لا يريد عام 2018 أن يمر مرور الكرام دون أن يكون له تأثير على حياتنا، وبالأخص على الكوكب الذي نعيش عليه، إذ تم العثور على 10 اكتشافات غريبة في الأرض ، قد تدفعها لتكون كوكباً غريب الأطوار.
اكتشافات غريبة في الأرض
حسب موقع Live Science الأميركي، فقد تكونت الأرض منذ نحو 4.5 مليار عام، وفي أثناء هذا الوقت، مر الكوكب ببعض التغيرات الجذرية.
وتضمنت هذه التغيرات تكوّن القارات العظمى وانفصالها، وظهور المحيطات واختفاءها، والعصور الجليدية القاسية التي كادت تكسو العالم كله بالجليد.
إضافة إلى العديد من الانقراضات الجماعية التي قضت على ما يقارب 96% من أشكال الحياة في هذا الوقت.
ومقارنة بتقلبات الأرض عندما كانت أكثر حداثة في السن، يمكننا القول إنها الآن وديعة للغاية.
لكن عالَمنا كوكب متحرك ومتغير، وما زال هناك الكثير مما يكتشفه العلماء، فيما يتعلق بتاريخ كوكبنا أو العلميات المستمرة في الحدوث على اليابسة، وبالمحيطات، وبعمق تحت السطح.
وإليك بعض الأمثلة القليلة للاكتشافات التي حدثت في عام 2018، عندما أدهشَنا هذا الكوكب الكروي المليء بالأعاجيب.
قارة منفصلة
في يوم 19 مارس/آذار 2018، انفتح أخدود كبير بالأخدود الإفريقي العظيم في كينيا، بعد أمطارٍ غزيرة ونشاط زلزالي.
ووصل طول الأخدود إلى أميال عديدة، باتساع أكثر من 50 قدماً (15 متراً)، وهذا يعكس وجود تغيرات حالية بمكان عميق تحت سطح الأرض، في الصفائح التكتونية أسفل قارة إفريقيا.
وتقع إفريقيا على سطح صفيحتين: تقع معظم القارة على الصفيحة النوبية، لكن يقع جزء من شرق إفريقيا على الصفيحة الصومالية.
وتتسبب تحركات الصفائح، التي تحدث بسبب الطبقة النشطة، في فصل الصفيحتين إحداهما عن الأخرى، ما قد يتسبب في فتح أخاديد على السطح.
لكن الأمر يستغرق عشرات الملايين من السنين لتنفصل قارة إلى جزأين منفصلين.
غرق قاع البحر
مع زيادة درجة حرارة الأرض، تصب الأنهار الجليدية وطبقات الثلج المنصهرة مياهها في المحيطات، وترفع مستوى سطح البحر حول العالم.
وفي الوقت نفسه، يضغط وزن كل هذه المياه الزائدة على قاع البحر ويدفعه للأسفل.
وتتبع الباحثون مؤخراً كيف أن الجليد المنصهر المتدفق من اليابسة ربما يكون قد أثَّر في شكل قاع المحيط بالفترة بين عامي 1993 و2014.
واكتشف العلماء أنَّ أحواض المحيطات العالمية تغيَّر شكلها بمتوسط 0.004 بوصة (0.1 ملليمتر) سنوياً، بإجمالي تغيُّر 0.08 بوصة (2 ملليمتر) على مر عقدين.
ويقول العلماء إنه بما أن قياسات الأقمار الاصطناعية للتغير في مستوى سطح البحر لم تضع باعتبارها انخفاض قاع المحيط، فإن هذه الاكتشافات تُشير إلى أنَّ بيانات الدراسات السابقة ربما تقلل من تقدير ارتفاع مستوى سطح البحر بنحو 8%.
معدن الغموض
ظهر مؤخراً معدن لم يُرَ بالطبيعة من قبلُ، في ألماسة صغيرة استُخرجت من منجم كولينان بجنوب إفريقيا.
وعلى الرغم من أنَّ طولها لا يتجاوز 0.1 بوصة (3 ملليمترات)، تحمل الألماسة ثروة من المعلومات لعلماء الجيولوجيا عن هذا المعدن، المعروف باسم سيليكات الكالسيوم بيروفسكايت CaSiO3.
ورغم أنَّ معدن CaSiO3 نادر على سطح الأرض، يُعتقد أنه منتشر في باطنها، وربما يكون المعدن هو الرابع من حيث الانتشار في باطن الأرض.
لكنه مركَّب غير مستقر، ولهذا من الصعب للغاية أن تجده فوق الأرض.
وعلى الأغلب، فإن الألماسة المكتشفة حديثاً نشأت على عمق أكثر من 435 ميلاً (700 كيلومتر)، وحافظ تكوينها القوي على المعدن وحماه، وكان المعدن مرئياً للعين المجردة داخل تجويف الألماسة.
قطعة من القارة
اتضح بمقارنة الصخور بين قارتين بعيدة إحداهما تماماً عن الأخرى، أنَّ قطعة غريبة من أميركا الشمالية ملتصقة الآن بأستراليا.
ولا تتشابه الصخور الرسوبية الموجودة بمنطقة جورج تاون في شمال كوينزلاند مع الصخور الأخرى الموجودة بأستراليا، في حين تتشابه تماماً مع الصخور الموجودة بكندا اليوم.
وأشار الباحثون إلى أنه منذ 1.7 مليار عام، انفصل جزء مما يُعرف الآن باسم أميركا الشمالية، وانجرف جنوباً ليصطدم بشمال أستراليا بعد نحو 100 مليون عام.
وتسببت قوة الاصطدام، على الأغلب، في ارتفاع سلاسل جبلية بالمنطقة، مثلما تكونت الهيمالايا منذ 55 مليون عام، بعد اصطدام الصفيحة الآسيوية والصفيحة الهندية.
أمطار فيروسية
تحمل تيارات الهواء حول الكوكب مليارات الفيروسات، والتي تسافر أحياناً آلاف الأميال، ثم تهطل مع الأمطار إلى سطح الأرض.
وتنتقل الفيروسات المحمولة في الرياح على ارتفاعات تصل من 8200 إلى 9840 قدماً (2500 إلى 3000 متر) فوق سطح البحر، على بخار رذاذ البحر وجزيئات التربة الصغيرة.
واكتشف العلماء أنَّه في يوم واحدٍ فقط، من الممكن أن ترسل السماء مئات الملايين من الفيروسات (وعشرات الملايين من البكتيريا) على مساحة متر مربع (11 قدماً مربعاً).
وبعد تحليل "الطرق الميكروبية السريعة" الموجودة في تيارات الهواء، وجد الباحثون أنَّ الفيروسات كانت موجودة بوفرة أكثر من البكتيريا بمقدار 461 مرة.
وهذا لأن الفيروسات تتعلق بجزيئات أخف؛ ومن ثم تتمكن من البقاء عالياً فترة أطول وتسافر لمسافات أبعد.
آكل المحيط
الحركة بين الصفائح التكتونية تنقل الماء من المحيطات وتدفعه إلى باطن الكوكب.
الباحثون تنصتوا على تمتمات زلزالية في خندق ماريانا، حيث تنزلق صفيحة المحيط الهادي تحت صفيحة الفلبين، وتسمى منطقة الاندساس.
وأشارت سرعة الأصوات الرعدية الآتية من تحت السطح، إلى كمية المياه التي تُحمل وتنتقل عندما تحتك الصخور بعضها ببعض.
وكشفت قياسات درجة حرارة الماء والضغط (بالإضافة إلى سرعة الأصوات الزلزالية)، أن مناطق الاندساس تشفط على الأغلب 3 مليارات تيراغرام من الماء كل مليون سنة (التيراغرام يساوي مليار كيلوغرام).
وهذه الكمية تساوي 3 أضعاف الكمية التي قيست من قبل.
من القاع للقمة
لطالما اعتقدنا أن الأعاصير تتشكل من أعلى لأسفل، لتتكون من دوامات تيارات الهواء في أثناء العواصف القوية.
لكن هناك بحث جديد يقلب الفكرة رأساً على عقب، حرفياً، ويشير إلى أن الأعاصير تكتسب التفافها من الأسفل إلى الأعلى.
تقصَّى العلماء 4 أعاصير تكونت من عواصف سحب خارقة في الفترة بين عامي 2011 و2013، ووجدوا أن جميعها كوَّنت أشكال أنفاق على الأرض أولاً قبل أن تمتد إلى الأعلى لتصل إلى السحاب.
وفي أحد الأعاصير، الذي ضرب مدينة إل رينو بولاية أوكلاهوما في يوم 24 مارس/آذار 2011، التقط المراقبون على الأرض صورة للإعصار وهو يلمس الأرض عدة دقائق قبل أن يلتقطه الرادار فوق الأرض، على ارتفاع من 50 إلى 100 قدم (15 إلى 30 متراً).
وتم الكشف عن هذه المعلومة خلال عام 2018.
بحر الحمم الصخرية
في الطبقة العميقة من الأرض توجد سوائل غامضة، من الممكن أن تكون من بقايا محيط حمم صخرية قديم يرجع تاريخه إلى 4.5 مليار عام، تكوَّن بعد الانفجار الكوني الذي خلق القمر.
وتُدعى بحيراتُ الحمم هذه القريبةُ من لب الكوكب، المناطق ذات السرعة المنخفضة؛ لأن الموجات الزلزالية التي تسافر في باطن الأرض تبطئ من سرعتها كثيراً عند عبورها بهذه المناطق.
لكن، ما هذه السوائل؟ فقد أشارت الاختبارات المعملية إلى أنه من الممكن أن تكون مكونة من معدن غني بأكسيد الحديد يُدعى magnesiowüstite.
وجاءت من المحيط الحمم التي تكوَّنت بعد أن اصطدم جسم فضائي كبير بالأرض منذ مليارات السنين.
وعندما فقد المحيط حرارته التي اكتسبها بسبب التصادم، تبلور هذا المعدن وأنتج هذه الجيوب الهوائية من أكسيد الحديد، والتي غرقت حتى وصلت إلى قاع الطبقة الداخلية، لتكوّن السوائل التي ظلت إلى اليوم.
أصوات النبات
هل يمكنك سماع صوت النباتات وهي "تتنفس"؟ يمكنك سماعها إذا أنصتَّ إلى الطحالب الحمراء تحت الماء.
لأن الطحالب عندما تقوم بعملية البناء الضوئي (معالجة ثاني أكسيد الكربون وضوء الشمس كما تفعل النباتات على اليابسة)، تخرج فقاعات صغيرة تتجمع على سطحها.
اكتشف العلماء أنه عندما تنفصل هذه الفقاعات عن النبات وتصعد إلى سطح الماء، فإنها تُحدث صوت "طنين".
ورصد العلماء الأصوات، لأول مرة، في المياه حول الشعاب المرجانية بالقرب من هاواي.
وبينما أرجع الباحثون هذه الأصوات في البداية إلى عضات الجمبري، سرعان ما أدركوا أن هناك علاقة بين الصوت ووجود الطحالب.
ويمكن أن تختنق الشعاب المرجانية إذا غطتها الكثير من الطحالب، وبإمكان التنصت على أصوات مجموعات الطحالب أن يقدم تحذيراً مبكراً للنمو السريع للطحالب، الذي يمكن أن يشكل تهديداً على الشعاب الضعيفة.
غلاف حيوي عميق
على مر العقد الماضي، اكتشف العلماء العديد من المجتمعات الميكروبية التي تعيش بعيداً أسفل سطح الأرض، في بيئة تُعرف باسم الغلاف الحيوي العميق.
وكشف الباحثون مؤخراً، أنَّ هذه المنطقة قد تكون موطناً لملايين السلالات غير المعروفة، ومن الممكن أنَّ الأجسام الدقيقة الموجودة هناك، تتطور منذ أن كانت الأرض صغيرة السن.
في الواقع، تقدَّر كمية الكربون الحيوي بالمحيط الحيوي العميق، وهي كمية الكربون التي تعود لجسيمات حية، بنحو 300 إلى 400 ضعف كمية الكربون الحيوي لكل البشر على الأرض.
وقال العلماء مؤخراً، إنه عندما نكتشف هذه السلالات المثيرة التي نجت وازدهرت تحت سطح الأرض، يمكنها أن تمدّنا أيضاً بمنظور قد يثري معلومات البحث في حياة الكائنات الدقيقة بالعوالم الأخرى.