توجد علاجات منزلية لحروق الشمس إذا ما أصيبت البشرة باحمرار وجفاف مؤلم بعد يوم طويل على شاطئ البحر أو حتى نهار عمل في الشمس.
إذ يتكون ضوء الشمس من 3 مستويات من الأشعة، وهي الأشعة تحت الحمراء، والضوء المرئي، والأشعة فوق البنفسجية. وتتسبَّب تلك الأخيرة في حدوث حروق الشمس، كما يمكنها أن تُحدث خللاً في الجهاز المناعي، فعندما تصيب الأشعة فوق البنفسجية الجلد، تمتصها أصباغ تسمى الميلانين، لحماية الحمض النووي DNA من الأذى.
يمنح الميلانين البشرة لونها، فعندما يتعرَّض الجلد للأشعة فوق البنفسجية يتسارع إنتاج الميلانين.
لهذا السبب يتغير لون البشرة عندما تقف في ضوء الشمس لفترة من الوقت.
لسوء الحظ، فإن دفاع الميلانين ليس مضموناً، وبعض الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تتسلل وتُتلف الحمض النووي، ويبدأ إنتاج الجذور الحرة.
بمجرد تلف الخلايا فإنها تنتج إشارات تحذير، التي تحفز الجسم لإنتاج استجابة التهابية.
يتم إرسال العديد من أنواع خلايا الدم المختلفة إلى منطقة الحرق، وهذا هو السبب في احمرار لون البشرة، وهو ما يسمى حروق الشمس.
إذا حدث وأصيبت بشرتكِ بالاحمرار نتيجة حروق الشمس، فيجب أن تخفِّفي تلك الحروق على الفور، وهناك بعض العلاجات المنزلية التي قد تساعدكِ على ذلك.
نتعرَّف عليها في هذا التقرير معاً:
1- الكمَّادات الباردة
أول علاج كلاسيكي يمكن اللجوء إليه هو الكمَّادات الباردة، التي بإمكانها امتصاص الحرارة، وإعطاء شعور فوري بالارتياح من الحرق المؤلم.
ولكن احذري من وضع الثلج مباشرة على البشرة، قد ينتج عنه حروق باردة فوق حروق الشمس، فيسوء الوضع أكثر.
يمكنك بكل سهولة استخدام منشفة صغيرة ولفّها حول زجاجة مليئة بالثلج، ثم استخدامها كمادات، وذلك إذا لم تكن لديكِ قربة الكمادات الجاهزة.
2- نبات الصبار
تم استخدام نبات الصبار منذ آلاف السنين لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات، وتوصي الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية باستخدام الدهانات الموضعية التي تحتوي على الألوي فيرا، للمساعدة في تقليل أعراض حروق الشمس.
تحتوي العديد من المنتجات الموضعية على الألوي فيرا، ولكن يمكنك أيضاً فتح ورقة الصبار وإزالة الهلام اللاصق في الداخل.
ابدئي في تجميع هذا الهلام واحتفظي به، فإنك لا تعرفين متى يمكن أن تستخدميه لتخفيف حروق الشمس.
3- صودا الخبز في ماء الاستحمام
يعتبر الاستحمام بالماء أمراً ضرورياً بعد التعرُّض للحروق، لكنَّ الحمام البارد يمكن أن يفعل المعجزات لتخفيف حروق الشمس.
أضيفي كوباً من صودا الخبز إلى ماء الحمام للحصول على بعض القوة الإضافية المهدئة.
يمكن أن تساعد صودا الخبز في تحسن الجلد المصاب بحروق الشمس على العودة إلى مستوى متوازن من الحموضة والقلوية.
ولكن تجنَّبي البقاء مدة أكثر من 15 دقيقة في حوض الاستحمام المزوّد بصودا الخبز.
كذلك احذري من مسح آثار الصودا عن جسدكِ بالمنشفة؛ كي لا يتقشر ويسوء الوضع أكثر.
4- الشاي الأسود والأخضر
تشير الدراسات إلى أن الشاي الأسود قد تكون له خصائص مضادة للالتهابات، وقد أثبت قدرته على تقليل الالتهاب أنه مصدر ارتياح للبشرة المحروقة.
باستخدام منشفة نظيفة، ضعي الشاي الأسود الطازج (ولكن بعدما يبرد) على البشرة المحروقة، فحمض التانيك يسحب الحرارة بعيداً.
تساعد كمادات الشاي الأخضر كذلك في علاج حروق الشمس، لاحتوائها على مادة البوليفينول المضادة للالتهابات.
بعد إعداد كوب من الشاي الأخضر أزيلي أوراقه، واتركيه يبرد في الثلاجة، ثم استخدمي قطعة قماش نظيفة لعمل كمادات من الشاي الأخضر.
5- خل التفاح والخل الأبيض
يمكن استخدام خل التفاح لإكمال علاج حروق الشمس، إذ يحتوي خل التفاح على حمض الماليك الذي يحفز الدورة الدموية، ما يسرع عملية الشفاء.
يساعد كذلك خل التفاح على معادلة الأس الهيدروجيني للبشرة، فتصبح متوازنة بين الحموضة والقلوية، مما يقلل من التقشير والبثور.
كما أن خلَّ التفاح مضاد للبكتيريا ومطهر طبيعي للفطريات، مما يساعد في منع العدوى في أنسجة الجلد التالفة.
يمكن للخل الأبيض كذلك أن يساعد في تخفيف الحكة والألم والالتهابات، فإن كنتِ تشعرين بحكة نتيجة حروق الشمس، فيمكنكِ وضع كوبين من الخل الأبيض في حوض الاستحمام للقضاء عليها.
6- الماء
تجبر حروق الشمس الأوعية الدموية على التمدد، ما يؤدي إلى فقدان رطوبة البشرة بمعدل أسرع.
يتسبَّب هذا الأمر في التعب والجفاف وضربة الشمس في بعض الحالات.
لذا، ففي الأيام القليلة الأولى التي تلي حروق الشمس، قومي بزيادة استهلاكك من الماء وغيرها من المشروبات الخالية من الكافيين لتظل بشرتكِ رطبة.
7- الزيوت الأساسية
تعد الزيوت الأساسية من أفضل الخيارات التي يمكنها التخفيف من حدة حروق الشمس، ومنها:
– زيت اللافندر: يتميّز بخواصّه المضادة للفطريات والجراثيم، ويمكن أن يساعد في تهدئة حروق الشمس المؤلمة.
– زيت خشب الصندل: يمكن استخدام زيت خشب الصندل للحدِّ من الالتهابات أثناء تبريد الحروق، كما أن بإمكانه إزالة الجراثيم التي قد تُسبب العدوى.
– زيت الأوكالبتوس: يمكن أن يمنح زيت الأوكالبتوس تأثيراً مخدراً، مع وجود خصائص مهدئة، وإمكانية مكافحة البكتيريا ومنع العدوى.
8- دقيق الشوفان
يمكن أن يكون دقيق الشوفان بالفعل علاجاً منزلياً فعالاً لتخفيف حروق الشمس. واحرصي على اختيار دقيق الشوفان التقليدي بدلاً من الشوفان الفوري، واطهيه وفقاً للتوجيهات، ولكن بإضافة القليل من الماء أكثر من المطلوب؛ حتى يضمن ذلك سهولة وضعه على البشرة.
اتركي الشوفان ليبرد تماماً، ثم ضعيه على البشرة، لا تفركيه على الجلد؛ لأن دقيق الشوفان يمكن أن يكون محبباً، فقد يكون له تأثير مقشّر للبشرة، ولكن يمكن غسله كي لا تتضرر البشرة المحترقة أكثر.
9- الزبادي
يمكن وضع الزبادي البارد على البشرة المحترقة، لأنه يساعد على تهدئة الحروق بسهولة، وذلك على الرغم من عدم احتوائه على خصائص تسرع الشفاء، ولكنه يمنح إحساساً بالارتياح.
متى عليك زيارة الطبيب بدلاً من العلاجات المنزلية؟
من الممكن أن تكون حروق الشمس شديدة، وفي هذه الحالة لن تستجيب لتلك العلاجات المنزلية، وننصحك بزيارة الطبيب إذا رأيت إحدى العلامات التالية:
– تشكِّل البثور بشكل كبير على البشرة.
– الإصابة بالحمى أو الصداع أو الغثيان.
– إذا ظهرت عليها علامات العدوى كالتورم أو القيح الأصفر.
ما هي أفضل طريقة لتجنب حروق الشمس؟
الوقاية دائماً خير من العلاج، ولذا ابقي بعيدة عن أشعة الشمس قدر الإمكان، خاصةً بين الساعة 10 صباحاً و4 مساءً، عندما يكون الإشعاع فوق البنفسجي للشمس أقوى.
ارتدي ملابس فاتحة اللون، ولا تنسي القبعة ذات الحواف الواسعة للحفاظ على فروة رأسك مظللة من الأشعة الضارة.
احرصي دائماً على استخدام كريمات للوقاية من أشعة الشمس يومياً وإعادة دهنها عند الضرورة. وأبقيها دائماً في حقيبتك، ليكون في الإمكان استخدامها في أي وقت.