في العمل وعلى صعيد العلاقات الشخصية، تعتبر الثقة بالنفس معياراً مهماً من معايير النجاح، لكن السبيل إلى تحقيق هذا المعيار قد لا يكون واضحاً لدى البعض، لذا غالباً ما يطرح المهتمون بتنمية قدراتهم السؤال التالي: كيف أحسّن من ثقتي بنفسي؟
بحسب صحيفة New York Times الأمريكية، تستطيع اكتساب الثقة بالنفس انطلاقاً من ممارسات يومية بسيطة، ستزيد تدريجياً من ثقتك بنفسك وتُجنِّبك تفويت عديد من الفرص التي قد تضيع بسبب ترددك وعدم ثقتك بقدراتك.
كيف أحسّن من ثقتي بنفسي؟
في البداية علينا أن نستعرض تعريف الثقة بالنفس:
الثقة بالنفس هي إيمانك بقدرتك على فعل شيء ما، ولكنها ليست مقياساً لمهارتك الفعلية بالتأكيد.
ولكن تكمن أهميتها في أنها تمنحك شعوراً أفضل حيال نفسك من ناحية، وتساعدك على خوض المخاطرة لإجراء تحسينات ملموسة على حياتك.
فالشخص الذي يفتقر إلى الثقة لن يقْدم على فعل أي تغيير؛ خشية الفشل، وهو ما يؤدي إلى إهدار عديد من الفرص الممكنة.
فإذا كنت تعتقد أنَّه يمكنك الحصول على وظيفة أحلامك إذا تقدمت بطلب، فهناك فرصة، مهما كانت صغيرة فهي موجودة، وقد تحصل عليها.
أما إذا كنت لا تعتقد أنَّه يمكنك الحصول عليها، ولم تتقدم بطلب، فمن الأكيد أنك لن تحصل عليها.
كيفية زيادة الثقة بالنفس
إليكم 7 ممارسات يومية بسيطة، تستطيعون من خلالها رفع ثقتكم بأنفسكم:
كن صريحاً للغاية مع نفسك
إذا أردت طريقة بسيطة ويومية للتدرب على تحسين ثقتك بنفسك، فكن صريحاً مع نفسك ومع الآخرين.
بمعنى آخر، عندما يسألك شخص ما عن وظيفتك التي تعتبرها مخجلة أو هواياتك التي تعتبرها غير مألوفة للآخرين على سبيل المثال، لا تتردد قبل الإجابة وتتصرف كأنك تخفي عاراً أو ما شابهه.
تقبَّل ذاتك مثلما أنت، وتحدَّثْ عما يخصك بفخر واعتزاز.
طبعاً، هذا لا يعني أنَّ عليك مشاركة كل جوانب شخصيتك مع كل شخص تقابله.
ولكن بشكل عام، عندما تتوقف عن إخفاء جوانب من شخصيتك عن الأشخاص الآخرين، ستجد أنك تشعر بمزيد من الثقة بنفسك.
ابدأ ممارسة التمارين الرياضية
يتجه كثير من الأشخاص إلى ممارسة التمارين الرياضية لإنقاص الوزن أو بناء العضلات، ولكن التمارين يمكن أن تكون أيضاً طريقة رائعة لزيادة ثقتك بنفسك.
وقد لاحظت الجمعية الأمريكية لعلم النفس أنَّ التمارين الرياضية يمكن أن تحسّن المزاج، حتى إنه يمكنها المساعدة في مكافحة الاكتئاب والقلق.
تتطلب ممارسة التمارين بانتظامٍ الالتزام، والحفاظ على هذا الالتزام إنجاز بحد ذاته.
جرِّب الأشياء التي تُشعرك بعدم الراحة
من الممكن أن نتجنب محادثات مع أشخاص معيَّنين، بسبب قلة ثقتنا بأنفسنا أو لأننا نشعر بالخجل والحرج بوجودهم، وقد نتجنب أيضاً عديداً من المواقف اليومية البسيطة مثل تجربة نوع جديد من الطعام، أو الأمور المصيرية مثل تغيير الوظيفة.
إذا أردت أن تحسّن ثقتك بنفسك، قاكتب قائمة بالأشياء التي لا تجرؤ على القيام بها عادة، وتحدَّ نفسك بالبدء بتجربتها واحدة تلو الأخرى.
جرِّب مظهراً جديداً
اختيارك لملابسك ومظهرك الخارجي لا يؤثر فقط في نظرة الآخرين لك، إنما يؤثر أيضاً في نظرتك لنفسك.
فبحسب بعض الدراسات، يمكن أن يدفعك ارتداء ملابس مختلفة إلى التفكير أو التصرف بطريقة مختلفة.
وهذا ما أثبتته دراسة أُجريت على مجموعتين من الطلبة الذين يجرون تجارب علمية في أحد المختبرات.
حيث أظهرت المجموعة التي ارتدت المعطف الأبيض الخاص بالمختبر تركيزاً وأداء أفضل من أولئك الذين أجروا التجارب بملابسهم العادية.
وبناء عليه، إذا كنت تريد أن تشعر بمزيد من الثقة، فارتدِ الملابس التي تناسب النسخة الواثقة منك.
تحدَّ متلازمة المحتال
هناك متلازمة سيئة تصيب عديداً منا ويسميها علماء النفس "متلازمة المحتال".
عندما تصيبك هذه المتلازمة، يقوم عقلك بخداعك وإقناعك بأنَّ إنجازاتك ليست مهمة، أو أنك لا تستحق ما وصلت إليه، وسينكشف أمرك في النهاية، وسيُنظر إليك على أنك محتال.
هذا الشك يمكن أن يزحف إلى داخل عقلك، لأنَّه من الأسهل تذكُّر الأخطاء، لكن من الصعب تذكُّر النجاحات.
لذا حاوِل اعتياد تدوين الأشياء التي أنجزتها على نحوٍ جيد، بصورة دورية، أو حتى التأمل فيها من وقت إلى آخر، لأنَّ الثقة بقدراتك ستصبح أسهل حين تتذكر بشكل دائم، هذه القدرات.
اضبط وضعية جلوسك
مثلما هو الحال مع مظهرك، يمكن أن تؤثر وضعية جلوسك في شعورك حيال نفسك.
فعلى الرغم من أنَّ الأمر قد يبدو سخيفاً في البداية، فإن تجربة وضعيات الجلوس التي تُظهر القوة يمكنها أن تساعد في تغيير وجهة نظرك حيال نفسك.
تشير الأبحاث من جامعة ولاية أوهايو إلى أنَّه يمكن أن يجعلك شيء بسيط مثل الجلوس بشكل مستقيم، تشعر بثقة أكبر فيما تفعله.
تجنَّب فخ الغرور
عندما تبدأ بالتعبير عن نفسك بثقة أكبر، من الطبيعي أن تقلق بشأن الانجراف نحو الغرور.
لكن عليك أن تتذكر أن الغرور ليس وليد الثقة، بل هو نتيجة للشعور بعدم الأمان أكثر من كونه ثقة عالية بالنفس.
إن الثقة هي الرضا عن النفس، في حين يتطلب الغرور أن تستمر في التباهي والتفاخر أمام الآخرين، وأن تستمر في تذكيرهم بحسناتك، لتحسّن من شعورك تجاه نفسك.