إذا كنت تخطط لزيارة تركيا فلا بدّ من المرور بمعبد “كوبيكلي تبه”.. تاريخ إنشائه يسبق الحضارتين المصرية والعراقية

على بُعد ستة أميال من أورفا، وهي مدينة قديمة تقع جنوب شرقي تركيا، توصّل عالم الآثار كلاوس شميدت لاكتشافٍ هو أحد أكثر الاكتشافات الأثرية إذهالاً في عصرنا.

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/26 الساعة 11:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/04/26 الساعة 11:36 بتوقيت غرينتش

على بُعد ستة أميال من أورفا، وهي مدينة قديمة تقع جنوب شرقي تركيا، توصّل عالم الآثار كلاوس شميدت لاكتشافٍ هو أحد أكثر الاكتشافات الأثرية إذهالاً في عصرنا.

أحجارٌ ضخمة منحوتة تعود لأكثر من 11 ألف عام، صنعها ورتّبها أشخاصٌ من حقبة ما قبل التاريخ لم يكونوا قد توصّلوا بعد لصناعةِ الأدوات المعدنية أو حتى الفخارية. وتسبِقُ منحوتاته الصخرية أثر ستونهنج في إنكلترا بحوالي 6 آلاف عام. ويُدعى المكان المذكور "كوبيكلي تبه".

واعتقد شميدت، الذي كان عالِم آثار ألمانيّ عمل هناك لأكثر من عشرة أعوام، أنَّ هذا المكان هو موقع أقدم معبد في العالم، بحسب مجلة Smithsonian.

يقع الموقع في تلة، حيث تتواجد أحجار وأعمدة قائمة، مرصوصةً في شكلِ دوائر. وعلى جانب التل توجد أربع حلقات من الأعمدة المُنقّب عنها جزئياً. وكان الشكل العام لكُل حلقةٍ منها متشابهاً: في المنتصف يوجد عمودان على شكل حرف T، وتحيط بها أحجار أصغر قليلاً تتجه إلى داخل الدائرة.

وقال شميدت إنّ ارتفاع أطول الأعمدة يبلغ 16 قدماً، ووزنه يتراوح بين سبعة وعشرة أطنان. وبينما كنّا نسير بين تلك الأعمدة، لاحظتُ أنَّ بعضها كان خالياً من العلامات، بينما حُفِرَت على البعض الآخر بأسلوبٍ متقن رسومات ثعالب، ونمور، وعقارب، وصقور كثيرة، تلتفّ وتزحف حول جانبي العمدان العريضة.

أول مكان مقدس في التاريخ


وأشار شميدت تجاه الحلقات الحجرية الضخمة، التي يمتد قطر بعضها بطول 65 قدماً. وقال: "هذا أول مكان مقدّس صنعه الإنسان".

وفي هذا المكان، على ارتفاع ألف قدمٍ فوق الوادي، كان يمكننا رؤية الأفق في كُل اتجاهٍ تقريباً. وطلب مني شميدت، البالغ من العمر 53 عاماً، أن أتخيَّل كيف كان يبدو هذا المشهد منذ 11 ألف عام، قبل أن تحوّله قرونٌ من الزراعة والتوَطّن إلى المتّسع البنيّ معدوم المستقبل الذي هوَ عليه الآن.

وقال شميدت، الذي كان عضواً في معهد الآثار الألماني: "كانت تلك المنطقة فردوساً". وتقع كوبيكلي تبه على الطرف الشمالي من الهلال الخصيب، وهو قطاع معتدل المناخ وأرضه صالحة للزراعة تمتد من الخليج العربي وحتى ما يُعرَف الآن بلبنان، والأراضي الفلسطينية المحتلة، والأردن، ومصر، ولا بد أنّها جذبت إليها العديد من البشر القائمين على الصيد وجمع الثمار من إفريقيا والشام.

وبسبب عدم إيجاد شميدت لأيّ أدلّةٍ على سُكنى أية شعوب على قمة تل كوبيكلي تبه، فإنَّه يعتقد أنَّه كان مكاناً للعبادة على نطاقٍ غير مسبوق بالنسبة للبشر، وأنّه كان أول "كاتدرائية مقامة فوق تلّ" عرفها البشر.

وقال شميدت إنه رسم خريطةً للقمّة بأكملها باستخدام رادار استكشاف باطن الأرض والمسح الجيومغناطيسي للأرض، محدداً بها أماكن تواجد 16 حلقة حجرية أخرى ما زالت تحت الأرض على امتداد 22 آكراً.

وكان موقع التنقيب القائم يغطي آكراً واحداً فقط يمثّل أقل من 5% من الموقع الأثري كلّه. وقال إنّه حتى لو نقّب علماء الآثار في هذا المكان على مدار خمسين عاماً أخرى، فإنهم لن يتمكنوا من الوصول سوى لجزءٍ صغير من الموقع الأثري.

ظنوا أن الموقع مجرد مقبرة



وعُوين موقع كوبيكلي تبه للمرة الأولى، ورُفِضَ العمل به بعد معاينته، من قبل علماء آثار جامعتي شيكاغو وإسطنبول في ستينيات القرن الماضي. وزار العلماء هذا التلّ كجزءٍ من عملية مسح استطلاعي للمنطقة، ورأوا بعض الألواح المكسورة من الحجر الجيري، ثم افترضوا أنّها ليست سوى مقبرة مهجورة تعود للعصور الوسطى.

وفي عام 1994، عمل شميدت على إجراء مسحٍ للمواقع العائدة لعصر ما قبل التاريخ في المنطقة. وبعد قراءةِ إشارة موجزة عن قمة التل المليئة بالصخور المتناثرة في تقرير باحثي جامعة شيكاغو، قرر شميدت الذهاب إلى هناك بنفسه. وحين وقعت عيناه على المكان للمرة الأولى، علم أنّه قد وجد مكاناً استثنائياً.

وبخلاف الهضاب الحادة المجاورة للتلّ، يعلو موقع كوبيكلي تبه (والاسم يعني "التلّ الشبيه بالبطن" باللغة التركية) قمّة مدوَّرة ملساء تقف على ارتفاع 50 قدماً من الهضاب المجاورة. وكان هذا الشكل مثيراً للانتباه بنظرِ شميدت. وقال: "لا يقدر على خلق شيءٍ كهذا سوى إنسان. كان واضحاً منذ البداية أنَّ هذا موقعّ أثريّ ضخم يعود للعصر الحجري".

وبهذا اتّخذت قطع الحجر الجيري المكسورة، التي ظنّ الباحثون خطأً أنَّها مجرّد شواهد حجرية، معنىً آخر.

عاد شميدت بعد عام برفقة خمسة زملاء، واكتشفوا مجموعات أحجار الميغاليث الأولى (أحجار الميغاليث هي أحجار ضخمة غير منحوتة مستخدمة في صنع الآثار)، وكانت مدفونةً بالقرب من سطح الأرض على عمقٍ سطحي لدرجة أنَّ المحاريث خدشتها.

وعندما استمر علماء الآثار في التنقيب، كشفوا أعمدةً مرصوصة على هيئة دوائر. ومع ذلك لم يجد فريق شميدت أياً من العلامات المعتادة الدّالة على سُكنَى البشر: لا مواقد للطبخ، ولا منازل، ولا حُفر للقمامة، ولا أياً من تماثيل الخصوبة الصغيرة المتناثرة بكثرة في المواقع الأثرية المجاورة والتي تعود لنفس الحقبة.

يعود عمرها لعام 9000 قبل الميلاد


ووجد علماء الآثار أدلةً على استخدام الأدوات في تلك المواقع، ومن بينها المطارق والشفرات الحجرية. ولأن تلك الأدوات تشبه إلى حدٍّ قريب تلك التي وجدوها في مواقع قريبة، وجرى تقدير عمرها باستخدام التأريخ بالكربون المُشِع بأنَّها تعود لعام 9000 قبل الميلاد، قدّر شميدت وزملاؤه أنّ الهياكل الحجرية القائمة بكوبيكلي تبه تعود لنفس العصر. وتؤكد بعض عمليات التأريخ الكربوني المحدودة التي أجراها شميدت في الموقع صحة هذا التقدير.

ومن وجهة نظر شميدت، فإنَّ أرض غوبيكلي الصخرية المنحدرة هي حُلم كُل ناحتٍ للحجارة. فحتى بدون استخدام أزاميل أو مطارق حديدية، استطاع البنّاؤون في عصر ما قبل التاريخ صقل نتوءات الحجر الجيري الناعم باستخدام أدوات مصنوعة من الجرانيت، ونحتّها لتُشكِّل أعمدة في نفس أماكنها، قبل نقلها لمسافة بضع مئات من الياردات حتى قمّة التل، ثم رفعها لتقف منتصبة.

يقول شميدت إنَّ البنَّائين القدامي، بمجرّد الانتهاء من تشييد الحلقة الحجرية، كانوا يغطّونها بالتراب. وفي النهاية، كانوا يضعون حلقةً جديدة بالقرب من سابقتها أو فوقها. وبمرور القرون، كوَّنت تلك الطبقات الحجرية المتراصّة قمة التلّ.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2008، أشرف شميدت على فريقِ يحوي أكثر من اثني عشر عالم آثار ألماني، وخمسين عاملاً محليّاً، وفيضاً مستمراً من الطلبة المتحمّسين.

وعادةً ما كانت تُجرَى عمليات التنقيب في الموقع خلال شهريّن في فصل الربيع وشهرين آخرين في الخريف (حيث تصل درجات الحرارة أثناء الصيف إلى 115 درجة فهرنهايت/46 درجة مئوية، وهي درجة شديدة الارتفاع للقيام بعمليات الحفر، بينما تفيض المنطقة بمياه الأمطار أثناء الشتاء). وفي عام 1995، اشترى شميدت بيتاً عثمانياً تقليدياً مُلحقاً بباحةٍ في أورفا، المدينة التي يقطنها نصف مليون نسمة تقريباً، لاستخدامه كمقرٍّ لعمليات التنقيب.


فحص يوريس بيترز، عالم الآثار من جامعة لودفيغ ماكسيميليان بمدينة ميونيخ الألمانية، والمتخصص في تحليل رفات الحيوانات. ومنذ عام 1998، أكثر من مائة ألف جزء من شظايا العظام الأثرية من موقع كوبيكلي تبه. وكان بيترز في أغلب الأحيان يجد على تلك العظام آثار جروح وكسور في حوافها، وهو دليل على أنَّ الحيوانات التي أتت منها تلك العظام ذُبِحت وجرى طهيُها.

وكانت هذه العظامُ مُخزَّنةً في عشرات الصناديق البلاستيكية المكدسة في مخزن المنزل، هي أفضل دليل على الطريقة التي عاش بها من بنوا كوبيكلي تبه. وتمكَّن بيترز من تمييز عشرات الآلاف من عظام الغزال، كانت تُمثل نحو 60% من إجمالي العظام بالموقع، إضافةً إلى عظام أُخرى من الطرائد البرية مثل الخنازير، والأغنام، والغزلان الحمراء.

كما وجد عظاماً تعود لاثني عشر نوعاً مختلفاً من الطيور، بما في ذلك النسور، والكركي، والبط، والأوز. وقال بيترز: "في العام الأول، درسنا 15 ألفاً من عظام الحيوانات، وكانت كُلُّها برية. وكان من الواضح جداً أنَّنا نتعامل مع موقعٍ لمجتمع الصيادين، وكان الوضع مماثلاً كل عام منذ ذلك الحين". وكان الرفات المهجور للطرائد البرية يشير إلى أنَّ من عاشوا هناك لم يستأنسوا الحيوانات، ولم يعلموا شيئاً عن الزراعة.

لكنَّ بيتر وشميدت قالا إنَّ بناة كوبيكلي تبه كانوا على وشك إحداث تغييرٍ هائل في طريقة معيشتهم بفضل بيئتهم المليئة بالمواد الأولية التي تساعد على الزراعة. وقال شميدت: "كانت لديهم الأغنام والحبوب البرية التي يمكن تربيتها وزراعتها في المنزل، والأشخاص الذين يتمتعون بالقدرة على فعل ذلك".

مستوطنة ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ


وفي الواقع أظهرت عمليات البحث في مواقع بنفس المنطقة أنَّه خلال ألف عام من بناء كوبيكلي تبه، احتفظ المستوطنون بالأغنام والأبقار والخنازير في حظائر. وفي قريةٍ تعود لحقبة ما قبل التاريخ على بعد 20 ميلاً من الموقع، وجد علماء الوراثة دليلاً على وجود أقدم سلالات القمح المزروعة في العالم، ويُشير التأريخ باستخدام الكربون المشع إلى أنَّ الزراعة نشأت في تلك المنطقة قبل نحو 10 آلاف وخمسمائة عام، أو فقط عقب خمسة قرون من إنشاء كوبيكلي تبه.

بالنسبة لشميدت وآخرين، تُرجِّح هذه النتائج نظرية جديدة لوجود الحضارة. إذ اعتقد العلماء لفترةٍ طويلة أنَّ الناس كان لديهم الوقت والتنظيم والموارد لبناء المعابد وتعزيز الهياكل الاجتماعية المعقدة فقط عقب تعلمهم الزراعة وعيشهم في مجتمعات. لكنَّ شميدت يُجادل في أن الأمر كان عكس ذلك: فالجهد المُكثَّف والمُنسَّق لبناء المسلات والأعمدة الحجرية وضع حرفياً الأساس لتطوير المجتمعات المعقدة.

وتُعزِّز ضخامة الإنشاءات في موقع كوبيكلي تبه هذا الرأي. ويقول شميدت إنَّ الآثار لم يكن بالإمكان بناؤها بواسطة مجموعاتٍ متفرقة من مجتمعات الصيد. فنحت وبناء ودفن حلقات من الحجر يبلغ وزنها 7 أطنان يحتاج إلى مئات العمال، وكلهم بحاجة إلى طعام ومأوى. ومن ثم ظهرت الحاجة في نهاية المطاف إلى مجتمعاتٍ مستقرة في المنطقة منذ عشرة آلاف سنة.

وقال إيان هودر، عالم الآثار بجامعة ليلند ستانفورد جونيور الأميركية، الذي اكتشف كاتالهويوك، وهي مستوطنة ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ، وتقع على بعد ثلاثمائة ميل من كوبيكلي تبه، إنَّ هذا "يُظهر أنَّ التغيرات الاجتماعية الثقافية تأتي أولاً، ثم تأتي الزراعة. ولديك دلائل جيدة على أنَّ هذه المنطقة هي الأصل الحقيقي لمجتمعات العصر الحجري الحديث المعقدة".

ماذا كان الأمر شديد الأهمية بالنسبة لهؤلاء الناس حتى يجتمعوا لبناء ودفن هذه الحلقات الحجرية؟ الفجوة التي تفصلنا عن بناة كوبيكلي تبه تقريباً يصعب تَخيُّلها. يقول: "نحن نتحدث هنا عن حقبة تسبق اختراع الكتابة بنحو ستة آلاف سنة".

وقال غاري رولفسون، عالم الآثار بكلية ويتمان بمدينة والا والا بواشنطن، والذي كان على اطِّلاع بعمل شميدت، إنَّ "هناك فترة زمنية طويلة بين كوبيكلي تبه وبين الألواح الطينية المدونة بالخط المسماري أكبر من تلك التي تفصلنا الآن عن الحضارة السومرية القديمة، ومحاولة اجتزاء أية رمزية من سياق ما قبل التاريخ هي ممارسة عقيمة وبلا فائدة".

ومع ذلك، فإنَّ علماء الآثار لديهم نظرياتهم عن الأمر، والتي ربما تكون دليلاً على الرغبة الإنسانية الملحة لتفسير الأمور غير القابلة للتفسير. إذ قال الباحثون إنَّ النقص الكبير في الأدلة على إقامة البشر في تلك المنطقة يناقض فكرة استخدامها كمستوطنةٍ أو حتى كمكانٍ لاجتماع زُعماء العشائر على سبيل المثال.


الموقع كان مركزاً لطائفة تعبد الموت


وانبهر هودر بهيمنة الحيوانات الخطرة على المنحوتات على أعمدة كوبيكلي تبه، مثل الأسود، والعناكب، والثعابين، والعقارب، وليس الفرائس الصالحة للأكل مثل الغزلان والأبقار.

وقال متأملاً: "إنَّه عالمٌ مخيف ورائع من الوحوش الشريرة". وأشار إلى أنَّه في الوقت الذي اهتمت فيه الثقافات اللاحقة بالزراعة والخصوبة، ربما كان يحاول هؤلاء الصيادون السيطرة على مخاوفهم ببناء هذه الإنشاءات المعقدة، التي تقع على مسافةٍ جيدة من المنطقة التي كانوا يعيشون بها.

وأكدت دانييل ستوردور، عالمة الآثار بالمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، أهمية المنحوتات التي تتخذ شكل النسر. فبعض الثقافات اعتقدت لفترةٍ طويلة أنَّ الطيور آكلة الجيفة التي تحلق عالياً تنقل جثث الموتى إلى السماوات. ووجدت ستوردور رموزاً مماثلة في مواقع من نفس عصر كوبيكلي تبه فقط على بعد خمسين ميلاً من سوريا. وقالت: "يمكنك أن ترى حقاً أنَّها نفس الثقافة. كل الرموز ذات الأهمية الكبرى متطابقة في تلك المواقع".

ومن ناحيته، كان شميدت على يقين من أنَّ السر مدفونٌ أسفل قدميه. وعلى مدار السنوات، وجد فريقه أجزاءً من عظامٍ بشرية في طبقاتٍ من الوحل. وأظهر اختبارات الحفر العميق أنَّ أرضيات الحلقات مصنوعة من حجرٍ جيري مُقوَّى. وراهن شميدت أنَّه سَيجد تحت الأرضيات الغرض الحقيقي من الهياكل: مكان للراحة النهائية لمجتمع الصيادين.

وكان شميدت يرى أنَّ الموقع ربما كان مقبرةً أو مركزاً لطائفة تعبد الموت، حيث كان يوضع الموتى على التلال وسط الآلهة حسبما تخيلوها ووسط أرواح الآخرة. وإذا كان الأمر كذلك، فإنَّ وجود موقع كوبيكلي تبه لم يكن من قبيل الصدفة.

وأضاف شميدت: "من هنا كان الموتى يُطلُّون على المشهد المثالي"، حيث تطلق الشمس ظلالاً ممتدة على الأعمدة نصف المدفونة. وتابع قائلاً: "كانوا ينظرون إلى أحلام الصيادين".