بين محاولات كثيرة تبذلها غانا للحد من الضوضاء في العاصمة أكرا، فشلت هذه المحاولة بالذات.
ففي مطلع أبريل/نيسان 2018، اقترح وزير البيئة أن تتوقف مكبرات الصوت في المساجد عن بث الأذان، على أن يستقبله المسلمون بدلاً من ذلك عبر تطبيق واتساب. لكنَّ الفكرة لم تلق قبولا شعبياً، تحديداً لأنَّها تُساوي الأذان بالتلوث الضوضائي. غير أنَّها تسلط الضوء أيضاً على لجوء الدين إلى التكنولوجيا بصورة متزايدة، كبديل للممارسات التقليدية.
فبينما يفترض أن تقوم المشاعر الدينية على الروحانية والشعور الوجداني، فإن هذا التوسع التكنولوجي يثير القلق أحياناً، حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.
فبدلاً من القسيس، فإن تطبيق Confession (الإصدار 2.1) يوفر للمذنبين فرصة الاعتراف بخطاياهم بعد سماع الرنين.
إليك بعض النماذج لكيفية تطور العلاقة بين الأديان والتكنولوجيا:
البطاقات الإلكترونية بدل الصندوق: جمع التبرعات
بدأت الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية في المملكة المتحدة في استخدام قارئات بطاقات إلكترونية للتبرعات والمدفوعات الأخرى، على أمل جعل الحياة أسهل لأبناء الرعية الذين ربما لا يحملون نقوداً.
وتختبر كنيسة إنكلترا وسيلةً إلكترونية لجمع التبرعات في الوقت الحالي، غير أنَّ العمل بها مؤجل لأنَّهم يخشون أنَّ التكنولوجيا قد تُبطئ الأمور.
تقنيات الدعاة التلفزيونيين: مواعظ يومية
يميل دعاة التلفزيون الأميركيون إلى التواجد بشكلٍ مستمر على الإنترنت، سيما أولئك الذين يتبنون "لاهوت الرفاهية"، الذي ينص على أنَّ الله يكافئ المتدينين بالثروة المادية.
يقدم التطبيق المجاني للمُبشِّر التلفزيوني جويل أوستين رسائلَ ومواعظ يومية تعبدية، ويستعرض أحدث تطبيق للداعية التلفزيوني كريفلو دولار خاصية "إمنحْ"، التي تجعل تسليم أموالك إلى منظمة A Dollar Ministries التي يديرها كريفلو بسهولة لعب القمار.
بث الطقوس: الجنازة "لايف"
لا يقل عمر ظاهرة بث الجنائز على الإنترنت عن عقدٍ من الزمان على أقل تقدير. تُقدم العديد من محارق الجثث في المملكة المتحدة الآن هذه الخدمة، بصفتها جزءاً من الصفقة، حيثُ يتولى الحاخامات والقسيسون مهامهم الاعتيادية بشكلٍ روتيني في تلك الخدمات التي تُبَّث مباشرةً.
لا يشبه الأمر أن تكون حاضراً بنفسك تماماً، لكنَّ الناس يفضلونها في كثيرٍ من الأحيان.
تطبيق الحج: تعليم الشعائر المقدسة
دخلت تطبيقات الهاتف المحمول، كذلك مجال تعليم مناسك الحج والعمرة، لتكون بديلاً محتملاً أو منافساً على الأقل للوسائل التقليدية، التي استعملت في السنوات الماضية.
فقد أطلقت وزارة الشؤون الإسلامية السعودية "أكاديمية مناسك" على الإنترنت، لتقديم دورات تدريبية متقدمة في أعمال الحج والعمرة، بـ 13 لغة، منها الإنكليزية، والأوردية، والبنغلاديشية، والإندونيسية، والتركية، والسواحلية، والهاوساوية.
ويشارك في تقديم هذه الحلقات العلمية مجموعة من كبار العلماء والدعاة في السعودية، ممن يمتلكون الخبرة الواسعة في التعليم الأكاديمي بحكم طبيعة عملهم كأساتذة نظاميين معتمدين في العلوم الشرعية والفقه والعقيدة والشريعة في الجامعات السعودية.
الفتاوى: سرية وشخصية
الفتوى الإلكترونية خدمة تقدِّمها دار الإفتاء المصرية منذ العام 2000. وتستقبل إدارة الفتوى الإلكترونية أسئلة المستفتين، عبر نافذة لها على موقع دار الإفتاء المصرية، حيث يقوم المستفتي بوضع سؤاله عبر نافذة (طلب فتوى)، وبعد أن يكتب سؤاله ويقوم بالضغط على زر (إرسال) يأخذ رقماً كوديّاً سريّاً.
يقوم الباحثون وأمناء الفتوى داخل الإدارة باستقبال هذه الفتاوى، وتحرير أجوبة عليها ومراجعتها فقهيّاً، حيث لا تصدر فتوى عبر النافذة إلا وقد مرت بمرحلتين من العمل، إحداهما تحرير الفتوى، والثانية مراجعتها.
تكون إجابة الأسئلة في سرية تامة، حيث لا يطلع على هذه الفتوى أحد من المستفتين، إلا مَن معه هذا الكود الرقمي فقط، وفي نفس الوقت تعتبر إجابات المستفتين عبر هذه النافذة إجابات شخصية، أي تخص السائل فقط وحاله المذكور في السؤال، بحيث قد تختلف الفتوى إذا أرسلها شخص آخر له ظروف أخرى، إذ إن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال والأشخاص.
تطبيقات الحلال: تستطيع الأكل في هذا المطعم
هناك العديد من التطبيقات التي تساعد المسلمين على العثور على المطاعم والمتاجر الحلال في المناطق المجاورة.
والآن يوجد حتى تطبيق يُدعى Scan Halal، يسمح لك بإجراء مسح ضوئي للرمز الشريطي (الباركود) لأي طعام في أي متجرٍ كبير، بغرض تحديد ما إن كان يحتوي على مكوناتٍ غير حلال على الفور. وتحظى هذه الفكرة بانطباعات متباينة بين مرتادي الإنترنت.
