من الطبيعي أن يقلق الآباء والأمهات بشأن صحة ومستقبل أطفالهم، لكن هناك حالات تدعو للقلق أكثر من غيرها.
وعبرت سيدة، خلال حوار جمع العديد من الأولياء على موقع "مامز نات" البريطاني، عن شدة حيرتها وخوفها إزاء التغييرات التي طرأت على سلوك ابنتها البالغة من العمر خمس سنوات. وارتأى العديد من المشاركين في الحوار أنه من المرجح أن الطفلة قد تعرضت إلى اعتداء جنسي.
وخلال حديثها عن ابنتها، ذكرت الأم أنها لاحظت تغيراً مقلقاً في سلوكها، حيث أصبحت تصرفاتها تتسم "بالهوس والعدوانية" فضلاً عن أفكار فضولية.
وبينت الأم، حسب صحيفة The Independent، أن "ما أقصده بالهوس أن طفلتي أصبحت دائمة التململ كما أنها أصبحت تركض في كل مكان وتتحدث بلا معنى فضلاً عن أنها لم تعد تستمع إلى الآخرين. علاوة على ذلك، طريقة كلامها اختلفت، حيث تتوقف في منتصف الجملة لبدء محادثة جديدة. من جهة أخرى، أصبحت تشتكي من عدم القدرة على النوم، كما تبنت سلوكاً متهوراً (سرقة الطعام من أطباق الآخرين)".
وظهرت عدوانية الطفلة من خلال الصراخ وشتم من حولها (قول عبارات من قبيل "اصمت" و"غبي" و"أكرهك") بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الفتاة عنيفة للغاية تجاه والديها. وفي بعض الأحيان، تنتابها حالة من العصبية المفرطة بشكل مفاجئ في حين تعجز عن استرجاع هدوئها. وفي السياق ذاته، أفادت الأم أن ابنتها قامت بالاعتداء على قط، حيث قامت بركله في نوبة غضب عارم.
بينت الأم أن ابنتها أصبحت فضولية للغاية بشكل لا يصدق، في حين كانت معظم أسئلتها تتمحور أساساً حول الأعضاء التناسلية. فقد أصبحت تدرك فجأة أن الجميع يملكون مثل هذه الأعضاء، كما كانت ترغب في التحديق فيها طوال الوقت.
وذكرت الأم أن تفكير طفلتها أصبح يقتصر طوال الوقت على ماهية الأعضاء التناسلية.
وأشارت أن ابنتها أصبحت تميل إلى تأليف أغان رديئة وتخبرها (وهي تشعر بالذنب) أنها لا تستطيع التخلص من هذه العادة. علاوة على ذلك، أصبحت الفتاة تتساءل بشأن قيام والديها بالوشاية بها في حال ارتكبت أي مخالفة، حيث كانت تعتقد أن الشرطة أو المدرسين سيلقون القبض عليها إذا أقدمت على القيام بأي سلوك خاطئ.
وأسوأ ما في الأمر، هو رغبة ملحة في نفس الطفلة على لكم أحدهم بكلتا يديها إلى حد الموت، كما أنها اعتبرت أن الحريق الأخير في لندن أمر مضحك للغاية. وأعربت الأم عن حيرتها بشأن ما يتوجب القيام به في هذا الصدد وكيف لها تقويم سلوك ابنتها.
علق الكثيرون على حوار الأم قائلين إنه من المرجح أن ابنتها تعرضت، للأسف، لاعتداء جنسي.
وقد أيدت الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال هذا الموقف. وفي هذا السياق، صرحت إيميلي تشيري، المديرة المشاركة في الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال، لصالح صحيفة الإندبندنت أن طريقة وصف الأم لتصرفات ابنتها وسلوكها الغريب تستدعي القلق.
أوردت تشيري، أنه "غالباً ما تكون التغييرات المفاجئة وغير المبررة في سلوك الطفل مؤشراً يدل على تعرضه لسوء المعاملة أو مضايقات من قبل أشخاص آخرين".
وأضافت أن أغلب الأطفال وخاصة في السنوات الأولى، يمرون بمرحلة ينصب خلالها اهتمامهم على اكتشاف ماهية الأعضاء التناسلية.
ولكن عندما يقترن هذا الاهتمام بتغيرات سلوكية ملحوظة، قد يكون ذلك مؤشراً على أن الطفل قد تعرض لنوع من الاعتداء أو أن أحداً ما بصدد الاعتداء عليه في تلك المرحلة.
وأوضحت إيميلي تشيري أن إحدى أبرز العلامات المثيرة للقلق بشكل خاص تتمثل في خوف الطفل من أن يقوم أحد ما بالوشاية به لدى الشرطة أو المدرسين. ففي الواقع، يعمد المعتدون إلى إخافة ضحاياهم وغرس الإحساس بالخزي والذنب في نفوسهم وذلك حتى لا يخبروا أحداً بما حدث.
ومن هذا المنطلق، شددت تشيري على ضرورة تواصل الوالدين مع طبيب عام في مثل هذه الحالات، فضلاً عن طلب الدعم من قبل القائمين على المدرسة التي يرتادها الطفل. من جهة أخرى، أفادت تشيري أن الأمر قد يتطلب إحالة الطفل على الخدمات الاجتماعية للأطفال.
من جانبها، ذكرت الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال أنه توجد علامات بينة تدل على تعرض الطفل لاعتداء جنسي على غرار:
· تقلبات المزاج العدوانية (خاصة لدى الأطفال الأصغر سناً)
· التبول في السرير
· التهابات بولية
· اضطرابات في الأكل
· اضطرابات في النوم
· الإحساس بالألم على مستوى الأعضاء التناسلية
· استخدام عبارات أو ذكر معلومات تتعلق بمسائل جنسية لم يسبق لك التحدث بشأنها مع طفلك
· العزلة والانطواء على النفس
· تجنب رؤية أشخاص أو أماكن أو معايشة مواقف معينة والشعور بالخوف إزاء ذلك
· التصرف بعدوانية تجاه الآخرين
· تولد في داخل الطفل أفكار بشأن إلحاق الأذى بنفسه والانتحار
وفي هذا الإطار، ذكرت إيميلي تشيري أن "محادثة بسيطة مع طفلك قد تساعده على إدراك ماهية أجسادهم وفهم أوضح لبعض الأمور الخاصة بهم، مما سيمكنهم من الإفصاح عما إذا كانوا يتعرضون للأذى من شخص آخر".