تقول راشيل إن تعلُّم التعامل مع الفشل هو مهارةٌ مثل أي مهارةٍ أخرى، وفي هذا المقال نستعرض لكم، وفقاً لصحيفة The New York Times الأمريكية، الكيفية التي يمكنك بها التعامل مع انتكاساتك حتى تتمكن من النجاح بعد الفشل.
ما أسوأ الاحتمالات التي قد تحدث؟
لا تلقِ باللوم على نفسك، فهو أحد الأسباب التي قد تعيقك تماماً عن تحقيق أي إنجاز، تسمي كارول دويك، أستاذة علم النفس في جامعة ستانفورد، هذا التوجه بـ "العقلية الثابتة"، وهي الاعتقاد بأنَّ الفشل هو النهاية بدلاً من اعتباره محطة على الطريق لتحسين قدراتنا.
ما تريد أن تتحلى به هو القدرة على رؤية الفشل باعتباره فرصةً للتعلم.
اسألوا أنفسكم هذه الأسئلة..
- ما أسوأ الاحتمالات التي قد تحدث؟
- ثم، هل يمكنك التعامل مع نتيجة ما حدث؟ ما الموارد التي لديك للتعامل مع الموقف؟
- ما هي بعض الفوائد المحتملة لفشلك إذا لم يسِر الموقف على ما يرام؟
تقول راشيل: كانت أسوأ النتائج المحتملة هي أن أحداً لن يدعوها للحديث مرةً أخرى، أو أنَّهم سيخبرون أشخاصاً آخرين بفشلها.
بالتأكيد النتيجة ليست جيدة، لكنها في الوقت نفسه يمكنها أن تتعامل معها، ليست النهاية.
أنتَ لست محصوراً في أخطائك
حفِّز نفسك، ربما تكون قد فشلت في خطوة على طريقك، لكنك بالتأكيد نجحت في خطوات أخرى، سيكون من الصعب تذكُّر نجاحاتك السابقة في لحظة الفشل، لكن من المهم جداً أن تستذكر كل ما أنجزته حتى تتخلص من هذه الحالة.
تعتبر راشيل أنَّ هذا النوع من التفكير المشوَّه شائعٌ، لكنَّ هناك طرقاً لمنع نفسك من الانخراط فيه. بالنسبة لحالتها، ذَكرت نفسها بأنني ألقت خطابات سابقة أمام مجموعةٍ مختلفة من الطلاب، وبعضهم أخبروها بأنها أفضل متحدثةً رأوها في المدرسة.
مارِس عادة التعاطف مع الذات
تخيل مَن يقسو عليك؟ ليس مديرك أو زميلك، أو صديقك المقرب، بل أنت.
الآن، تخيّل أنَّ صديقتك المقرَّبة هي من فشلت ماذا ستقول لها؟ هل ستقول لها إنَّها فاشلةٌ وإنَّها لن تتعافى مطلقاً من كبوتها؟ أم ستقول لها إنَّها حققت نجاحات كثيرة، وإنَّها ستتجاوز هذا الأمر أيضاً وربما حتى ستتعلم منه؟
التعاطف مع الذات هو الممارسة التي تمنح فيها نفسك مقدار العطاء والتسامح نفسه الذي تقدمه للآخرين، وهو مرتبط بتقليل حدة الخجل والقلق بعد الإخفاق في فعل شيء ما.
وتميل النساء إلى عدم التعاطف مع الذات بدرجةٍ أكبر من الرجال، ما يعني أننا نستخدم نقد الذات وسيلةً للتكفير عن الأخطاء وهذا ليس صحياً.
- لاحِظ ما تشعر به دون المبالغة في شعورك أو إنكاره
لا تتظاهر بأن شيئاً لم يحدث، لكن احكم على مشاعرك بشكل منطقي.
- ذكِّر نفسك بأنك لست وحدك
بالتأكيد، لست الشخص الوحيد الذي تعرَّض لفشل، تذكر فقط أنك إنسان عادي، وأنَّ هذه الأمور واردة الحدوث.
توقَّف عن التفكير في الأمر
يمكن أن يؤدي نقدنا المفرط للذات إلى زيادة القلق بشأن الفشل. والإفراط في التفكير، أو اجترار ما حدث بمثابة نقد ذاتي موجع متكرر. وجدت دراسات أنَّ الإفراط في التفكير، مثل طرح أسئلة من نوعية "كيف يمكنني قول شيء مثل هذا؟ أو لماذا أشعر بهذا القدر من القلق؟"، قد يلحق أضراراً تقف أمام تطورك أو تجاوزك لأزمتك مع نفسك.
وإليك بعض الأدوات التي يمكن أن تساعدك على التوقف عندما تبدأ في الإفراط في التفكير:
- تريض وانظر إلى الأشجار: ركز كل انتباهك لبضع ثوانٍ على لون أوراق الشجر، أو صوت الأغصان وهي تتحرك. يبدو الأمر بديهياً، لكنه فعَّال.
- تخيل لافتة مكتوباً عليها قف: عندما تلاحظ نفسك وهي تستغرق في التفكير المفرط، يمكن لهذه الصورة أن تجعل دماغك يتوقف عن التحايل عليك.
- تذكر الأمور الجيدة في حياتك: ما الأمور التي تشعر بالامتنان لأجلها حالياً؟ قد يساعد طرح هذا السؤال على نفسك في ألا تشعر شعوراً سيئاً للغاية.
- حرك جسمك: قد يساعدك أي شيء يجعلك تتوقف عن التفكير المفرط، مثل ممارسة تمارين رياضية، أو طبخ وصفة صعبة، أو ترتيب خزانتك.
مارِس عادة الإقبال على المخاطر
جرب كل يوم شيئاً يصيبك عادة بالتوتر، يحتاج الفشل إلى شجاعة، لذلك جرب أشياء لم تكن جربتها من قبل.
- اطلب الحصول على طاولة مختلفة في مطعم.
- تطوَّع في مشروع أو مهمة في العمل تجعلك تشعر بالتوتر.
- جرب التزحلق على الجليد، أو إصلاح صنبور مكسور.
التغيير الحقيقي يبدأ من التفاصيل والخطوات الصغيرة، ليس مهماً أن تخطو خطوات مبهرة، فقط استتثمر ما تبقَّى من ثقتك في نفسك.