إن الحديث عن كيفية التعامل مع الحزن ليس سهلاً لبدء محادثة. ولكن إذا مات أحد الأشخاص المقربين منك، يمكن أن يكون الشعور بالخوف والخسارة عارماً.
تشارك ليانا تشامب، المتخصصة في التعافي من الحزن ومؤلفة كتاب بعنوان "كيف تحزن مثل بطل" How to Grieve Like a Champ، تشارك أفكارها في مقالة كتبتها لموقع Healthista، ونشرته صحيفة Daily Mail البريطانية، حدَّدت فيها 15 نصيحة تساعدك على التعامل مع المشاعر الفياضة.
- اعترِف بألمك وتقبَّل المشاعر التي تسبَّب بها هذا الفقد
اسمح لنفسك بالانهيار لفترة قصيرة إذا كان ذلك ما تريده، وإذا كنت تشعر بأنه ضروري. بالنسبة للبعض، يمكن أن ينتابهم شعور بأنهم يغرقون أو أن يشعروا بأن الألوان والحيوية قد نُزِعت من كل شيء.
مهما كان شعورك فهو الشعور المناسب لك. كن لطيفاً مع نفسك ولا تتوقع الكثير، فأنت لست روبوتاً. يستغرق اجتياز الحزن والمرور به وقتاً، لذا ركِّز على عملية تطوّره، أو على الرحلة بدلاً من الوِجْهة.
- امنح نفسك إذناً بأن تحزن
يأخذك الحزن بعيداً عن اللحظة الراهنة، ويقلل من تركيزك بشكل كبير. لا تتوقع الكثير من نفسك، ستتدهور أنماط نومك وأنماط التغذية لديك تماماً، حتى إن أبسط المهام يمكن أن تصبح صعبة.
قم بتدوين الأشياء إذا كان ذلك مفيداً. علينا أن نكون صادقين في أعماق ألمنا وفي تعبيرنا عن الحزن، وإلا سنحصر أنفسنا داخل مشاعر مجهولة وغير مفهومة إلى أجل غير مسمى.
تحتاج المشاعر والأفكار والعواطف إلى معالجتها، كما يجب أن يبدأ ذلك من الداخل. عالج كل شعور في اللحظة التي تتعرض له فيها. وإذا سألك شخص ما كيف حالك، أخبره.
كن صادقاً. يمكن لقول "أنا بخير" عندما لا يكون المرء كذلك أن يدفن ألمه بشكل أعمق.
- كن مدركاً لألم خسارتك ولكن لا تدعه يحدد مصيرك
دعك من الحاجة إلى السيطرة على عملية الشفاء، واترك الأمور تأخذ مسارها الطبيعي. وضع خطة للمُضي قدماً في كل ليلة.
قبل أن تذهب للنوم، ابحث عن شيء إيجابي في اليوم الذي مضى للتو. قدِّم الشكر لشيء ما في ذلك اليوم. ثم ضع خطة للأمور التي تريد إنجازها في اليوم التالي.
واكتبها إذا كان ذلك مفيداً لك. فكِّر في هذا الأمر عند الاستيقاظ وركِّز على الخطوات التي تحتاج إلى اتِّخاذها، بغضِّ النظر عن مدى صِغَرها.
- لا تعزل نفسك
يميل الأشخاص الذين يشعرون بالحزن إلى الانعزال عندما يشعرون بأن الناس يسيؤون فهمهم. فالحزن من العمليات المعقدة، متعدد المستويات، ولا يكون واضحاً على الدوام.
ابحث عن شخص تشعر معه بالأمان لتشاركه مشاعرك، شخص سينصت إليك بقلب مفتوح. إن التخلص من الألم يكمن في التعبير عن المشاعر عن طريق الكلمات، لذا فإن مجرد السماح بخروج الكلمات ينبغي أن يبدأ في إضفاء شعور بالراحة.
لا تحلل مشاعرك أو تقارنها بمشاعر الآخرين. فلسنا بنسخ كربونية متطابقة، إذ إن كل تجربة حزن فريدة من نوعها تماماً مثل بصمات أصابعنا.
- لا توجد خطوات للحزن، فكل ما تشعر به مناسب لك
اترك الأمور كما هي. على الرغم من أننا قد نتشارك عواطف متشابهة مع الآخرين، إلا أنه لا يوجد نظام مشترك ولا مراحل، ولا نماذج حتى نعرف كيفية التعامل مع الأمر، فتجربة حزنك هي تجربتك أنت فقط.
إن المفاهيم الخاطئة حول وجود مراحل للحزن يمكن أن تحرمك من حقك في الشعور بألمك بشكل طبيعي وغريزي صادق، كما يمكن حتى أن تمنعك من التعبير الصحي عن حزنك أو أسلوب التعبير الذي يناسبك أنت فقط.
- كن على دراية بآليات التكيف التي قد تكون ضارة
لكي نحمي أنفسنا من طغيان هذا الشعور، يمكن للطبيعة أن تنقلنا إلى نمط الطيار الآلي (أي العمل بشكل أتوماتيكي دون وعي) والذي يُمكِّننا من العمل والتعامل مع الجوانب العملية التي تلي الوفاة.
وقد لا تكون دفاعات التكيف التلقائية التي حدثت مناسبة لنا دوماً. تعرف على ما إذا كنت تشرب أو تدخن أكثر من المعتاد أو تبقي نفسك مشغولاً حتى تتجنب الشعور بالألم.
فقط عندما نتعرف على العادات وندركها، تلك العادات التي لا تعتبر مفيدة لنا، يمكننا حينها اتخاذ الخطوات لاستبدالها بعادات مفيدة. وعندما نقوم بذلك، يمكننا اكتساب شعور مشجع بالإنجاز مما يحثنا على الاستمرار.
- دعْ مَنْ حولك يعرفون أنك تشعر بالحزن
إن الحديث عن هؤلاء الذين أحببناهم وفقدناهم يذكرنا بأنهم كانوا على قيد الحياة، فضلاً عن مدى أهميتهم بالنسبة لنا، وهذا في حد ذاته يمكن أن يمثل طريقة للشفاء.
من المهم أن نتعرف على جميع السبل التي تجلب لنا الشفاء، وأن نتقبل أن علاقتنا بهم وحياتهم قد انتهت، وأن نُبقي أنفسنا منفتحين على الفرص التي تأتي مع بدايات جديدة.
تعتبر الحياة سلسلة من التجارب العاطفية التي تتكشف، وعلينا أن نسمح لأنفسنا بالتكيف مع أساليب العيش والوجود الجديدة.
- تصور نفسك ناجحاً
ضع بدائل لعاداتك السيئة وخططاً لتحقيقها مقدماً. على سبيل المثال، إذا كنت تقضي الكثير جداً من الوقت في النوم، خطط للمشي حول المبنى قبل أن تنام.
يمكنك القيام بالأمر ذاته في المرة القادمة، عندما تشعر بالحاجة إلى تدخين سيجارة. ابحث عن بديلك الإيجابي لكل عادة سيئة، ثم ابذل قصارى جهدك.
والأهم من ذلك ألا توبخ نفسك إذا سقطت على جانب الطريق. تذكر: يتطلب الأمر بعض الوقت والصبر والتصميم لتغيير العادات السيئة، ويمكنك أن تنجح في ذلك.
- اعثر على متنفس إبداعي للتعبير عن مشاعرك
يحتاج كل موقف عاطفي في حياتنا إلى أن يمر بعملية قبل أن يكتمل. ونحن لدينا طقوس لكل شيء، كأعياد الميلاد وحفلات التخرج والزفاف والتقاعد على سبيل المثال.
لمراسم الجنازات نفس الأهمية. وهي تمثل المجتمع في أفضل صوره، عن طريق توفير الفرصة لمشاركة الذكريات وجعل الآخرين يدركون كم نحب ونحترم الشخص الذي توفّي.
يمكن للمشاركة في مراسم الجنازات أن تساعد في اجتياز الألم، عن طريق كتابة تأبين، أو اختيار موسيقى، أو قراءة قصيدة، أو تنسيق بعض الأزهار الجميلة أو مجموعة من الصور الفوتوغرافية والاقتباسات.
نحن لا نحزن فقط في أوقات الفقد، ولكن حين ندخل مراحل جديدة، أو نشهد أحداثاً مهمة في حياتنا، يمكن لخلق طقوس عائلية جديدة أن يساعدنا في اجتياز هذه الأحداث. اعثر على ما يناسبك.
- ابدأ الكتابة في دفتر يومياتك لرسم علاقتك مع الشخص الذي توفي
كن صريحاً في يومياتك، واجعل الكلمات تتدفق. كلما نظرت إلى الوراء في هذه العلاقة، يمكن أن تكشف مساحات ومراحل وأحداثاً حيث قد تتمنى لو أنَّ الأمور كانت مختلفة أثناءها.
إنَّ مجرد تحديد هذا الأمر يمكن أن يكون شافياً في حد ذاته. يمكن لهذا الدفتر أن يصبح رفيقاً رائعاً حين تحتاج للحظات التذكر تلك.
- أنصِت إلى جسمك
استرح كلما احتجت، وامدد جسدك بالطعام الجيد، وقم بتمارين خفيفة، واخرج إلى الهواء النقي. الحزن يؤثر علينا على جميع المستويات، عاطفياً وجسدياً وروحياً وذهنياً.
يجب أن نتعلم الرفق بأنفسنا حينما نعاني صدمة الفجيعة والفقد.
- تقبّل أن المتوفَّى سوف يظل دائماً جزءاً منك
أخبِر نفسك أنه لا بأس بأن تمر بلحظات من الحزن دائماً. اسمح لنفسك بالحيازة على امتياز التذكر دون أن تكره نفسك لكونك حزيناً.
سوف تكون هناك أوقات تنشغل فيها بشؤون حياتك وتترك الذكرى تمرّ. ثم ستتذكر مرة أخرى وستعود للحزن.
هذا أمر طبيعي. هذه هي الحياة بعد الفقد. سوف تتحول الشدة وتتغير طوال الطريق.
- تقبّل التغيرات الروحية
لا أحد يعرف حين تنتابك المشاعر، وآراء الآخرين لا ينبغي أن تمنعك أبداً من خوض تجاربك العاطفية واجتيازها. كل خسارة نجتازها تغيرنا.
سوف يبرز شيء جديد. فالحزن دائماً ما يأخذنا من عالم المادة إلى الروحانية. جرِّب أن تظلَّ صريحاً ومتقبِّلاً لإحساس متجدد للمعنى والغاية من حياتك.
- اجعل علاقاتك طبيعية
اعلم أن الحياة تحسن درس التواصل الإيجابي، بحيث أنه إن حدثت خسارة مفاجئة أو افتراق، سوف تحتوي لحظاتكما الأخيرة معاً على المحبة.
هؤلاء من حازوا الحكمة والحظ السعيد ليجدوا حلولاً لمشاكل علاقتهم قبل الفقدان، يجدون غالباً مصدراً عظيماً للعزاء أثناء فترة الحزن.
سامح.. سامح كثيراً من كل قلبك، كل يوم، ومع الجميع.
- اقبل أنه مهما كانت مشاعرك -حتى شعورك بالغضب- فهي طبيعية
تشكل عملية الحزن تحدياً، ومن الممكن أن تجد صعوبة في التعامل مع آثار الخسارة، مثل مشاعر العزلة والغضب، وعدم القدرة على التركيز في شيء آخر.
اعلم أن هذه المشاعر ليست غير طبيعية، وهناك طرق للتعامل مع الأفكار والعواطف المتكررة.
اقرأ أيضاً
إذا كنت تخطط للسياحة في مصر.. فلماذا ينبغي عليك تجاهل القاهرة والتوجُّه إلى الإسكندرية؟