لا تحميهن من المخاطر.. تجنُّب الفتيات للمغامرة سببه الخوف الأبوي المفرط

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/20 الساعة 10:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/20 الساعة 10:56 بتوقيت غرينتش
الفتيات لا يقدمن على المغامرة

الفتيات لا يقدمن على المغامرة وقد تكون لاحظت ذلك خلال حياتك دون أن تدرك، يميل الرجال أكثر لخوض المخاطر، سواء كان ذلك عن طريق تأسيس شركة جديدة، أو الاستثمار في الأسهم

أو تعريض أنفسهم لمواقف جديدة وغير معتادة أو بدء علاقة ذات آفاق رومانسية، أو مجرد أخذ خطوات جريئة خلال لعبة عائلية.

بالتأكيد لا ينطبق ذلك على جميع الرجال؛ لكن العديد من الدراسات تُظهر أن الرجال في الحقيقة مغامرون أكثر من النساء.

لكن إن كنت تفكر في أن المخاطرة مجرد صفة "رجولية" طبيعية، عليك إعادة التفكير؛

لأن دراسة جديدة نُشرت حديثاً في دورية Proceedings of the National Academy of Sciences العلمية تشير إلى أن الفروق بين الجنسين فيما يخص العزوف عن المخاطرة تنتُج بسبب التنشئة الاجتماعية.

أو بشكل أوضح، هناك علاقة مباشرة بين طريقة تربية الفتيات والفتيان، وعدم رغبة النساء في المخاطرة أكثر من الرجال.

وللتوصل إلى فهمٍ لطبيعة المخاطرة، درس الباحثون مجموعتين عرقيتين مختلفتين تماماً من الأطفال، ممن يذهبون إلى مدرسة؛ واحدة في مقاطعة يوننان بالصين: أطفال الموسو مقابل أطفال الهان.

 وتعتبر ثقافة الموسو ثقافةً أمومية تعتاد النساء فيها على إدارة شؤون الأسرة؛ بل ويتمتعن بمكانة اجتماعية أعلى من الرجال.

من الناحية الأخرى، فإن ثقافة الهان تتبنى الكثير من المعايير الاجتماعية التقليدية الأبوية.

استقصى الباحثون لمدة عامين متتاليين تلاميذ من الصف الأول إلى الصف الخامس في أربع مدارس ابتدائية مختلفة يرتادها كل من أطفال الهان وأطفال الموسو معاً.

وجدوا أن الفتيات الموسو -مع بداية المدرسة الابتدائية- يملن لأن يكن مغامرات أكثر من الفتيان من نفس العرقية، في حين أن فتيات الهان تجنبن المخاطر أكثر من فتية الهان.

بعبارة أخرى: اتسق أداء الأطفال مع منظور ثقافتهم الأبوية، لكن مع تفاعل المجموعات المختلفة من الأطفال مع بعضهم البعض على مدار العام، بدأت الفتيات المنتميات لكلتا الثقافتين في التغير مع تقدمهن في العمر،

حيث أصبح فتيات الموسو أكثر تجنباً للمخاطر، وأصبحت فتيات الهان أكثر جرأةً عليها.

وعلى الرغم من أن الدراسة لم تتوسع لترصد طريقة تفاعل الفتيات عند عودتهن إلى منازلهن في مجتمعاتهن الخاصة، يقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى إمكانية تطويع تجنب المخاطر كصفة شخصية.

وهنا تلعب البيئة دوراً هاماً للغاية في تشكيل النفور من المخاطرة، وهو أمرٌ لا ينبغي الاستخفاف به.

وأظهرت دراسة سابقة أن الضغط لفرض المعايير المرتبطة بالنوع قد يكبح التحصيل الاقتصادي للمرأة، ويجعلها أقل استعداداً للسعي من أجل المزيد.

ويعد الإقدام على المخاطرة هاماً بشكل خاص للنمو المالي، سواء كان ذلك في حالات الرهان على الشركات التي يمكن أن تحقق مكاسب مرتفعة،

أو عند اقتناص الفرص الكبيرة في بيئة العمل التي تبرزك وسط زملائك. يعتقد الكثير من الخبراء أن تجنب النساء للمخاطر يمكن ربطه بالفجوة في الأجور، وبكون الرجال أكثر جنياً للأموال من النساء.

وإذا كان تجنب المخاطرة أمراً تحدده الثقافة كما تشير هذه الدراسة، فقد ازدادت أهمية أن نزيد كمجتمع من تشجيع الفتيات الصغيرات على خوض المخاطر.

تشجيع الفتيات الصغيرات على استكشاف ما حولهن، وطرح الأسئلة، واتخاذ قراراتهن بأنفسهن دون إشراف كلما أمكن ذلك.

ويعني ذلك أيضاً عدم الإسراع لحمايتهن من الأوساخ أو الإصابات البسيطة في أرض اللعب، فيما نترك الأولاد يلعبون بحرية.

ويعني أن ندعم الفتيات اللاتي يخرجن من مساحة الراحة للتحدث أو الظهور أو محاولة فعل شيء جديد ويعني الثناء عليهن ومكافأتهن على جهودهن حتى يكتسبن الجرأة.

وهذه الدروس ستشكل شخصيتهن، وقد تشكل قراراتهن في السنوات المقبلة.

علامات:
تحميل المزيد