تفقد أجسادنا يومياً كمية كبيرة من المياه من خلال العَرق والتبول، ولذلك نحن بحاجة إلى تجديد هذه المياه. إذ يحتوي الجسم على الماء أكثر من أي شيء آخر، فهو يمثل نحو 60% من إجمالي وزن الجسم.
ويساعد الماء في تنظيم درجة الحرارة ونقل العناصر الغذائية، ويؤثر في مستويات الطاقة، ووظائف الدماغ، والمزاج، والذاكرة كما يساعد في إخراج الفضلات.
لكن السؤال المهم هو: ما كمية الماء الذي تحتاج شربه كل يوم؟ على الرغم من بساطة السؤال، فإن إجابته ليست سهلة.
فكما هو الحال مع معظم الأشياء، يعتمد هذا الأمر على الفرد، إلى جانب عوامل داخلية وخارجية.
يحصل جسم الإنسان على نحو 20% من المياه من الأطعمة، ونسبة 80% تأتي من المشروبات، وضمنها الماء والقهوة والشاي والحليب وغيرها.
بدورها استعرضت الأكاديمية الوطنية للطب بالولايات المتحدة الأمريكية بعض التوصيات بخصوص معدل شرب المياه اليومي، وبعد عدد كبير من الأبحاث.
توصلت الأكاديمية إلى أن المعدل اليومي للسوائل يكون نحو 15.5 كوب (3.7 لتر من السوائل للرجال)، ونحو 11.5 كوب (2.7 لتر من السوائل للنساء).
تشمل هذه التوصيات السوائل من الماء وغير ذلك من المشروبات والأطعمة.
وإن لم تكن من الأشخاص الذين يعدون على أنفسهم ما يأكلون أو يشربون، فإليك طرقاً غير متوقعة يخبرك بها الجسد أنه بحاجة للماء.
الصداع
قد يؤدي الجفاف إلى صداع يتمثل في إحساس بالشد أو الضغط بجميع أنحاء الرأس.
من الأعراض الشائعة لصداع الجفاف زيادة الألم عند تحريك الرأس.
ليس واضحاً تماماً لماذا يسبب الجفاف صداعاً، وأظهرت بعض الدراسات أن الأوعية الدموية في الرأس قد تضيق بالفعل؛ في محاولة لتنظيم مستويات السوائل في الجسم عند الشعور بالجفاف، وهذا يصعّب وصول الأكسجين والدم إلى المخ.
جفاف الجلد والشفتين
يتطلب الجلد قدراً كبيراً من السوائل للبقاء في حالة جيدة. فعندما يكون جسمك جافاً سيؤدي ذلك إلى إبطاء تدفُّق الدم، ولن تحصل بشرتك على ما يكفي من العناصر الغذائية.
تقول الدكتورة إليزابيث هيل المتحدثة باسم مؤسسة سرطان الجلد: "العامل الأكثر أهمية في حماية بشرتك هو الماء.. اشرب 8 أكواب من المياه، واحرص على تناول الحساء في وجبة الغذاء أو أي طعام يحتوي على السوائل".
مؤشر آخر لا يمكن إنكاره، على عدم وجود ترطيب، هو تشقق الشفاه الجافة، وجفاف العين الذي يحدث عندما تكون العين غير مشحمة بشكل صحيح، وذلك بسبب عدم وجود دموع كافية لتغذية العين وتوفير رؤية واضحة.
عدم التعرق بما فيه الكفاية
إذا كنت تشعر بأنك تعرق بكمية أقل في الصيف ولا تحتاج استعمال مزيل للعَرق، فقد يكون هذا مؤشراً غير صحي بالمرَّة ودلالة على جفاف الجسم.
العَرق يحافظ على درجة حرارة الجسم منتظمة، وإذا لم يكن هناك ما يكفي من الماء بالجسم فسيكون من الصعب الحفاظ على درجة حرارة الجسم المناسبة، وقد يتسبب ذلك في ضربة شمس.
آلام العضلات والمفاصل
تدخل نسبة كبيرة من المياه في مكونات الغضاريف التي تفصل بين العظام وتحافظ على عدم التلامس كما تحدُّ من الاحتكاك، وتساعد العظام في تلقِّي الصدمات.
تسهّل الغضاريف أيضاً حركة المفاصل، ونقصها يؤدّي إلى حدوث مشاكل في الهيكل العظمي.
رائحة النفَس الكريهة
في المرة القادمة التي تلاحظ فيها رائحة أنفاسك، حاوِل أن تشرب قدراً كافياً من المياه، لأن الجفاف يقلل من إنتاج اللعاب في الفم؛ وهو ما قد يؤدي إلى نمو مفرط للبكتيريا المسبِّبة للرائحة السيئة.
اضطرابات في الجهاز الهضمي
يدخل الماء في تكوين مختلف الأنسجة المخاطية التي تبطن الجدران الداخلية للجهاز الهضمي.
ومن ثم، فإنَّ عدم شرب مياه كافية يسهم في جعل الطبقة المخاطية المُبطِّنة للمعدة أقل سمكاً؛ وهو ما يتسبب في تلامس أحماض المعدة مع جدران المعدة، وقد يؤدي هذا إلى حدوث حموضة وحرقان وصعوبة في الهضم.