تسبب الطائرات بلا طيارٍ الذعر في وقتنا الحالي، فهي إما تتجسس على الناس بمنازلهم، وإما تحلّق في الجو دون سابق إنذار، وقد تُستخدم لتنفيذ عمليات إرهابية.
خلال السنوات القليلة الماضية، أطلق هواة ومخرِّبون طائرات بلا طيار بِحُرية لتحلّق فوق المطارات؛ وهو ما أدى إلى إغلاق المدارج ومنع الطائرات من الإقلاع والهبوط، وتشريد آلاف المسافرين أياماً، فضلاً عن خسارة الملايين.
غالباً ما تُحوَّل الطائرات التي تحاول الهبوط، إلى مطارات أخرى قبل نفاد الوقود.
وبينما يجد البعض الأمر مضحكاً أو مقلباً طريفاً، تستمر الطائرات بلا طيار في التحليق فوق المطارات دقائق أو ساعات أو حتى أيام، تاركةً الحكومات في حيرة من أمرها وآلافاً من الركاب تنقطع بهم السبل!
فيما يلي، بعض الأمثلة لحوادث طائرات بلا طيار أغلقت المطارات :
مطار لشبونة.. سلسلة حوادث تسبب تأخير مئات المسافرين
في 19 سبتمبر/أيلول 2018، تم إغلاق مطار لشبونة وتعليق جميع رحلات الطيران 11 دقيقة؛ بعد رصد طائرة من دون طيار تحلّق فوق مدرّج الطائرات في نحو الساعة الـ11 مساءً.
حلّقت 10 طائرات تريد الهبوط، فوق المطار طوال فترة الإغلاق، وتم تحويل طائرتين إلى مطار فارو، لأن وقودهما كان على وشك أن ينفد.
كانت كل طائرة تحمل نحو 300 راكب، ونُقل الركاب الذين تم تحويلهم إلى مطار فارو إلى الفنادق خلال الليل، ومن ثم إلى لشبونة في اليوم التالي.
لم تتمكن الشرطة من العثور على الطائرة من دون طيار أو معرفة الأشخاص الذين كانوا يتحكمون فيها.
تعتبر هذه الحادثة واحدة من سلسلة عمليات التوغل للطائرات من دون طيار التي ابتُلي بها مطار لشبونة منذ عام 2014.
منذ أقل من شهر من هذه الحادثة، أغلقت حادثة مماثلةٌ المجال الجوي لمطار لشبونة نحو 26 دقيقة.
تم تسجيل حادثتين أيضاً قبل أسابيع من هذه الحادثة أيضاً.
أصبح وجود طائرات من دون طيار بالقرب من المطارات قضية عالمية.
إذ حذرت الوكالة الوطنية للطيران المدني للطائرات من دون طيار ANAC، من الاقتراب من المطارات البرتغالية.
تتراوح الغرامات بين 300 يورو و7500 يورو، ويمكن أن تشمل عقوبة السجن (بحد أقصى 10 سنوات).
مطار جاتويك.. 100 ألف مسافر عالقون
بين 19 و21 ديسمبر/كانون الأول عام 2018، تُرك أكثر من مئة ألف مسافر عالقين بمطار جاتويك في غرب ساسكس؛ بعد أن تسببت طائرتان من دون طيار في منع الطائرات من الهبوط أو الإقلاع.
رُصدت الطائرات من دون طيار لأول مرة، في الساعة 9:03 مساء يوم 19 ديسمبر/كانون الأول، واستمر ظهورها واختفاؤها حتى الـ21 من الشهر نفسه.
يبدو أن هذا التوغل كان محاولة متعمدة لتعطيل حركة المطار، حيث ظلت الطائرات من دون طيار تختفي وتعود.
بدت الطائرات من دون طيار أكبر من الطائرات العادية، وهو ما جعل السلطات تعتقد أنها ربما كانت تعمل ببطاريات أكبر؛ ومن ثم تمكنت من التحليق وقتاً أطول.
وتعتقد السلطات أيضاً أنه ربما كان هناك أكثر من طائرتين من دون طيار.
ظل نحو 100 ألف مسافر عالقين بالمطار في أثناء الإغلاق.
وتم تحويل عديد من الرحلات القادمة إلى مطارات أخرى، وضمن ذلك المطارات في أمستردام وباريس.
لم تقدم معظم شركات الطيران الفنادق للمسافرين الذين تقطعت بهم السبل، وحثتهم على عدم مغادرة المطار، رغم عدم تحديد موعد لاستئناف الرحلات الجوية.
غادرت الطائرات من دون طيار المجال الجوي لمطار جاتويك في 21 ديسمبر/كانون الأول، عندما وصل الجيش مع معدات التشويش المتخصصة.
أُغلق المطار 36 ساعة، وخلال ذلك الوقت، أُلغي نحو 160 من 837 رحلة جوية مقررة. واعتقلت الشرطة فيما بعد، شخصين على صلة بالحادث.
ومن المثير للاهتمام، أنها لم تكن المرة الأولى التي يتم فيها إغلاق مطار جاتويك بسبب الطائرات من دون طيار.
في يوليو/تموز 2017، أُغلق المطار مرتين باليوم نفسه.
واستمر الإغلاق الأول 9 دقائق، بعد رصد طائرة من دون طيار حول المطار، ثم استؤنفت الرحلات الجوية، وأُوقفت مرة أخرى 5 دقائق.
تم تحويل ما لا يقل عن 5 رحلات جوية إلى مطارات أخرى خلال فترة الإغلاق، واستمرت عدة طائرات أخرى في التحليق، بانتظار إذن الهبوط.
مطار بن غوريون.. اختراق يوم زيارة نائب الرئيس الأمريكي
في يناير/كانون الثاني 2018، أُغلق مطار بن غوريون، المطار الرئيسي في إسرائيل، عشر دقائق؛ بعد رصد طائرة من دون طيار تحلّق فوقه.
شوهدت الطائرة من دون طيار في الساعة 7:20 مساءً.
والغريب أن نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، قد هبط بالمطار قبل عدة ساعات، ضمن زيارة لدولة إسرائيل!
ظل توغل الطائرات من دون طيار مشكلة متكررة للسلطات في مطار بن غوريون. فقبل ذلك بشهر، أُغلق المطار 15 دقيقة؛ بعد رصد طائرة من دون طيار تحوم في المنطقة.
وقعت حوادث مماثلة في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وبوقت ما في عام 2015، إذ نفذت طائرة من دون طيار مناورة بالقرب من طائرة؛ وهو ما تسبب في تغيير الطيارين مسارهم.
كشف الاستخدام المتزايد للطائرات من دون طيار عن ثغرات في الأمن القومي لإسرائيل.
لبعض الوقت، لم تكن الأجهزة الأمنية تعرف مَن المسؤول عن هذه الطائرات.
ظن الجيش أن واجب الشرطة التعامل مع المدنيين الذين يتحكمون في الطائرات من دون طيار.
بينما افترضت الشرطة أن تأمين المجال الجوي هو وظيفة الجيش.
شكَّلت الحكومة في وقت لاحق، فرقة عمل مضادة للطائرات من دون طيار تحت إشراف سلاح الجو الاسرائيلي.
مطار أنديرا غاندي.. طائرات تظهر وتختفي طوال النهار
في أغسطس/آب 2017، تم إغلاق مطار أنديرا غاندي الدولي في دلهي بالهند ساعتين تقريباً.
أُغلقت مدارج الطائرات من الساعة 11:20 صباحاً إلى الساعة 12:20 مساءً؛ عندما أبلغ طيارو رحلة دولية السلطات أنهم رصدوا طائرة من دون طيار في أثناء استعدادهم للهبوط.
كما عُلِّقت عمليات الطيران 40 دقيقة في مساء اليوم نفسه مرة أخرى؛ بعد أن رصد الطيارون طائرة من دون طيار تحوم حول المطار في أثناء استعدادهم للهبوط.
وقال الطيارون إن الطائرة من دون طيار توجهت نحو طائرتهم.
أُعيد فتح المطار في الساعة 7:55 مساءً، عندما قررت الشرطة أن المجال الجوي أصبح خالياً من الطائرات من دون طيار.
وتم تحويل ما لا يقل عن أربع رحلات للركاب إلى مطارات أخرى خلال فترات الإغلاق.
مطار دبي.. خسارة 100 ألف دولار مع كل دقيقة إغلاق
في يونيو/حزيران 2018، أُغلق مطار دبي الدولي أكثر من ساعة؛ بعد رصد طائرة من دون طيار تحوم حوله.
تم تحويل 21 رحلة على الأقل إلى مطارات أخرى، في حين استمر الإغلاق.
وفي عام 2016، أغلق المجال الجوي 69 دقيقة؛ عندما رُصدت طائرة من دون طيار تحلّق في منطقة قريبة من المطار.
تم تحويل 22 رحلة إلى مطارات أخرى خلال فترة الإغلاق، ولم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي عطلت فيها طائرة من دون طيار، عمليات المطار عام 2016.
بالنظر إلى أن مطار دبي الدولي هو أحد أكثر المطارات ازدحاماً في العالم، فإن الإغلاقات هي كوابيس لوجيستية وتكلف كثيراً من المال.
يفقد المطار 350 ألف درهم (95368 دولاراً) عن كل دقيقة يُغلَق بسبب طائرة من دون طيار.
الإغلاقات المرتبطة بالطائرات من دون طيار التي حدثت طوال عام 2016 كلفت المطار ما مجموعه 61 مليون درهم (16.62 مليون دولار).
مطار أوكلاند في نيوزلندا.. 20 طائرة تنتظر إذن الهبوط
في مارس/آذار 2018، تم تأخير عديد من الرحلات الجوية في الهبوط والإقلاع بمطار أوكلاند في نيوزيلندا بعد رصد طائرة من دون طيار.
أُعيد فتح المطار بعد 30 دقيقة من الإغلاق، عندما تقرر أن الطائرة من دون طيار غادرت.
وكانت طائرة هليكوبتر أُرسلت للعثور على الطائرة من دون طيار.
20 طائرة حلّقت فوق المطار في انتظار الهبوط، كما تم تحويل رحلة من طوكيو إلى قاعدة للقوات الجوية على بُعد 500 كيلومتر (800 ميل)، حيث تزودت بالوقود قبل أن تعود إلى مطار أوكلاند.
أُغلق المطار جزئياً مرة أخرى في أغسطس/آب 2018؛ عندما شوهدت طائرة من دون طيار وهي تحلّق على بُعد 12 كم (7.5 ميل).
ومع ذلك، أُعيد فتحه بسرعة عندما تقرر أن الطائرة من دون طيار لم تعد تشكل تهديداً.