قد تتحول المنظفات إلى خطر على صحتك وعلى منزلك، فعليكِ أن تتذكري أن بعضها مصنوع من مواد كيميائية، تماماً كالأسلحة التي تُستخدم في الحرب الكيميائية!
ورغم أن المنظفات تكون في الأغلب آمنة عند استخدامها على حدة، لكن عند خلط منظف مختلف التكوين بآخر قد يشكل ذلك خطراً على الصحة، وضرراً بالبيئة على السواء، إذ يغير هذا الخليط من طبيعتها.
فيما يلي بعض المنظفات عليكِ الحذر من خلطها عند الاستخدام:
الكلور والنشادر: خليط فعال يُنتج بخاراً ساماً
يعد الكلور أو المبيض من أكثر المنظفات شعبية؛ إذ يستخدم على نطاق واسع، فقد يضاف الكلور إلى الملابس خلال عملية التنظيف للحفاظ على الألوان زاهية، أو في تنظيف أسطح المطبخ، والحمام.
وقد يلجأ البعض لإضافة منظفين معاً للحصول على نتائج مبهرة، وقد يختار البعض مع الكلور منظفاً يحتوي على الأمونيا، أو النشادر التي توجد في بعض منظفات الزجاج والشبابيك.
قد يكون هذا الخليط فعالاً، لكن بمجرد خلطه، وبدء عملية التنظيف ستظهر عليك أعراض احمرار العينين، وصعوبة في التنفس، وحريق في الحلق، والسبب بخار "الكلورامين" السام، الناتج من تفاعل الكلور مع النشادر، فيتطاير البخار، وقد يصيب العين ويُسبب احمرارها، ويسبب ضيقاً في التنفس نتيجة الاستنشاق.
الكلور والخل.. حرب كيماوية
تعتمد ربات البيوت على الخل أو المنظفات التي تحتوي على الأحماض، في عملية تنظيف السيراميك، التي يعد تنظيف الفواصل الإسمنتية بين وحداتها الجزء الأصعب فيها، ولكي يحصلن على أرضية ناصعة البياض، تلجأ بعضهن إلى خلط الكلور أو المبيض مع الخل.
فقد يفيد هذا الخليط في عملية التنظيف، إلا أن ناتج تفاعل المادتين غاز الكلورين السام، وبخار الكلورامين، قد يسبب حريقاً في الحلق، واحمرار العينين، وأيضاً يشكل خطراً على البيئة.
الخل وماء الأكسجين.. نتيجتهما مفزعة
تُفضل ربات البيوت ماء الأكسجين، واسمه العلمي "الهيدروجين بيروكسيد" في تنظيف الأسطح المتسخة، مثل السيراميك والأرضيات، وأيضاً يُضاف إلى الملابس عند غسلها لجعلها ناصعة البياض نظراً لفاعليته.
أما خلط ماء الأكسجين مع منظف تدخل الأحماض في تكوينه مثل الخل، فإنه يحوله إلى مادة سامة، غير آمنة الاستخدام؛ إذ ينتج من تفاعل المنظفين حمض بيرأسيتك، وهو مكون أكثر تركيزاً يشكل خطراً على من يقوم باستخدامه.
الكلور والكحول.. تدمير لهذه الأعضاء المهمة
من المهم الحفاظ على نظافة الميكروويف وتعقيمه بصفة مستمرة لإزالة الأوساخ، وبقايا الطعام العالقة؛ حتى يصبح مكاناً آمناً وصحياً. يستعين البعض بالكحول من أجل عملية التنظيف هذه، بوضع بعض منه على قطعة قماش ويتم تمريرها داخل الميكروويف وخارجه.
ويفضل آخرون خلط الكحول مع الكلور أو المبيض، وهنا يكمن الخطر، إذ ينتج من الخلط الكلوروفورم، جراء تفاعل إيثانول الكحول مع هيدروكلوريد الصوديوم.
وتؤدي التركيزات المنخفضة من الكلوروفورم إلى الدوار والإغماء، أما التركيزات المرتفعة فتُسبِّب تدمير الجهاز العصبي، والكبد، والكليتين. لذلك يفضل بعضهم الابتعاد عن المواد الكيميائية، واستبدالها بالليمون الذي يُحقق الغرض نفسه.
تطهير البالوعة.. عندما تتسبب الخلطات في الموت
عند تنظيف بالوعة الصرف، لا تخلطي مطهرات مختلفة التكوين مع بعضها، فالناتج لا تكون آثاره حميدة، هناك ثلاثة أنواع من المطهرات، القاعدي مثل هيدروكسيد الصوديوم، والحامضي مثل حمض الكبريتيك وحمض الهيدروكلوريك، والكلور أو الصوديوم كلوريد.
فعند خلط الكلور مع مطهر حامضي مثل حمض الهيدروكلوريك ينتج غاز الكلورين، الذي تحدثنا عنه سابقاً، ويسبب عند التركيز المنخفض احمرار العينين وضيقاً في التنفس، وهو قاتلٌ عند التركيز المرتفع.
فقد استخدم غاز الكلورين كسلاح كيميائي في الحرب العالمية الأولى.
أما عند خلط مطهر حامضي وقاعدي فيكون التفاعل طارداً للحرارة، ينتج منه طاقة حرارية تدفع المياه ذات السخونة الشديدة والحارقة خارج البالوعة.
صودا الغسيل والخل.. قد تتعرضين لحريق أو انفجار
صودا الغسيل أو بيكربونات الصوديوم من أكثر المواد فاعلية، والمستخدمة في عمليات التنظيف، لكن عليك تجنُّب خلطها مع الخل أو المنظفات الحمضية.
فصودا الغسيل قلوية التكوين، وخلطها مع منظف حمضي التكوين قد يسبب حروقاً للمستخدم؛ فتفاعل الحمض مع القلوي طارد للحرارة، وإذا وضع الخليط في إناء محكم الغلق فقد يُحدث انفجاراً.