قبل أن تتخلى عن اللحوم.. 5 أسئلة قبل أن تصبح نباتياً

التحدي الأصعب بالنسبة لمعظم النباتيين من الجنسين هو حصول الجسم على ما يكفي من الحديد والبروتين..

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/23 الساعة 04:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/23 الساعة 04:46 بتوقيت غرينتش

سواء كان دافعك إلى التحول إلى "النباتية" في حميتك الغذائية أخلاقياً رافضاً لفكرة ذبح الحيوانات من أجل أكل لحومها، أو كنت ممن اختاروا ذلك النظام الغذائي لأسباب صحية، فعليك أن تفكر في عدد من الأمور قبل أن تتخذ قرارك النهائي بهذا الشأن.. فقرار التحول إلى النظام الغذائي النباتي ربما لا يكون بالسهولة التي يبدو عليها للوهلة الأولى.

ليس مجرد نظام غذائي.. بل نمط تفكير وحياة

الابتعاد عن تناول اللحوم، والاعتماد على الخضراوات والفاكهة بدلاً منها ربما يحقق العديد من الفوائد الصحية التي تجعلك أكثر نشاطاً دون الشعور بالتعب، ليس أن النظام الغذائي النباتي من دون مخاطر. ولكن هناك الكثير من الأشخاص الذين يقررون اتباع النظام الغذائي النباتي فقط لأنه "الموضة"، أو لأنهم يريدون إنقاص وزنهم بسرعة.

ولذلك ربما كان عليك قبل أن تبدأ في إعادة ترتيب مطبخك وثلاجتك أن تسأل نفسك هذه الأسئلة الخمسة، للتأكد من أنك بالفعل مستعد لهذه الخطوة:

1- هل هذا النظام الغذائي يناسب نمط حياتي وقناعاتي؟

في نمط الحياة النباتي لا يقتصر الأمر على نظامك الغذائي فحسب، وإنما يتعداه إلى نظرتك لموضوعات أخرى في أسلوب الحياه، منها على سبيل المثال:

أن تقتنع تماماً مثلاً بأننا لا ينبغي أن نأكل الحيوانات والمنتجات الحيوانية، وهي الفكرة التي بدأت بها النباتية في العالم، وأيضاً ألا تكون لديك مشكلة مع الأشخاص الذين يرون هذا الأمر بشكل مختلف.

فهل تستطيع أن تقول لنفسك: "أدرك أنه ربما لا يشاركني الجميع هذه القيم. وأقبل أن أعيش حياتي وفقاً للمعتقدات التي أعتقد أنها صحيحة"؟

2- هل أنا على استعداد للتخلي عن زيارة المطاعم؟

سوف يصبح تناول الطعام مع عائلتك أو أصدقائك أمراً معقداً، وربما ستظن أن معظم المطاعم لا يوجد بها تقريباً أي شيء يمكنك تناوله.

ولكي تتأكد من أن كل طبق لا يحتوي على أيٍّ من المكونات التي لا يُسمح لك بتناولها، فعليك أولاً أن تسأل النادل في كل مطعم.

في البداية قد يبدو هذا الأمر غير مريح بالنسبة لك، إلا أنه بالفعل يستحق كل هذا العناء. مع مرور الوقت، سوف تتعلم التأقلم مع هذا الوضع. وسوف تعد لنفسك قائمة خاصة بالمطاعم التي يمكنك الذهاب إليها بسهولة، وسوف تُكوّن صداقات مع بعض العاملين اللطفاء في المطاعم المفضلة لك.

3- هل لدي خطة محددة للتأكد من أن طعامي يحتوي على جميع العناصر الغذائية الهامة؟

التحدي الأصعب بالنسبة لمعظم النباتيين من الجنسين هو حصول الجسم على ما يكفي من الحديد والبروتين. فعندما كنت تأكل كل شيء كان هذا الأمر يبدو سهلاً جداً.

كان يمكنك على العشاء تناول شريحة من اللحم مع الصلصة لتحصل على جرعة جيدة من البروتين، ولتشعر بالشبع الكامل والرضا التام.

أما الآن فإذا أردت الحصول على جميع العناصر الغذائية الهامة بتناول البدائل النباتية، فعليك أن تصبح أكثر إبداعاً. عليك أن تبتكر لنفسك وجبات خاصة بك، لكي تتمكن من توفير كافة العناصر الغذائية الأساسية.

وهنا يمكنك أن تكمل نظامك الغذائي بقليل من البروتين العضوي، وتتعلم إعداد العصائر عالية الطاقة، التي تحتوي على العديد من العناصر الغذائية من مسحوق البروتين النباتي. وهذه النقطة بالذات لها أهمية خاصة عند الإكثار من ممارسة الرياضة. لأن فرصك في تحقيق التفوق الرياضي تكاد تكون منعدمة من دون خطة محددة للتغذية.

4- هل يدعم شريك الحياة هذا القرار؟

حتى إذا لم يكن شريك حياتك نباتياً، فالمهم أن يدعمك في اختيارك لنمط حياتك كنباتي.. فليس المطلوب فقط أن يساعد في إعداد وجبات الطعام، بل وفي الدعم المعنوي والنفسي أيضاً.

فكثير من النباتيين يعترفون أنهم لا يستطيعون أبداً تخيل مدى الصعوبات التي كان عليهم مواجهتها في تغيير نظامهم الغذائي، لو لم يساعدهم شريكهم في هذه الأيام الصعبة. بل والأسوأ عند تخيل: ماذا لو لم يوافق بالأساس على قراري.

أعرف الكثير من الأشخاص الذين عانوا في علاقاتهم عندما أصبحوا من النباتيين، لأن شريكهم ببساطة لا يفهم لماذا يقدمون فجأة على هذه التصرفات "الغريبة".

عليك أن تتحدث مع شريك حياتك قبل اتخاذ أي قرار بتغيير نظامك الغذائي، لأن هذا سيساعدك على تجنب المشكلات التي قد تواجهها.

5- هل يمكنني حقاً أن أتخيل أنني سأظل ولو لعام واحد لا أتناول غير النباتات؟

من المثير دائماً تجربة كل جديد. وبالطبع ينطبق هذا أيضاً على تغيير النظام الغذائي. سوف تُذهل من الطاقة الرهيبة التي اكتسبتها فجأة، وسوف تعتقد أنك قادرٌ حقاً على تغيير العالم.

إلا أن الجزء الأصعب في ذلك هو أن كل شيء جديد يتحول بمرور الوقت إلى عادة، وأن جذوة حماس البدايات سرعان ما تنطفئ. ولكن الأمر هنا لا يتعلق بمتعة عارضة أو نظام غذائي مؤقت، وإنما تغيير كامل في عاداتك الحياتية.

العديد من أصدقائي المقربين أصبحوا من النباتيين لمجرد أنهم شعروا بالذنب بعد مشاهدة الأفلام التي أثرت في قلوبهم.

ومع ذلك، فإن هذا لا يكفي وحده لتلبية كافة المتطلبات التي يقتضيها هذا التغيير الخطير، لأن الأمر يتعلق برسم خطة نظامك الغذائي بشكل يومي.

فلا تدع عواطفك توجهك، ولا تكن قاصر النظر في أي شيء. عليك التركيز على تغيير النظام الغذائي على المدى الطويل، واتخاذ القرار الذي ترى أنه يناسب حياتك بشكل أفضل.

وإذا كنت تعتقد أنك لن تستطيع العيش بنظام غذائي نباتي بشكل دائم، فيمكنك تيسير الأمر على نفسك، ويمكنك أن تُضَمّن نظامك الغذائي وجبة أو اثنتين على الأقل من الوجبات النباتية أسبوعياً. فتناول الوجبات النباتية من حين لآخر أفضل من لا شيء، ويجب عليك عندئذٍ بالطبع ألا تتخذ قراراً بالتحول بشكل كامل إلى النظام الغذائي النباتي.

– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الألمانية لـ"هاف بوست"، للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد