انفجار النجوم هو ظاهرة فلكية طبيعية تحدث باستمرار واعتادها الجميع، ولكن علماء الفلك عجزوا عن تفسير الموت البطيء الذي "عانى منه" أحد النجوم دون أن ينفجر.
ففي أكتوبر/تشرين الأول 2014، شهد العالم ظاهرة جديدة لم يسبق لها مثيل، حين مات النجم بصوت أقرب إلى الأنين، وتبين فيما بعد أن ما حدث هو ولادة نظام نجمي نيوتروني ثنائي، ناتج عن بقايا نجمين ميتين.
وبحسب موقع Science Alert الأميركي، تعُرف هذه الظاهرة التي حدثت لأول مرة على مشارف مجرة حلزونية تبعد عنا 920 مليون سنة ضوئية، بـ iPTF 14gqr.
كيف تنفجر النجوم؟
ليصل نجمٌ ما إلى مرحلة الانفجار، يجب أن تبلغ كتلته عدة أضعاف كتلة الشمس، وقدَّر العلماء الحد الأدنى لذلك بنحو 8 كتل شمسية.
عند نهاية حياة النجم، يبدأ وقوده بالنفاد، وهذا ما يؤدي إلى سرعة انهيار جوهره، الأمر الذي يولّد موجة صادمة تتسبب في انفجار المكونات الخارجية للنجم.
الانفجار الكبير يتسبب في انطلاق كتل هائلة من المواد بالفضاء المحيط. وهذا ما لم يحدث في iPTF 14gqr. فلم يلفظ هذا الانفجار سوى ما يقارب خُمس الكتلة الشمسية المكوِّنة له.
"المستعر الأعظم المُجرد"
تقول عالِمة الفضاء مانسي كاسليوال، "شاهدنا الجوهر الهائل لهذا النجم ينهار في ظاهرة فلكية طبيعية، لكننا لم نرَ سوى كتل صغيرة تم لفظها جراء هذا الانفجار. نسمِّي هذه الظاهرة (المستعر الأعظم المُجرد)، الذي توقعنا وجوده منذ زمن طويل. وتعد هذه هي المرة الأولى التي نشاهد فيها انهيار جوهر نجم كبير غير مصحوب بانفجار كبير لكتلته".
لم يكن الانفجار الذي تخلل هذه الظاهرة خالياً من الكتل تماماً، ولأن النجم المنفجر كان يمتلك كتلة ضخمة بما فيه الكفاية لينهار جوهره، استنتج العلماء أن هذه الكتلة لا بد من أن تكون قد ذهبت إلى مكان آخر.
وتبيَّن للفلكيين وجود جسم نجم ثنائي لم تتم ملاحظته من قبل، إلا أنه شديد الكثافة، على غرار نجم نيوتروني آخر، تخلص من جميع طبقاته قبل دخول النجم الكبير في مرحلة الانفجار الأعظم.
وقد صُنّفت هذه الظاهرة الفلكية الطبيعية على أنها سيناريو معقول لاندماج نجم مصنوع من الهيليوم مع نجم نيوتروني.
ولادة النجم النيوتروني الثنائي
ترسم هذه الظاهرة الفلكية الطبيعية صورة حية وجميلة لولادة نجم نيوتروني ثنائي. وما يجعل الأمر أكثر إثارة، أن النجمين الميتين لا تفصلهما سوى مسافة قصيرة جداً، ما يعني أنهما سيصطدمان في نهاية المطاف.
يؤدي ذلك إلى انتقال موجات الجاذبية إلى الفضاء، لكن لا يمكن تخمين الزمن الذي سيحدث فيه الأمر، كل ما يمكن معرفته هو أن هذه هي المرة الأولى التي شاهد فيها علماء الفلك هذه الظاهرة. وقد تكون هذه الظاهرة شائعة نسبياً، لكن السبب الذي يمنعنا من مشاهدتها هو سرعة حدوثها.
وذكر الباحثون أنه من المرجح أن تمثل هذه الانفجارات الطريقة الوحيدة لتشكيل أنظمة تدمج نجماً نيوترونياً بنجم نيوتروني آخر، أو نجماً نيوترونياً بثقب أسود.