إذا كنت تبلغ من العمر 35 عاماً وتكره الوظيفة التي تشغلها، وتشعر أن البقاء بها نحو 30 عاماً أخرى هو بمثابة كابوس لا يمكن الاستيقاظ منه، فلست وحدك من ينتابك هذا الإحساس.
فما قد يخفف عنك هذه المأساة هو أن تعلم أن كثيرين ممن يبلغون 35 عاماً أو أكثر يكرهون العمل الذي يضطلعون به أيضاً، وفقاً لتقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
لماذا يشعر المرء بالملل من وظيفته في هذه السن؟
وجد تقرير حديث أن واحداً من بين كل ستة أشخاص من الفئة العمرية 35-54 لا يشعرون بالسعادة في مجال العمل. وتزداد تلك النسبة في الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 55 عاماً، لتصل إلى واحد من بين كل خمسة أشخاص.
في المقابل، فقد أعرب 8% فقط من الفئة العمرية 18-34 عن تعاستهم، بما يشير إلى أن سن الـ35 هو بداية مرحلة التعاسة والضيق من مكان العمل.
وتقول كورين ميلز، العضو المنتدب المشترك لشركة بيرسونال كارير مانجمنت: "هناك شعور ينتاب المرء في تلك المرحلة، ويتساءل المرء ألا ينبغي أن تكون الأمور قد تم تنظيمها بصورة أفضل؟".
وتلفت إلى أنه في هذه المرحلة كثيراً ما يُرزق الأزواج بطفلهم الأول أو يشرعون في التفكير في تكوين الأسرة، وبذلك تتغير أولوياتهم. وقبل ذلك، يكون الشخص منشغلاً بالتعلم وبطموحاته وتجاربه.
هل يمكن أن تغير وظيفتك في هذه السن؟
ورغم أن ميلز تقول إنه لم يفت أوان تغيير مجال العمل في هذه السن على الإطلاق، فإنها تستدرك قائلة: "ما لم تكن ثرياً في الأساس، لا يستطيع إنسان تحمل تكاليف إعادة التدريب على مهام جديدة مكثفة. ولكن هناك خارطة طريق أخرى للنجاح بدلاً من القرار الصعب بتغيير مجال العمل".
هل هناك بديل للترقية المتعذَّرة؟
تقول العضو المنتدب المشترك لشركة بيرسونال كارير مانجمنت: "أعتقد أن هناك الكثير من المهارات التي سوف تكتسبها بعد تجاوز الخامسة والثلاثين، والتي تتمكن من خلالها من التعرف على الخطوة التالية في حياتك".
وتقول إن الأمر الرائع في تجاوز سن الـ35 هو أنك "تدرك جيداً ما تبرع به وتجيده وما تحبه وتكرهه. ويمكنك أن تستفيد من ذلك بأن تفكر في الخيارات المتوفرة أمامك".
فإذا لم تكن تريد إحداث تغيير جذري، فكيف تستطيع أن تكون أكثر سعادة في مجال العمل؟ في ظل انخفاض فرص الترقي.
تقول ميلز: "إذا لم تكن الترقية خياراً في الوقت الحالي، تحدث مع صاحب العمل وقل له: ما الذي يمكنك أن تفعله لتنمية مهاراتك في العمل؟"
كيف تتجنب الملل؟
وتقول ميل باركلي، رئيسة شعبة تغيير مسار العمل بشركة LHH Penna لتنمية الأعمال: "أحد الأمور التي نقوم بها هي أن نطلب من شخص ما تدوين ما يفعله ومحاولة تحديد النقاط التي تجعله يشعر بعدم الرضا. يجب أن تلقي نظرة على بداياتك في مجال العمل، وما الذي وصلت إليه حالياً، وما تحب أن تفعله وما لا تحب أن تفعله، وأن تنظر إلى الإنجازات التي حققتها".
كيف تكتسب دافعاً للعمل؟
تنصح باركلي بالنظر إلى الأشياء التي تحب القيام بها في عملك، وإيجاد طريقة لتعظيم تلك المهام. "حدد الهدف الذي تود الوصول إليه. ما طموحاتك؟ ما الخطوات اللازمة لتحقيق تلك الطموحات؟ وحينما يحاول الكثيرون تحديد الهدف، يتوصلون إلى خطة عمل، فإن هذا يخلق دافعاً بالنسبة لهم".
وتضيف قائلة إنه ينبغي أن نتذكر أن هناك حراساً بحديقة الحيوان، وعمالاً بمصانع الشوكولاتة ممن يبلغون 35 عاماً ولا يحبون الوظائف التي يشغلونها، ولكن الأمر لا يقتصر على ذلك، فهناك رواد فضاء، المهنة التي يهفو لها الكثيرون أصبحوا يريدون تغيير وظيفتهم، بعد أن وصلوا لهذا العمر، فلا تغضب من نفسك، فهذا أمر طبيعي في هذه المرحلة من العمر.