مساء يوم 11 يوليو/تموز 1969، كانت أعين الكثير من شعوب العالم تحدق في التلفاز؛ لتشاهد بث 36 قناة تلفزيونية لنحو 600 مليون متفرج حول العالم، أهم أحداث القرن العشرين، المتمثلة في صعود أميركا لسطح القمر عبر رحلة "أبولو 11″، فعلى الشاشات الصغيرة ظهر الأميركي نيل أرمسترونغ، أول رجل يطأ سطح القمر في التاريخ.
لكن البعض كان لهم رأي آخر، فقد أكد الكثير من العلماء أن عملية الهبوط لم تكن سوى خدعة كبيرة أقدمت عليها الولايات المتحدة، وأن جميع الصور والفيديوهات التي عُرضت صُورت في استديوهات على الأرض؛ بهدف تصدير أميركا للعالم أجمع وللاتحاد السوفييتي بشكل خاص، أنها تفوقت في السباق المحتدم نحو غزو الفضاء؛ ومن ثم الوصول للقمر.
كيف اختفت النجوم من السماء؟
ارتكزت حجة أصحاب النظرية التي تُبطل هبوط أميركا على سطح القمر، على عدة نقاط؛ فمثلاً لم توجد نجوم بالسماء في خلفية الصور التي التقطتها "ناسا"، إنما ظهر فضاء واسع شديد السواد، فأين اختفت النجوم؟
رد على تلك الحجة العلماء المؤيدون لفرضية صعود الولايات المتحدة للقمر، بقولهم إن سبب عدم وجود النجوم في خلفية صور الصعود على سطح القمر، هو انبعاث ضوء الشمس المرتد على سطح القمر، ما جعله ساطعاً جداً؛ ومن ثم لم تظهر النجوم.
العَلم يرفرف في ظروف غير منطقية!
أحد الأدلة التي اعتُمد عليها لإثبات بطلان صعود أميركا للفضاء، تجسدت في رفرفة العلم الأميركي فوق سطح القمر، ففي الفيديو الذي بثته وكالة ناسا ظهر رائد الفضاء الأميركي نيل أرمسترونغ وزميله بز ألدرين وهما يرفعان علم الولايات المتحدة، لكن بعد مرور دقيقة بدا كأن العلم يرفرف على سطح القمر، فكيف حدث ذلك ولا توجد رياح حول القمر؛ إذ إنه لا يملك غلافاً جوياً، فما الذي تسبب في رفرفة العلم؟
ذكر العلماء المؤكدون لصعود أميركا إلى سطح القمر أن العلم الذي أخذته بعثة "أبولو 11" ليُوضع هناك صُنع خصيصاً من أجل هذا الغرض، فقد وضعت البعثة أسلاكاً مشدودة في قماش العَلم؛ حتى لا يتدلى ناحية الأسفل وليبقى مُشرعاً، وعندما غرس أرمسترونغ وألدرين سارية العلم داخل تربة القمر الجافة، حركوه مراراً وهو ما تسبب في الرفرفة التي ظهرت في الفيديو الذي بثته "ناسا".
ماذا عن الظلال غير المتوازية؟
من الأمور المثيرة للانتباه أيضاً الظلال غير المتوازية التي ظهرت في صور القمر، فقد أشار بعض العلماء إلى وجود اختلافات في أطوال واتجاهات الظلال الخاصة برواد الفضاء ومعداتهم على سطح القمر، على الرغم من وجودهم في أمكنة متقاربة، فإذا كانت الشمس هي التي تتسبب في تلك الظلال فيجب أن تكون جميعها في الاتجاه نفسه، وليس باتجاهات غير متوازية.
بالنسبة لتلك المسألة، فهناك تفسير علمي لها؛ وهو أن الظلال لم تظهر على المستوى نفسه؛ لأن سطح القمر غير مستوٍ؛ إذ توجد به ارتفاعات وانحدارات، وهو ما أدى إلى التأثير على شكل ظلال الأجسام وأطوالها.
آثار أقدام رواد الفضاء ظهرت رغم التربة الجافة
هناك أيضاً آثار أقدام رواد الفضاء، فقد كانت بارزة جداً وواضحة للعيان وانغرست بعمق داخل تربة القمر، التي تتميز بالجفاف الشديد بحيث يصعب -إن لم يكن يستحيل- أن تظهر عليها آثار أقدام بذلك الوضوح، فكيف ظهرت تلك الآثار؟
هناك رد علمي من وجهة نظر العلماء الأميركيين، فقد رأوا أنه رغم جفاف تربة القمر وصعوبة وجود آثار أقدام بها، فإنه يوجد بالقمر غبار فضائي يتطاير باستمرار مكوناً تربة تحتوي على رمال شديدة النعومة، وهو الأمر الذي جعل آثار الأقدام تظهر على سطح القمر، ولأن القمر لا يحتوي على الهواء، فقد ظلت تلك الآثار وقتاً طويلاً دون أن تتلاشى.
البعثة عادت بالصخور من القمر حتى تقطع الشك باليقين
رغم النظريات التي تؤكد عدم وصول أميركا لسطح القمر، فإن هناك دليلاً مادياً ملموساً لا يمكن دحضه أو تكذيبه، وهو صخور القمر التي جلبتها بعثة "أبولو 11" من القمر، فقد أحضرت البعثة 382 كيلوغراماً من صخور القمر.
وهي صخور الكريات الزجاجية التي لا يمكن أن تتكون إلا من خلال طريقتين أساسيتين؛ إما في النشاط البركاني المتفجر وإما نتيجة تأثيرات النيزك عالية السرعة التي تعمل على إذابة تلك الصخور، وفي كلتا الحالتين تحتاج الصخرة إلى وقت لتبرد وتبلور ببطء، ويستحيل وجود تلك الصخور على كوكب الأرض؛ إذ إنها لن تتحمل وجود الماء؛ لأنها ستتحلل، وهو ما يؤكد أن تلك الصخور قادمة من الفضاء.