اسأل أيَّ شخصٍ غريب في الشارع عما إذا كان يفضل المقعد الموجود بجوار الممر أو بجوار النافذة، ويمكنك أن تضمن رداً سريعاً.
بالتأكيد كلنا نعرف الإجابة، فمعظم الناس يفضلون الجلوس بجانب النافذة، لكن هناك مزايا وعيوب سواء للركوب جانب النافذة أم لا، بحسب تقرير لصحيفة The Telegraph البريطانية.
ويتمتع الركاب الذين يجلسون بجوار النافذة بسطح صلب يمكنهم الاستراحة عليه، فضلاً عن المناظر التي لا تُقاوَم، ويستمتعون بالنظر إليها، ولكنهم أيضاً محتجزون في مقاعدهم، مما يجلب لهم المتاعب في كل مرة يريدون فيها النهوض واستخدام الحمام.
وعلى الصعيد الآخر، يتمتع الركاب الذين يفضلون المقاعد الموجودة بجوار الممر بحرية التحرك في الطائرة كلما رغبوا في ذلك، بالإضافة إلى وجود حيز أكبر لتمديد أرجلهم في الممر.
ولكن هناك دائماً خطر عندما يتمكنون، رغم كل الصعاب، من النوم خلال الرحلات الطويلة، حيث يوقظهم الشخص الذي يجلس بجوارهم عندما يريد المرور، أو ترتطم عظمة الرضفة (الركبة) بعربة المشروبات التي تنحرف عن مسارها.
أي المقاعد أكثر أماناً على متن الطائرة؟
في عام 2007، حلَّلت مجلة Popular Mechanics جميع حوادث الطائرات منذ عام 1971، وتوصلت إلى أن المقاعد الموجودة في المؤخرة (وراء الحافة الخلفية للجناح) تعتبر أكثر أماناً، ووصلت معدلات النجاة إلى 69% مقارنة بـ56% بالنسبة للجناح، و49% بالنسبة لهؤلاء الذين يجلسون في مقدمة الطائرة.
وتعتبر المقاعد الموجودة في المنتصف، هي الأسوأ في جميع الأحوال، إذ تقل معدلات النجاة للجالسين فيها، بحسب تقرير The Telegraph.
ونشرت صحيفة Tecbeat الإسبانية دراسة أجراها معهد أبحاث الفضاء والطيران، اكتشف أن 30% من الركاب المتوفين كانوا يجلسون في الثلث الأمامي من مقصورة الركاب، في حين أن 29% كانوا في الثلث الخلفي، في حين أن 41% من المسافرين الذين توفوا في هذه الحوادث كانوا جالسين في الوسط بين أجنحة الطائرة، وهو ما يدل على أن الصفوف الوسطى قد سجلت أعلى عدد من الوفيات.
وإثر دراسة معمقة للبيانات، اكتشف المعهد أن 30% من الركاب المتوفين كانوا يجلسون في الثلث الأمامي من مقصورة الركاب، في حين أن 29% كانوا في الثلث الخلفي، في حين أن 41% من المسافرين الذين توفوا في هذه الحوادث كانوا جالسين في الوسط بين أجنحة الطائرة، وهو ما يدل على أن الصفوف الوسطى قد سجلت أعلى عدد من الوفيات.
علاوة على ذلك، وحسب ما جاء في دراسة أجرتها جامعة "غرينتش"، فإن 40% من القتلى كانوا جالسين بجانب النوافذ، بينما كانت مقاعد 38% منهم في الممر.
ويعتقد خبير السفر جيلبرت أوت، الرجل الذي أنشأ مدونة God Save The Points، وأحد المؤيدين الحريصين للمقاعد الموجودة بجوار النافذة، أنه توصل إلى التوليفة الرابحة.
ويقول: "بالنظر إلى الانحناءات الموجودة في معظم الطائرات، يكون لديك بالفعل حيز أكبر بقليل في المقاعد الموجودة إلى جوار النافذة، ولكن تتمثل النقطة السحرية في الحاجز أو نافذة صف الخروج، حيث تكون هناك دوماً مساحة كافية لتمديد الأرجل دون أن تسكب مشروبات المجاورين لك".
ما الذي يكشفه اختيارك عن شخصيتك؟
وتخبر الدكتورة بيكي سبيلمان، كبير الأطباء النفسيين في عيادة هارلي ستريت للعلاج الخاص، موقع Telegraph Travel: "يحب الركاب الذين يفضلون المقعد الموجود بجوار النافذة السيطرة، ويرغبون في أن يعمل الجميع لصالح توجهاتهم في الحياة، وغالباً ما ينفعلون بسهولة. كما يحبون الاستقرار ويفضلون الانعزال عن الآخرين".
وتقول إنه من المنطقي أن هؤلاء الذين يفضلون الممر من المرجح أكثر أن يتمتعوا بطبيعة متحفظة، وأن يكونوا أقل انفعالاً وأكثر اعتباراً للآخرين، إما أن يكونوا كذلك أو أنهم يعانون رهاب الأماكن المغلقة، أو أنهم ببساطة يعانون ضعفاً بالمثانة.
وتتفق جو هيمينجز، أستاذ علم النفس السلوكي، قائلة "يميل الأشخاص الذين يفضلون المقعد الموجود بجوار النافذة إلى أن يكونوا أكثر أنانية، فضلاً عن كونهم أقل قلقاً ومن ذوي الخبرة في السفر، ويتمتعون بثقة أكبر في إزعاج الآخرين".
"وغالباً ما يكون المسافرون الذين يفضلون المقاعد الموجودة بجوار الممر اجتماعيين أكثر، وبالتأكيد يتمتعون بتقبل أكبر للآخرين. ومن المرجح أيضاً أن يكونوا من المسافرين القلقين، فضلاً عن كونهم أقل خبرة في النوم على متن الطائرات".
وتوضح الدكتورة سبيلمان قائلة: "تنشأ الكثير من الخلافات على متن الطائرات نتيجة لترتيبات الجلوس، ناهيك عن التأخيرات المتعلقة بمكاتب التسجيل في المطارات، نظراً للبلاغة الشديدة التي يتمتع بها الناس، وبالتالي يستهلكون وقتاً طويلاً في نقاشاتهم".
أي الإحصاءات أكثر شيوعاً؟
طبقاً لسيث كابلان، المحلل بموقع Airline Weekly، يكاد الأمر أن يكون متساوياً.
ويقول "استناداً إلى أحد الإحصاءات الخاصة بإحدى شركات الطيران (التي أغفلت الاسم) وبالتحدث إلى شركات أخرى بعبارات أعم، يعتبر التوزيع متساوياً إلى حد كبير. وبالنظر إلى أرقام شركة الطيران، تعتبر المقاعد المجاورة للنافذة مُفضلة عن المقاعد المجاورة للممر بمعدل نقطة مئوية واحدة تقريباً"، بحسب تقرير The Telegraph.
وتوصلت إحدى الدراسات التي أجرتها شركة Expedia عام 2014، إلى أن 55% من عملائها اختاروا المقاعد المجاورة للنافذة، في مقابل 45% اختاروا المقاعد المجاورة للممر. وفي عام 2016، توصلت الشركة إلى اكتشاف آخر بأن 34% من الركاب كانوا يرغبون في دفع المزيد لضمان مقعد مجاور للنافذة، مقابل 15% من الركاب الذين يرغبون في دفع المزيد للحصول على مقعد مجاور للممر.
ما المقعدُ المثالي بالطائرة؟
حددت شركة easyJet عام 2014 المقعد 7F على أنه المقعد الأكثر طلباً من المسافرين الأوروبيين. فعلى متن طائرات شركة easyJet، يعتبر هذا هو المقعد الأقرب للمقدمة، والذي يمكن الاحتفاظ به بأقل سعر ويصل إلى 3.49 جنيه إسترليني (وتصل تكلفة الصف رقم 1، الذي يتمتع بمساحة إضافية للأرجل، إلى 12.99 جنيه إسترليني، فيما تصل تكلفة الصفوف 2-5 إلى 8.99 جنيه إسترليني).
وقدم تقرير على موقع Quartz نتائج مطابقة تقريباً من حيث التفضيل (حيث فضل ما يزيد على 50% المقاعد المجاورة للنافذة)، ولكن لوحظ بشكل مثير للاهتمام أن الرجال على الأرجح فضلوا المقاعد المجاورة للممر أكثر من النساء.
إذاً ما الاستنتاج؟ لا يمت الأمر إلى العلم بصلة، ولكن تشير الدلائل إلى تفوق المقعد المجاور للنافذة وذلك بالنظر إلى الشعبية، ولكن بفارق طفيف وحسب.