في ظل تنامي ضغوطات الحياة وتزايد متطلباتها، يلجأ بعض الأزواج إلى زيارة مستشار علاقات زوجية لمساعدتهم في حل مشاكلهم العائلية، وربما إنقاذ الأسرة من الانهيار.
ومع الارتفاع القياسي لنسب الطلاق في المنطقة العربية، أصبح اللجوء إلى استشاري العلاقات الزوجية أمراً ضرورياً للوقاية من التفكك الأسري.
قبل اللجوء إلى المساعدة، عليك أن تضع في الحسبان 6 نقاط هامة تلفت إليها الطبيبة النفسية وخبيرة العلاقات الأسرية د. ماجدلينا باتلز عبر موقع Life Hack:
1- ما هو الدين الذي يعتنقه مستشارك؟
قبل اختيار مستشارك الأسري، تأكد من أنه يعتنق نفس ديانتك أو مذهبك.
إذا كنت مسلماً أو مسيحياً، فمن الأفضل أن تتجنب زيارة مستشار أسري ملحد. فمعتقداتكم وقيمكم ستكون متضاربة تماماً.
كيف ستعرف دينه؟ ألق نظرة على موقعه الالكتروني، ستجد أن غالبية الأخصائيين يحددون ما إذا كانوا يستعينون بعقيدة معينة في عملهم.
على سبيل المثال، قد تعثر على أخصائي أسري يتبع مدرسة العصر الحديث التي تتبنى الروحانية والاتصال بالكون. إذا لم تكن تؤمن بهذه المدرسة، فابحث عن شخصٍ آخر.
عندما يتعلق الأمر بالمشاعر القلبية، سترغب في تلقي الإرشاد والنصيحة والدعم من شخصٍ يفكر بالطريقة التي تفكر بها. لكن إذا ذهبت لشخصٍ له معتقدات معارضة لمعتقداتك، فلن تكون تجربة الاستشارة مفيدة لك على الأغلب.
تأكد من أنك تضع المعتقد، والخلفية الدينية في اعتبارك عند اختيار المستشار الذي تذهبان إليه.
زواجك مسألة خطيرة، لذا ابذل من وقتك وجهدك ما يكفي للنظر في خلفية المستشار الذي ستستعين به. عليك أن تتأكد أنه سيمنحك الاستشارة بأسلوب يتسق مع معتقداتك الشخصية والزوجية.
2- ما هي مؤهلات مستشار العلاقات الزوجية؟
عادة ما يضع مستشارو الزواج شهاداتهم ومؤهلاتهم على مواقعهم الإلكترونية، فيذكرون أين تلقوا تعليمهم، وما هي الدرجات العلمية التي حصلوا عليها.
ألق نظرةً لترى ما نوع الترخيص الذي يمتلكه؛ فمعظم تراخيص الاستشارة الزوجية تتطلب الحصول على درجة الماجستير أو ما يفوقها. هناك البعض يطلقون على أنفسهم اسم "مستشارين" وهم لم يحصلوا على أي درجات علمية أو تراخيص. لذلك كن حذراً!
3- اسأل مستشار الزواج عن إنجازاته
اسأل المستشار عن معدل نجاحه مع الأزواج السابقين الذين لجأوا إليه. فالمستشار الذي يتمتع بسجلٍ جيدٍ بمساعدة الأزواج في تجاوز مشاكلهم، والخروج منها، وعزوفهم عن الطلاق، ستكون لديه الرغبة أن يخبرك بهذا.
بالطبع لا يمكن للأخصائيين خرق قوانين سرية العملاء، لكن يمكنهم الحديث عن إحصائيات عامة، أو قصص نجاحهم دون الحديث عن تفاصيل دقيقة تخص المراجعين أو الكشف عن أسمائهم.
4- ماذا تتوقع أن يحصل في جلسة واحدة
في الاستشارات الزوجية، سيستخدم مستشار العلاقات الزوجية الأساليب والطرق التي تعلمهّا، والتي يجدها فعَّالة في مساعدة الأزواج، وهنا أبرزها:
عدم الانحياز لأي من الجانبين
لا يستخدم أخصائيو الزواج الأساليب نفسها؛ لكن هناك سياسات عامة يتمسك بها معظمهم. من بين هذه السياسات هي سياسة عدم الانحياز. فهم يتصرفون كطرف وسيط، دون أن ينحازوا لأي طرف.
حتى لو اكتشف أن أحد الطرفين "على حق"، سيساعد بطريقة دبلوماسية غير منفرة للطرف "المخطئ".
لذلك، لا تذهب إلى مستشار الزواج وأنت تسعى لإقناعه بأنك على حق. فوظيفته ليست أن ينصر أحد الطرفين على الآخر. وظيفته أن يساعدك على تجاوز مشاكلك، حتى يمكنك أن تحظى بزواج سعيد.
الحفاظ على هدوء الجميع
من بين السياسات العامة الأخرى التي يحافظ عليها معظم مستشاري الزواج، هي إدارة الجلسة بأسلوب يحافظ على هدوء الجميع.
يمكن أن تكون الأمور ملتهبة في بعض المواقف؛ فقد يلجأ الأزواج لاستشارة زوجية لأن الزوج لم يكن مخلصاً.
في مثل هذه الجلسات يتحدث الزوجان عن المواضيع الحساسة والصعبة. سيعمل المستشار جاهداً ليتأكد من أن الأزواج لن يقاطع بعضهم الآخر، ولن يرفعوا أصواتهم على بعض، وسيبقون هادئين في كل جلسة.
يمكن مناقشة المواضيع الصعبة، ويجب أن تكون جلسة الاستشارة مكاناً آمناً على المستوى العاطفي للتحدث بصراحة. سيعمل مستشارك على السماح لك بالحديث دون أن تتعرض للهجوم اللفظي أو العاطفي من الجانب الآخر.
5- اللجوء للاستشارات الزوجية لا يعني أن زواجك سيء
يذهب الأزواج يذهبون إلى مستشار علاقات زوجية لأسباب مختلفة؛ وهذا لا يعني دائماً أن زواجهم في خطر. إذ يتجه الكثير من الأزواج لهذا لأن لديهم مشاكل يدركون أنها قد تصبح أكبر، أو تصبح أكثر تدميراً لعلاقتهم إذا لم يتعاملوا معها الآن.
يتبع البعض نهج استباقياً في علاقاتهم من خلال حل المشاكل الصغيرة قبل أن تكبر فجأة، فيلجأون لتطوير طريقة تواصلهم ونهج تعاملهم مع المشاكل الصغيرة، حتى يكونوا قادرين على التعامل مع المشاكل الأكبر عندما تأتي.
وهناك أزواج يذهبون لتحسين زواجهم. بحثاً عن طرقاً أفضل للتواصل، وانفتاح عاطفي أكثر. فمستشار الزواج يمكنه مساعدة الأزواج على تطوير طرق مهارات تواصل ويمكِّنَهم من الانفتاح عاطفياً. والذي من شأنه جعل الزواج أسعد على المدى الطويل.
6- الاستشارات الزوجية مفيدة للجميع
لا تؤجل الاستشارة حتى إلى حينٍ تخرج فيه الأمور عن السيطرة، اطلب المساعدة قبل أن تصل إلى هذه النقطة.
من الأسهل أن نحل المشاكل في بدايتها، ومن الصعب جداً علاج المشاكل التي تُركت لسنوات وتسببت في قسوة قلوب الزوجين.
فكر في الذهاب لمستشار علاقاتٍ زوجية عاجلاً، فالجميع يمكنه الاستفادة من الاستشارات الزوجية.