تسبب تسونامي إندونيسيا الجديد بمقتل 168 شخصاً على الأقل، وإصابة نحو 745 آخرين بجروح، عندما ضرب ليل السبت 22 ديسمبر/كانون الأول 2018، مضيق سوندا، الواقع بين جزيرتي جاوة وسومطرة
ثوران بركان يسبّب تسونامي إندونيسيا الجديد
ووفق وكالة رويترز، فإن الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث في إندونيسيا قالت: "إن أمواج مد عاتية (تسونامي) أودت بحياة 168 شخصاً، وأصابت 745، على جزيرتي جاوة وسومطرة، بعد انهيار أرضي تحت سطح البحر، بسبب ثوران بركان".
وقال المتحدث باسم الوكالة، سوتوبو بوروو نوغروهو، في بيان، إنه "في مضيق سوندا قُتل 170 شخصاً وأصيب 700 بجروح، وهناك شخصان مفقودان"، مشيراً إلى أن هناك 3 قتلى سقطوا أيضاً في منطقة سيرانغ.
الشمس والقمر سبَّبا التسونامي
وكان للسلطات المحلية أيضاً رأي آخر حول تشكل هذه الكارثة، فقد قالت: "إن التسونامي نجم عن ارتفاع المد البحري أكثر من العادة، بسبب المحاق (وجود القمر بين الأرض والشمس، ما يزيد ارتفاع المد).
وأضافت أن ذلك تزامن مع انهيار أرضي حصل تحت سطح البحر، وتسبب فيه ثوران بركان آناك كراكاتوا.
وأوضح المتحدث أن عشرات المساكن دُمرت بسبب المد البحري، الذي ضرب ليل السبت، قرابة الساعة 21.30 (14.30 ت.غ) سواحل جنوب سومطرة والطرف الغربي من جزيرة جاوة.
وبيَّن أن الوكالة تُجري تحقيقاً، وتخشى أن ترتفع حصيلة الضحايا أكثر.
وآناك كاراكاتوا جزيرة بركانية صغيرة، برزت فوق سطح البحر بعد نحو نصف قرن من ثوران بركان كاراكاتوا في عام 1883. وهذا البركان هو أحد 127 بركاناً ناشطاً في إندونيسيا.
وإندونيسيا عبارة عن أرخبيل يتألف من 17 ألف جزيرة، ويقع على "حزام النار" في المحيط الهادئ، حيث يؤدي احتكاك الصفائح التكتونية إلى زلازل متكررة ونشاط بركاني كبير.
ما هو المحاق؟
مبتدأ أطوار القمر ومنتهاها، والمحاق هو غياب ضوء القمر المنعكس، بسبب وقوع القمر بين الأرض وأمام الشمس، أي انعدام وجود جزء منعكس يمكن رؤيته من الأرض.
وسمي بالمحاق لانمحاق نوره واختفائه، وحينئذ يحدث اقتران الشمس والقمر، ومولد شهر هجري جديد.
ويعني فلكياً وجود الشمس والقمر معاً في نفس الإحداثيات السماوية.
وحين يخرج القمر من التراصف مع الشمس، يبدأ ضوء الشمس بالانعكاس على الجزء الخارج من القمر، وهكذا يمكن للرائي من الأرض أن يشاهد الهلال.
وتستغرق هذه المرحلة 15 ساعة منذ حدوث الاقتران، في حين بوسع المقارب رؤية الهلال بعد المحاق بـ13 ساعة.
ومن شروط صحة رؤية الهلال أن تكون الرؤية بعد المحاق، وأن يغرب القمر بعد غروب الشمس، وأن يبتعد الهلال عن الشمس بزاوية لا تقل عن 6 درجات (6°).
وبعد المحاق يحدث الهلال، ثم التربيع الأول، ثم الأحدب المتزايد، ثم البدر، ثم الأحدب المتناقص، ثم التربيع الثاني، ثم هلال آخر الشهر، ثم المحاق مرة أخرى وبداية شهر جديد.
زلازل وتسونامي إندونيسيا منذ عام 2004
تقع إندونيسيا في منطقة نشاط زلزالي، تعرف في المحيط الهادي باسم حزام النار، وتحدث الهزّات الأرضية فيها بصفة دورية.
وفيما يلي عرض لبعض أقوى الزلازل وأمواج المد العاتية التي تعرَّضت لها إندونيسيا في السنوات القليلة الماضية:
2004: زلزال هائل قوته 9.1 درجة على الساحل الغربي لإقليم أتشيه الإندونيسي في شمال سومطرة، يوم 26 ديسمبر/كانون الأول، يُسفر عن تسونامي في 14 دولة، ومقتل 226 ألف شخص على امتداد الشريط الساحلي للمحيط الهندي، وسقوط أكثر من نصف القتلى في أتشيه.
2005: سلسلة من الزلازل القوية على الساحل الغربي لسومطرة، في أواخر مارس/آذار، ومطلع أبريل/نيسان، ومقتل المئات في جزيرة نياس، قبالة ساحل سومطرة.
2006: زلزال قوته 6.8 درجة بجنوبي جاوة، أكبر الجزر الإندونيسية من حيث عدد السكان، يُسفر عن تسونامي يضرب الساحل الجنوبي ومقتل قرابة 700 شخص.
2009: زلزال قوته 7.6 درجة قرب مدينة بادانج، عاصمة إقليم سومطرة الغربية، ومقتل ما يربو على 1100 شخص.
2010: زلزال قوته 7.5 درجة على إحدى جزر منتاواي قبالة سومطرة، يؤدي إلى أمواج مد عاتية يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار، وتدمر عشرات القرى وتودي بحياة حوالي 300 شخص.
2016: زلزال يقع مركزه على مقربة من سطح الأرض في منطقة بيدي جايا بإقليم أتشيه، ويسفر عن دمار وذعر، لأنه أعاد إلى الأذهان الدمار الذي خلَّفه الزلزال والتسونامي المميت عام 2004. ولم يتسبب الزلزال في تسونامي، لكن أكثر من 100 شخص لقوا حتفهم بسبب انهيار مبانٍ.
2018: ضرب تسونامي إندونيسيا 2018 مدينة بالو في جزيرة سولاويسي وضرب زلزال بقوة 7.5 درجات، أعقبه تسونامي.
ما أدى إلى مقتل أكثر من 2000 شخص، في حين لا يزال هناك 5 آلاف آخرين في عداد المفقودين، غالبيتهم طُمروا تحت الأنقاض.