الشخصية الإدمانية مؤلمة ولكن إيجابياتها تدفع صاحبها للإبداع

،إذا كنت تعاني من اضطراب الوسواس القهري، فربما يجعلك ذلك تُدرك معنى الشخصية الإدمانية .. لكنها شخصية تحث صاحبها على الإبداع. فلا داعي للقلق واستغل إيجابياتها

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/09 الساعة 23:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/10 الساعة 15:24 بتوقيت غرينتش
الشخصية الإدمانية قادرة على تحويل قوة الإرادة إلى شيء نافع ومثمر وسليم/ Istock


إذا كنت تعاني من هوس أو اضطراب الوسواس القهري، فربما يجعلك ذلك تُدرك معنى الشخصية الإدمانية. والشعور بأنك "غير طبيعي" أو "غير قادر على التحكم في النفس" أمر مؤلم.

وربما تكتنف السرية هذا الشعور، مثل القلق الشديد، فعندما تبدو حياتنا طبيعية ظاهرياً يكون تأثير سلوكياتنا الإدمانية مؤلماً أكثر، عندها نتألم في صمت.

لذا إذا كنت ذا شخصية إدمانية، فلا داعي للقلق، لأن مثلها مثل أي حالة من حالات الاضطرابات العصبية، يمكن التعامل معها وتطويعها للاستفادة منها.

وطالما أنك تسيطر على آثارها السلبية على حياتك، فإليك بعض مزايا الشخصية الإدمانية، كما عدَّدها موقع mindbodygreen:

1-   أنت ميال لاتخاذ مخاطر مبتكرة

توصلت بعض الأبحاث إلى أن هناك عاملاً مشتركاً بين الأشخاص الذين يعانون من الإدمان، وهو الانجذاب إلى الابتكار والتجارب الجديدة.

وقالت جودي غريسل، وهي عالمة سلوك متخصصة في الإدمان، في مقال بمجلة Scientific American، إن الميل لحب الابتكار يجعلنا مؤهلين للمجازفة، وهو ما يعود بالنفع على المجتمع عندما نكتشف آفاقاً جديدة.

لكن مع استقرار الحضارات كانت هناك فرص أقل لدراسة هذا الميل بشكل صحيح، ولذا بدأنا في البحث عن التجارب والمؤثرات التي تمنحنا هذا الشعور بالإنجاز بعيد المنال.   

وبعبارة أخرى يكون الأشخاص ذوو الشخصية الإدمانية ميالين للبحث عن كل ما هو جديد؛ لأنهم مجازفون بالفعل، فهم يبحثون دائماً عن إثارة متجددة، وهذه المزايا تدفع المجتمع إلى التقدم.

فالأشخاص المتطلعون إلى التجارب الجديدة مؤهلون لأن يكونوا مبتكرين.

إذا كانت شخصيتك إدمانية ففكر كيف يمكنك جعل شغفك بالتجارب الجديدة ميزة.

واسأل نفسك:

  • ما هي المجازفات التي يمكنني خوضها للاستفادة منها ونفع الناس من حولي؟
  • وما هي الأشياء التي تثير فضولك في حياتك الشخصية أو عملك التي يمكنك تجربتها لتحقيق إنجازات جديدة؟

2. أنت تمتلك قوة إرادة هائلة

يقول العالم النفسي وأستاذ القيادة جوناثان مارشال: "إن إصرارك على تتبع شغفك رائع ويُظهر إمكانيات هائلة. فإذا كان هناك شخص يقضي 6 ساعات يومياً في قص أطراف شعره فإنه يمتلك قدرة استثنائية على الانضباط".

لذا فإن الشخصية الإدمانية قادرة على تحويل قوة الإرادة إلى شيء نافع ومثمر وسليم.

لذا لا بد من تحطيم عبارة "لديّ إرادة ضعيفة"، وقبول الواقع بأن لديك شخصية إدمانية.

والقبول يعني التوقف عن الانزعاج من الميول الإدمانية.

ومع رؤية أنفسنا مقبولين توقفنا عن معاقبة أنفسنا ولمسنا نقاط قوتنا: وهي الانفتاح والميل لخوض كل تجارب الحياة.     

3. التحكم في عقلك بسرعة يجعلك تمتلك وعياً كاملاً

يظهر القلق بوضوح في حالة التردد بين إعمال عقولنا أو فعل ما في وسعنا للهروب من التفكير.

ولكن هناك جزء رئيسي من القدرة على العيش بسلوكيات إدمانية، يكمن في السيطرة على دوافعك من خلال رصد الأسباب التي تدفعك فجأة للقيام بعمل ما.

فعملية السيطرة على دوافعنا هي طريقة مهمة للتحكم في عقولنا وتنشيط يقظتنا وزيادة الوعي الذاتي لدينا، وكل ذلك من شأنه أن يسهم في توليد الشعور بالارتياح.

في عملية السيطرة على دوافعنا، يقول مارشال يجب أن نسأل أنفسنا سؤالين:

·        ما هي الدوافع التي تولد الرغبات الجامحة؟

·        ومتى تحدث؟

أن تكون قادراً على توقعها يعني تمتعك بمزيد من التحكم، فهو يدعم تعلم رصد الرغبة  كفكرة أو عاطفة تبدأ في الظهور بدلاً من محوها.

فهي قريبة من حكمة الراهب البوذي شونربو سوزوكي، التي تقول "اترك أبوابك الأمامية والخلفية مفتوحة، واسمح لأفكارك بالدخول والخروج، ولا تقدم لها الشاي". (كن منفتحاً على جميع الأفكار)  

4. أنت ذو شخصية مرنة

مقاومة الميل الإدماني يعني أننا نضعف مرة ونستجمع قوانا مرة أخرى.

ولعل وصف نسيم نقولا، طالب مقاومة الهشاشة خير وصف، إذ يقول: "إن الأشياء الهشة عندما تتحطم تستطيع عناصرها المرنة الالتئام مرة أخرى. فالشيء المقاوم للهشاشة يصبح أكثر قوة".

يتحدث كثير من الناس عن أهدافهم دون اتخاذ أي خطوة عملية، ويرجع ذلك جزئياً إلى خوفهم من الفشل.

ولكن بمرور الوقت يصبحون عاجزين ويزداد اقتناعهم بفكرة أن اتخاذ أي خطوة يعد أمراً مخيفاً أو ليس مناسباً لهم.

فكونك شخصاً اعتاد على الفشل ثم النجاح مرة أخرى، إذاً أنت تعرف ما تحتاجه لتنهض بعد أي فشل حقيقي أو متوقع.

وهذا يعني أنه من السهل عليك إنجاز المزيد، لأنك تدربت جيداً في تجارب الحياة الصعبة، وأنت تعلم أن الفشل ليس هو العدو، وأنه لن يحكم علينا باللعن الأبدي.   

وأخيراً، يجدر القول إن الأمر لا علاقة له بأنك ولدت ولديك مواهب معينة أو تفكير يجعلك مذهلاً.

ولكن يشعر كثير منا بالنقص لأننا نفكر بطريقة مختلفة عن بعضنا.

فالتفوق -رغم طريقة تفكيرك- أمر ملهم للناس من حولك بالفعل.

وواقعياً فكر في كل شيء أنجزته، ستدرك أنك البطل الذي لم تؤمن به في شبابك، وسيحفزك ذلك للتعرف أكثر على شخصيتك.

تحميل المزيد