يدفع إلى حالة ما قبل السكري.. هكذا يزيد إنهاك العمل من وزنك

يسبب الإنهاك وإرهاق العمل أضراراً تفوق تلك التي تصيب روحك المعنوية. فقد يكون لهما عواقب سلبية على وزنك أيضاً.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/06/15 الساعة 04:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/15 الساعة 00:16 بتوقيت غرينتش
الموظفين الذين يعانون من أعباء العمل الثقيلة أو الأكثر تطلباً كانوا أوفر حظاً في الانخراط في الأكل العاطفي والأكل دون توقف/ istock

يسبب الإنهاك وإرهاق العمل أضراراً تفوق تلك التي تصيب روحك المعنوية. فقد يكون لهما عواقب سلبية على وزنك أيضاً.

إذ كشفت دراسة جديدة لباحثين في جامعة جورجيا بأثينا أنَّ البالغين الذين يشعرون بأنَّهم مُثقلون بالعمل أو مرهقون، غالباً ما ينتهجون مجموعة من السلوكيات غير الصحية التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن.

توجه الباحثون إلى حوالي ألف رجل وامرأة كانوا يعملون في وظائف بدوام كامل، وطلبوا منهم الإجابة عن أسئلة حول أعباء الأعمال الخاصة بهم وكذلك عن مشاعر الإنهاك أو الإرهاق.

وطلب الباحثون أيضاً من المشاركين في الدراسة تقديم إفادة عن عاداتهم الغذائية وممارسة الرياضة، وفق ما نشر موقع Healthline.

 الإنهاك وإرهاق العمل والأكل العاطفي

أظهرت النتائج أنَّ الموظفين الذين يعانون من أعباء العمل الثقيلة أو الأكثر تطلباً كانوا أوفر حظاً في الانخراط في الأكل العاطفي والأكل دون توقف.

وهم  يميلون أيضاً إلى اختيار الأطعمة التي تحتوي على المزيد من الدهون.

وأظهر المشاركون المنهكون السلوكيات غير الصحية نفسها. كذلك فقد مارسوا تمارين رياضية أقل، مما يفاقم من زيادة الوزن المحتملة.

وقالت الدكتورة كارلا ماري مانلي، الحاصلة على الدكتوراه في علم النفس: "من المنطقي تماماً أن يتجلى الإجهاد المزمن الناتج عن العمل في سلوكيات وعادات صحية سلبية".

وأضافت: "لدى النفس البشرية والجسد كمية محدودة من الطاقة. عندما تُستنفَّد هذه الطاقة أو تقترب من النضوب، فلن تعمل أجهزة الجسم بطاقتها المُثلى".

وتابعت: عندما يتعلق الأمر بالنظام الغذائي وعادات ممارسة التمارين الرياضية، فقد يكون الموظف الذي يعاني من الإجهاد الشديد ببساطة مستنزفاً كلياً بسبب العمل بما يجعل عقله يخبره بغير وعي أو بوعي: "إنني مُنهَك. أعلم أنني يجب أن أمارس الرياضة وأتناول طعاماً صحياً، لكنني لا أملك الوقت أو الطاقة".

وأوضحت: "عندما تتكرر هذه الدوامة، تتشكل مسارات عصبية قوية، وتصبح السلوكيات غير الصحية المعتادة هي الأمر الطبيعي".

الإنهاك مشكلة صحية معترف بها

في عام 1992، أضاف التصنيف الدولي للأمراض (ICD) الإنهاك إلى قائمة المتلازمات القابلة للتشخيص.

في المراجعة الحادية عشرة للتصنيف ICD، التي ستصدر عام 2022، يجري توسيع تعريف المتلازمة، بما يجعل من الواضح أن الإنهاك هو نتيجة ضغط العمل والإرهاق المرتبط به.

تدرك بعض المؤسسات والشركات أن التأثير طويل الأجل لهذا الضغط، وقلة ممارسات الرعاية الذاتية، وعدم ممارسة الرياضة يمكن أن تحدث لدى القوى العاملة لديها.

في الواقع، بدأت الشركات تطبيق برامج الاعتناء بالصحة في مكان العمل خلال العقد الماضي أو نحو ذلك.

يركز الكثير منها على التحكم في الوزن والتمتع بصحة جيدة عامة، وهي جوانب صحية تزيد من تكاليف الرعاية الصحية على الشركة، وقد تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية في المستقبل.

لكن أحد العناصر التي يبدو أنَّها مفقودة في العديد من تلك البرامج؛ هو التركيز على التعامل مع متطلبات الوظيفة.

وكما يظهر هذا البحث، يمكن أن تلعب هذه المتطلبات دوراً مهماً في ما يتعلق بصحة الموظف.

تقول مانلي: "يمكن لأرباب العمل أن يفعلوا الكثير (في هذا الصدد) بخلق بيئات عمل تعاونية تقلل من الإجهاد وتغذي الطاقة الإيجابية غير التنافسية".

وتقول أيضاً إنَّه يمكن لأصحاب العمل التفكير في تعيين موظفين متعاونين وداعمين في مجال الموارد البشرية؛ لأنَّهم -على حد قولها- يؤدون "دوراً جوهرياً في الحد من الإجهاد الكلي، بتوفير فرص التعلم لتخفيف الإجهاد، وتسهيل الدعم المستمر للموظفين المُجهَدين".

ساعد نفسك على تجنُّب الإنهاك

بدورها قالت الطبيبة تشاندلر تشانغ، الحاصلة على دكتوراه في علم النفس ومؤسِّسة Therapy Lab: "هناك مفهوم في أبحاث علم النفس يُدعى "ضبط النفس" وهو مفهومٌ جيداً ويمثّل جزءاً كبيراً من حياتنا اليومية".

واعتبرت أن "ضبط النفس هو ما يدفعنا إلى فعل أشياء قد لا نرغب في البداية في القيام بها ولكن ذلك يساهم في وفرة الصحة على المدى البعيد".

يتضمن ذلك أشياء مثل ممارسة التمرينات والتغذية الجيدة والعناية الذاتية، وكل ذلك يمكن أن يساعد الناس على عيش حياة أكثر صحة.

وقالت تشانغ: "الشيء الرائع في ضبط النفس هو أنَّه يعمل مثل خزان الوقود".

وأوضحت: "في بداية اليوم، تكون (خزانات) ضبط النفس خاصتنا ممتلئة، لكن بحلول نهاية اليوم، خاصةً في يوم عمل طويل مرهق، تكون على وشك النفاذ".


باختصار، عندما تنفد الطاقة، يجب عليك محاربة غرائز كثيرة للتغلب على نفسك.

فيما يلي بعض النصائح التي قد تساعدكم:

  1. أن تكون مُدركاً للمشكلة

الخطوة الأولى لحل المشكلة هي إدراكها ثم الرغبة في فعل شيء حيال ذلك.

وقالت مانلي: "إذا كان الفرد مسلحاً بالوعي الذاتي غير النقدي، فيمكنه ببطء، ولكن بثبات اتخاذ خيارات صحية على المدى الطويل".

على سبيل المثال، يمكن إعداد وجبات الغداء والعشاء الصحية في عطلة نهاية الأسبوع بما يسمح بتناول طعام صحي أسهل خلال أسبوع حافل بالأشغال.

2. اطلب معرفة فترات الراحة وحدود العمل

يمكن لأصحاب العمل مساعدة موظفيهم في الحفاظ على "خزانات الوقود" خاصتهم ممتلئة من خلال تقديم فترات راحة ووضع حدود صحية، مثل عدم إرسال رسائل البريد الإلكتروني مساءً.

إذا لم يوضح صاحب العمل هذه الحدود أو كنت تعتقد أنَّها لا تزال تطفلية للغاية بالنسبة لك، فاطلب إجراء التعديلات.

3. ركّز على النوم

النوم الجيد يمكن أن يجنِّبنا أمراضاً كثيرة، بينما يتسبب النوم السيئ في التوتر والإجهاد المرتبط بالعمل.

عندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم أو تنام نوماً متقطّعاً، ستأكل أكثر في اليوم التالي.

والنوم لمدة أربع ساعات فقط لمدة ستة أيام يكفي لدفع جسمك إلى حالة ما قبل السكري.

4. إلجأ إلى موظف الموارد البشرية

إذا كانت الجهود التي بذلتها لتدارك الإنهاك والإرهاق لا تنجح في إحداث أي تغييرات، قد ترغب حينها في طلب الدعم والتوجيه من موظفي الموارد البشرية في شركتك.

هؤلاء الأفراد هم خبراء في مساعدة الموظفين في حل المشكلات المتعلقة بالعمل وإيجاد حلول معقولة. وإبراز مخاوفك لهم قد لا يساعدك فقط؛ بل قد يساعد الآخرين الذين يعانون من مشكلاتك نفسها على المدى الطويل.

تحميل المزيد