ما زالت أوروبا تستورد نكهات ووصفات الشرق. وخير دليل على ذلك، الحمص الذي اجتاح المتاجر والفلافل والشاورما.
حتى ما يسمى "بالمزة" أي أطباق الخضروات المتنوعة، حجزت لنفسها مكاناً على قوائم المطاعم. وأصبح ما تطبخه سيدات الشرق بيسر وعلى عجل، تحصده المطاعم الأوروبية لقاء ملايين اليوروهات!
من أسماء الشوارع إلى القصور والكنائس والوجبات الشعبية، تطبّع الأوروبيون بالخيرات القادمة من الشرق.
إكتشف في هذا التقرير تأثير بلادك على الثقافات الأوروبية حتى الآن، وإذا زرت مدينة أوروبية في المستقبل دقق في مكونات ما تأكل، لعلك تجد أثراً من الأجداد.
الزعفران وماء الورد.. علاج بالأعشاب الساحرة
إضافة الزعفران وماء الورد لمسة عربية بامتياز. لن يخطئ الأوربيون في نسبها إلى العرب، الذين تأثر بهم اليونانيون بعد احتلالهم شبه الجزيرة العربية تحت حكم الإسكندر الأكبر.
استخدم العرب هذه الأعشاب والمنكهات كعلاج طبيعي. تلقفها الأوروبيون بإعجاب وتقدير لقدراتها العلاجية وروائحها الساحرة، وبالطبع نكهاتها المختلفة.
الحمضيات والأرز.. المد العربي نحو أطباق إيطاليا الأيقونية
ومع الفتوحات الإسلامية التي وصلت إلى جزيرة صقلية في القرن التاسع الميلادي، أدخل العرب الفواكه الحمضية مثل البرتقال والليمون لشعوب البحر الأبيض المتوسط. كما أدخلوا الأرز والقمح من شعوب شمال إفريقيا. تحولت تلك النباتات لاحقاً إلى مكونات رئيسية في وصفة الريزوتو والمعكرونة الشهيرة الإيطالية.
السكر.. من ملوك العرب إلى عامة الأوروبيين
ويبدو أن العرب لهم الفضل أيضاً في إضافة المذاق الحلو، حيث يعود لهم فضل تكرير السكر البني وتحويله إلى السكر الأبيض، والذي خصوا به الملوك. لا يعود لهم الفضل في اكتشافه، لكن في تطوير استخراجه ونقله إلى العالم، ومن هنا كلمة sugar أو شوغار.
الآيس كريم.. لولا الثلج لما كانت "جيلاتو"
يعود تاريخ تصنيع الآيس كريم إلى العرب الذين استوطنوا صقلية. صحيح أن "جيلاتو" من أصول إيطالية، إلا أن العرب تاريخياً لعبوا دوراً أساسياً في تطوير صناعة الآيس كريم عن طريق نقل صناعة الثلج المسجلة في القرن الثامن.
كما يرجع للعرب أصول الحلويات الصقلية المحلاة بالعسل.
اللوز والتوابل.. ارتقاء بمستوى الأطباق
من أقصى الشرق إلى الغرب، وجدت التوابل سبيلها للأطباق الأوروبية من خلال العرب. لم يتقبلوا مذاقها في البداية ووصفوها بأنها تفسد مذاق اللحم، ومع مرور الوقت استقر هذا المذاق في المطبخ الأوروبي.
وبحسب الوثائق التاريخية، أمر الإسكندر الأكبر بإنشاء أقدم مركز لتجارة التوابل، ثم إضافتها إلى الأطباق اليونانية.
شهرة العرب بحب المكسرات لم تقف عند هذا الحد، إذ أغرقوا الأطباق الأوروبية لاحقاً باللوز وحليب اللوز، وكذلك الزبيب والرمان للزينة.
الباييا.. من بقايا الموائد الملكية
طبق Paella الإسباني، له جذور عربية أيضاً بالتوازي مع تأثير الرومان.
خلف هذا الطبق الشهير قصة قديمة تقول إن العاملين في القصور الملكية كانوا يجمعون أطباق الأرز وبقايا المآدب الملكية في الأواني الكبيرة، ويحملونها إلى بيوتهم. من هنا جاءت وصفة الباييا، البقية، التي تجمع الأرز بالمأكولات البحرية.
الخرشوف..تذوقته أوروبا بعد العرب بألف عام
يعود تاريخ زراعة الخرشوف إلى العالم العربي والإسلامي، فالعرب هم أول من تناولوه قبل 1500 عام. لم يستخدمه المطبخ الإنكليزي إلا في منتصف القرن السادس عرش، بعما حضر من إسبانيا (الكرشوفة) مروراً بشمال إيطاليا (أرتيتشوكو).