يبدو أن 2019 سيكون عاماً فضائياً بامتياز، فقد بدأ بإرسال وكالة ناسا الأميركية مركبة فضاء إلى أبعد جرم سماوي وصل إليه البشر، فرد الصينيون بإنزال سفينة على الوجه البعيد للقمر، ولكن ليست هذه فقط أهم الأحداث الفضائية في عام 2019، فما زال هنالك المزيد.
إذ يبدو أننا مقبلون على موسم السفر إلى القمر، حيث يتنافس الهنود والإسرائيليون على الوصول للتابع الطبيعي للأرض بعد أن فعلها الصينيون.
أما الأميركيون فيخططون لإرسال بعثات إلى الفضاء العميق خلال 2019، كما سيحاولون التخلص من تبعيتهم للروس في مجال السفر لمركبات الفضاء الدولية.
ولكي تستطيع متابعة فيض الأحداث الفضائية المتوقعة، فقد أعدت صحيفة The New York Times الأميركية تقريراً عن أهم الأحداث الفضائية في عام 2019.
إليك أهم الأحداث الفضائية في عام 2019
تتضمن أهم الأحداث الفضائية في عام 2019، عمليات إطلاق لصواريخ أو مركبات، أو التوصل إلى نتائج جديدة من خلال البيانات التي يُنتظر أن ترسلها سفن تحلّق في الفضاء بالفعل.
وهذا التقرير يعرض أهم الأحداث الفضائية في عام 2019 وليس كلها بطبيعة الحال، مع ملاحظة أنه ليس كل الأحداث قد تم تحديد مواعيدها .
علماً أن هناك حدثان قد تما بالفعل في الأيام الأولى من عام 2019.
مسبار New Horizons يحلق بجوار أبعد جسم تصل البشرية إليه بعد دقائق من بداية العام
بعد 33 دقيقة من بداية العام الجديد، احتفل العلماء في مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية باللحظة التي صنعتها المركبة الفضائية سفينة فضاء ناسا New Horizon باقترابها إلى أدنى حد مخطط له لجسم فضائي جليدي يدعى Ultima Thule.
و يعد Ultima Thule هو أبعد جسم فضائي يصل إليه شئ صنعه البشر.
وستُكمل New Horizons عملية تحليق حول الجُرم السماوي الأبعد على الإطلاق الذي سبق الوصول إليه في النظام الشمسي.
القمر يستقبل الزوار الصينيين.. فمن يلحق بهم: الإسرائيليون أم الهنود؟
بعد 3 أيام من انطلاق 2019، تحديداً في 3 يناير/كانون الأول 2019، نفذت الصين عملية هبوطٍ تاريخية على سطح القمر لسفينتها الفضائية (Chang'e-4).
انطلقت المركبة في ديسمبر/كانون الأول 2018، ووصلت إلى مدارٍ حول القمر بعد 4 أيامٍ ونصف اليوم من الانطلاق.
وبعد نجاح مركبة الإنزال والحوامة في المهمة، أصبحت Chang'e-4 أول مركبة فضائية تتمكن من الهبوط السهل والسليم على الجانب البعيد من القمر؛ الجانب الذي يكون بعيداً دائماً عن الأرض.
ورُبما تكون مركبة الفضاء الصينية تلك هي الأولى من بين سلسلةٍ من المركبات المخصصة للهبوط على القمر.
فمن المُقرر أيضاً أن تُرسل شركة إسرائيلية تحمل اسم "SpaceIL" مركبة هبوط إلى القمر في فبراير/شباط 2010.
وكانت SpaceIL بالأساس واحدة من المتأهلين الأربعة في مسابقة جائزة جوجل إكس القمرية (Google's Lunar X Prize)، التي كانت تستهدف الوصول إلى القمر.
لكنَّ أياً من الشركات لم تتمكن من الفوز بالجائزة؛ إذ لم تتمكن جميعها من الالتزام بالموعد المُحدد للإطلاق في 31 مارس/أيار من العام الماضي (2018).
وفي حال نجحت البعثة الإسرائيلية، ستُصبح إسرائيل بذلك رابع بلد يُكمل عملية هبوط سهل على القمر، بعد الولايات المتحدة، والاتحاد السوفييتي والصين.
لكن إسرائيل يُمكن أن تُهزم أمام الهند، التي رُبما تُطلق مركبتها الفضائية (Chandrayaan-2)، مركبة الإنزال والحوَّامة الأولى لها على سطح القمر، في أواخر شهر يناير/كانون الثاني 2019.
يُذكر أنَّ مركبة الفضاء الهندية الأولى (Chandrayaan-1) جرى إطلاقها في عام 2008. وكان مُتوقعاً أن يتم إطلاق البعثة الفضائية الجديدة في العام الماضي (2018)، لكنها واجهت تأخيراً.
#ISROMissions: ISRO Chairman K Sivan said the organisation plans to launch 32 space missions in 2019. The planned missions include Chandrayaan-2, the ₹800-crore mission to land on Moon with lander and rover. pic.twitter.com/bw4AJBlS2e
— The Cable (@thecablestory) January 2, 2019
رُبما تكون تلك الصحوة فيما يتعلَّق باستكشاف القمر بمثابة استعدادٍ للاحتفال بالذكرى الخمسين لبعثة Apollo 11، حينَ سارَ البشر على سطح القمر للمرة الأولى.
وتملك الصين كذلك الفرصة في عام 2019 لإرسال البعثة الثانية إلى القمر، تحمل اسم (Chang'e-5)، والتي يُمكن أن تهبط على سطح القمر خلال العام الجاري (2019)، في مهمةٍ لجمع عيناتٍ، وإعادتها إلى الأرض لتخضع للدراسة.
أخيراً، رواد فضاء ناسا رُبما يسافرون إلى الفضاء انطلاقاً من الأراضي الأميركية ويستغنون عن الروس
منذ عام 2011، حين أكمل مكوك الفضاء (Atlantis) مهمته الأخيرة، اعتمد رواد فضاءٍ من الولايات المتحدة ودولٍ أخرى على كبسولات Soyuz الفضائية الروسية للقيام برحلاتٍ من محطة الفضاء الدولية وإليها.
من الممكن أن يتغيَّر هذا في وقتٍ لاحق من هذا العام؛ إذ جهَّزت شركتا SpaceX وBoeing كبسولات فضائية جديدة، بهدف نقل الطواقم من وإلى وكالة ناسا وغيرها من وكالات الفضاء الأخرى.
وبسبب تأخير الإطلاق مراراً في العام الماضي (2018)، من المُرجح أن تخرج الكبسولات من منصة الإطلاق في العام الجاري (2019).
من المُقرر كذلك أن تطلق شركة SpaceX سفينتها الفضائية Crew Dragon، في أول إطلاق تجريبي غير مأهول، في 17 يناير/كانون الثاني 2019.
وإذا نجح الأمر، يُمكن أن يبدأ اختبار إطلاق تجريبي للسفينة وهي محملةٌ بالطاقم في شهر يونيو/حزيران 2019. ويُمكن أيضاً أن ترسل شركة Boeing سفينتها "Starliner" دون طاقم في مارس/آذار 2019، وتليها رحلة تجريبية تحمل رواد فضاء في أغسطس/آب 2019.
ولكن حتى لو اكتملت تلك الرحلات التجريبية للكبسولتين على حدٍ سواء، فستحتاج ناسا لتقييم مدى جاهزيتها وسلامتها قبل أن تبدأ المركبة الفضائية في حمل الطاقم إلى محطة الفضاء.
شركات خاصة تستعد لإرسال رحلاتها إلى الفضاء
في العام الماضي (2018)، نجحت الاختبارات التجريبية لمركبة Falcon Heavy، مُقدمةً بذلك لشركة SpaceX أقوى صاروخ بمقدوره حالياً الانطلاق من الأرض.
كما أرسلت شركة Rocket Lab حمولاتٍ داخل مدارٍ فضائي 3 مرات خلال العام، مُشيرةً إلى إمكانية تجهيز صواريخ صغيرة في مجال الأقمار الاصطناعية.
واخترقت الطائرة الفضائية SpaceShipTwo، التابعة لشركة Virgin Galactic، مسافة 50 ميلاً داخل الغلاف الجوي، لتُصبح بذلك المركبة الأكثر تقدماً في سياحة الفضاء.
ويُمكن أن ينضم إلى تلك الشركات غيرها من مُصنعي الصواريخ الصغيرة في عام 2019.
وتُعد شركة Virgin Orbit إحدى الشركات التي يُحتمل أن تصل إلى الفضاء. وفيما يتعلَّق بشركة Virgin Galactic، فهي تقوم بإرسال الصواريخ عالياً في الغلاف الجوي مُحملة على متن طائرة نفاثة 747، ومن ثمَّ تُطلقها داخل المدار. بيدَ أنَّ الاستعدادات للإطلاق التجريبي بدأت تُحقق تقدماً قُرب نهاية العام الماضي (2018).
بدأ ظهور منافسٌ آخر وهو صاروخ Vector، كان قد بدأ تصنيعه مؤسس شركة SpaceX، بهدف إنتاج صواريخ صغيرة بشكلٍ موسع وتكلفةٍ زهيدة.
ومن الممكن أن يُكمل الصاروخ أول اختبارٍ مداري له خلال هذا العام، لينطلق من Pacific Spaceport Complex بمدينة كودياك في ألاسكا.
قد تُسهم شركاتٌ أخرى في هذا المجال أيضاً، إذ تُجري شركة Blue Origin ومؤسسها، جيف بيزوس، اختباراتٍ تجريبية بانتظامٍ لصاروخها (New Shepard).
ويُمكن أن تحمل مركبة الإطلاق Falcon Heavy، بعد عملية الإطلاق التجريبية المثيرة التي قامت بها في فبراير/شباط 2018، أقماراً اصطناعية إلى مداراتٍ عالية مرتين في النصف الأول من العام الجاري (2019).
بعثات العام الماضي قد تفضي إلى اكتشافات مذهلة.. كواكب وأقمار جديدة
في العام الماضي (2018)، انطلقت 4 بعثاتٍ إلى الفضاء العميق أو الكواكب الأخرى بهدف تطوير البحث العلمي.
إذ أطلقت ناسا مسبار باركر (Parker Solar Probe) لدراسة الشمس، ومسبار InSight للإنصات إلى النشاط التكتوني للصفائح على سطح المريخ، وكذلك القمر الاصطناعي TESS، بهدف البحث عن كواكب جديدة بمجرة درب التبانة.
وإلى جانب ذلك، انطلقت بعثة (BepiColombo) المشتركة بين وكالة الفضاء الأوروبية ومنظمة بحوث الفضاء اليابانية في رحلةٍ طويلة إلى كوكب عطارد.
وفي العام الجاري (2019)، من المتوقع أن تبدأ البيانات المُستخلصة من تلك البعثات في التدفق مُجدداً إلى علماء الكواكب وعلماء الفلك على الأرض.
ولمحت التحميلات القادمة من مركبة الفضاء TESS بالفعل إلى وجود 73 من الكواكب الخارجية المحتملة حول النجوم الأخرى في سبتمبر/أيلول 2018، كما أرسل مسبار باركر صوراً مذهلة تُظهر الشمس وكوكب عطارد.
وكذلك ستختار وكالة ناسا بعثتها القادمة إلى الفضاء العميق.
إذ يُمول برنامج المسابقات (New Frontiers) التابع للوكالة بعثات الفضاء العميق الأصغر، ويُسافر حالياً الفائزون السابقون إلى المجموعة الشمسية.
ستختار ناسا بين الاثنين المتأهلين للتصفيات النهائية: إما بعثة فضائية مُتجهة إلى المذنب (67P/Churyumov)، (التي خضعت للدراسة في وقتٍ سابق بواسطة مسبار Rosetta الأوروبي) لجمع عيناتٍ وإعادتها إلى الأرض؛ وإما طائرة روبوتية من دون طيار مُتجهة إلى قمر تيتان، وهو أحد أقمار كوكب زحل، لدراسة تضاريسه.
يُمكنك أيضاً الاطلاع على مصير مركبة الفضاء Opportunity التابعة لوكالة ناسا.
ففي الصيف الماضي، غطَّت عاصفة ترابية عملاقة سطح المريخ، وحجبت ضوء الشمس عن الوصول إلى البطاريات الشمسية الخاصة للمستكشف الروبوتي. ومنذ ذلك الحين، ظلَّت المركبة في حالة سكون.
استمر مراقبو المركبة على الأرض في محاولة إعادة الاتصال شهوراً، وربما يحتاجون إلى النظر في إيقاف مهمتها.