسك، بغضِّ النظر عن طريقة استخراجه الصعبة وأنواعه المتعددة؟ مسك الغزال على سبيل المثال يعد من أغلى أنواع المسك الموجودة؛ نظراً لصعوبة استخلاصه والفوائد العديدة التي يمنحها للجسم، فما هو مسك الغزال، وما فوائده؟
في البداية، لنتحدث عن المسك بشكل عام.
هو عبارة عن مادةٍ عطريةٍ تُفرزها الغدة الكيسية في بطن غزال المسك، حيث توجد الغدة الكيسية عند غزلان المسك الذكور فقط، وحجمها بمقدار بيضة الدجاج، وتكون درجة لزوجة المسك كالعسل، ورائحته قوية، إذ إنّه يعمل كجاذبٍ جنسي في الحيوان.
ويستخدم أيضاً في العطور كرائحةٍ ومثبتٍ لها، ويكون لون إفرازات الغدة عنابي اللون، وقد تصبح بعد قطع الكيس أغمق في لونها، حيث تصبح باللون البني المائل إلى السواد، وعندما تجف تصبح حبيبية الشكل.
ومن جانبٍ آخر تسمى أكياس المسك في التجارة بقرون المسك، والإفرازات المجففة تسمى حبوب المسك، وعادةً تصنع صبغة الكحول من هذه الحبوب، ثمّ تضاف إلى العطور غالية الثمن.
ويعد المكون الرئيسي الذي يعطي المسك رائحته هو المركب العضوي الذي يسمى "مسكون".
ويتمّ الحصول على المسك من فأر المسك والزباد أيضاً، كما أنَّ بعض النباتات تنتج الزيوت التي تشبه المسك، وتشمل بذور نبات الكركدية، ونبات فيرولا في آسيا الوسطى وتركستان، ويُستخدم الآن عدد من منتجات المسك الاصطناعية.
مسك الغزال.. أجمل أنواع المسك
يعدّ الأيل المسكي مصدراً لاستخراج المسك، ويُدرج هذا الحيوان ضمن الثدييات، ويصنّف ضمن رتبة الشفعيات الأصابع، وتصنّف إلى عدة أنواع منها أيل سيبيريا المسكي وأيل مسكي أسود وغيرها.
كان العرب قديماً قد امتهنوا استخراج مسك الغزال من المصادر الحيوانيّة، وتركيبها على شكل عطور والتجارة بها.
ويشتهر العرب بالتجارة بالمواد العطرية كالمسك والعنبر والعود والصندل، ومن أشهر أنواعه قديماً الذي كان يؤتى به من مدينة دارين في بلاد البحرين التاريخية.
ويصل طول حيوان غزال المسك إلى أكثر من متر، ويرتفع إلى نصف متر، ويُعرف عنه أنّه جبان، وينطلق ليلاً بحثاً عن الطعام.
يستوطن غزال المسك في مناطق أواسط آسيا وغرب الصين وشمالها، والتبت وسيبيريا بالإضافة إلى غابات الهملايا.
ما سبب تسميته هذه؟
تعتبر كلمة المسك ذات أصول فارسيّة، وتعني باللغة العربية بالمشموم، ويشاع استخدام هذه الكلمة للدلالة على رقّتها، وجاء ذكره في القرآن الكريم في سورة المطففين آية 26، إذ قال رب العالمين فيها "خِتَامُهُ مِسْك".
وكيف يُستخرج مسك الغزال؟
يحتضن التجويف البطني لغزال المسك ما يسمى فأرة المسك، وهي عبارة عن كيس جلدي أسود، ويمتاز بأنّ ثمنه باهظ.
مادة المسك تأتي من الدم في جسم الغزال، وتتكاثر وتنمو في سُرّته، وعند اقتراب موعد خروجها يعيش حالة من الضجر والغضب، فيصعد إلى الجبال ويحك سرّته حتى تبدأ المادة التي يتكوّن منها المسك بالسيلان، فيلتقطه المتخصصون في ذلك ويجمعونه للاحتفاظ به بقوارير.
كما يُحصل عليه من خلال قتله، فيتم فصل الكيس "فأرة المسك" ومن ثم تجفيفها، وتعد هذه الطريقة ممنوعة قانونياً ورسمياً؛ حفاظاً على فصيلة الآيلة المسكية.
فوائد مسك الغزال
يمتلك مسك الغزال العديد من الفوائد العلاجية المفيدة للجسم منها:
- علاج العديد من الأمراض التي تصيب الشّعر والأظافر، كتساقط الشّعر وتشقق الأظافر وتكسرها.
- مضاد حيوي للفطريات والبكتيريا، خصوصاً المشاكل الجلدية، والتناسلية الخارجية.
- مطهر طبيعي للمناطق التناسلية لمنع حدوث الحكة والالتهابات والتخلص من البكتيريا وخاصّة بعد فترة الحيض.
- الوقاية من العديد من الأورام الخبيثة والسّرطانية التي قد تصيب الرّحمَ.
- المساعدة على تثبيت الرّحم، وزيادة فرصة حدوث الحمل، وتجنّب الإجهاض.
- علاج الزّكام.
- الحد من التّعرق، والتخلص من الرّائحة الكريهة التي تنتج عن التعرق.
- تجلية بياض العين والحماية من العديد من أمراض العين.
- تخفيف سرعة خفقان القلب، والوقاية من بعض أمراض القلب.
لكن هناك آثار جانبية لمسك الغزال
على الرغم من الاستخدامات الصحية والعطرية العديدة لمسك الغزال، فإن الإفراط في استهلاكه قد يؤدي إلى حدوث الأعراض التالية:
الحساسية: يسبب عطره القوي أحياناً ضيقاً في التنفس، وتهيجاً في القصبات الهوائية.
تفاعلات دوائية: يمكن أن يتفاعل مسك الغزال مع أدوية الاكتئاب المختلفة. حساسية في الجلد: لذلك يفضل تجريب كمية قليلة منه على الجلد، قبل الاستخدام لفحص ما إذا كان يتسبب بحساسية جلدية أم لا.