"التوصية بشرب 8 أكواب من الماء يومياً لا معنى لها" هذا هو تعليق أحد الأطباء في مجلة British Medical Journal.
"تتحدث العديد من الهيئات والمؤسسات الصحية عن الحاجة إلى شرب الكثير من الماء يومياً، بالرغم من عدم وجود أدلة علمية مؤكدة تدعم هذه التوصية" وفقاً للطبيبة الإسكتلندية مارغريت ماكارتني.
جاءت أقوال الطبيبة في تقرير نشر عن ضرورة شرب الماء في النسخة الإسبانية من "هافينغتون بوست" جاء فيه أن "بعض المؤسسات الطبية المدعومة من شركات المياه المعبأة، يقولون أنه من الضروري شرب من 1.5 إلى 2 لتر من الماء يومياً، أي ما يساوي 6 إلى 8 أكواب، تجنباً للعديد من الأمراض".
وتؤكد ماكارتني "لكن أياً من هذه الادعاءات لم تُثبتها دراسات علمية، كما أن شرب الكثير من الماء يمكن أن يُصبح أمراً ضاراً بالصحة، إذ قد يسبب انخفاض مستويات الصوديوم في الدم، وهي حالة تُسمى (هيبونترميا أو نقص الصوديوم في الدم) كما أن الإكثار في شرب الماء يُعرضنا للكثير من الملوثات التي توجد فيه.
وفي تصريح الطبيبة لـ Postmedia News، تقول "مازال الكثير من الناس يعتقدون أنهم سوف يموتون إذا لم يشربوا 8 أكواب من الماء على مدار اليوم أو أن هذا يُعرض الكُلى للجفاف".
وتُضيف "ومن وجهة نظري الطبيّة، لم أُصادف دليلاً علمياً بهذا الشأن في المراجع الطبية المرموقة".
وفقاً لـ Postmedia News، فإن أول توصية حول شرب 6 أو 8 أكواب من الماء يومياً كانت في عام 1945 في الولايات المتحدة، ولم يكُن الأمر دقيقاً.
وتقول صحيفة Guardian أن آلية العطش في جسم الإنسان هي آلية متطورة بحيث أن الشعور بالعطش يُعبر عن الاحتياج الحقيقي للماء.
ووفقاً لـ Guardian "يُقال إن شرب الماء كثيراً يقلل من التهابات المسالك البولية، ويُحسّن لون الجلد، ويساعد على فقد الوزن (امتلئ بالماء أولاً لتفقد الوزن ثانياً)، كما يقلل الصداع والتعب، ويزيل الإمساك ويحسّن التركيز، وهذا كله لا يوجد عليه دليل واحد.. الكلى رائعة بحق، فهي توازن تركيز البول لتوفير الماء".
يقول هاينز فالتين الطبيب في Darmouth Medical School لهافينغتون بوست أنه لا توجد أي دراسات تدعم القول بضرورة شرب 8 أكواب من الماء يومياً، وأنه لم ير أي دليل علمي يؤكد هذه النصيحة.
ونشر فالتين مراجعة لهذا الموضوع في American Journal of Physiology.
ومع ذلك، فلا يتفق كل الأطباء مع الآراء السابقة، فقد قال طبيب في الكلية الملكية في لندن أن الماء مهم للغاية وبصفة خاصة للصغار وكبار السن، وله أثر على نضارة الوجه، وذلك وفقاً لصحيفة LA Times.
ويرى العديد من الأطباء أن التجارب الشخصية تثبت أن شرب الكمية الموصى بها سابقاً من الماء لها أهمية في استعادة السوائل التي يفقدها الجسم خلال اليوم.
وبالإضافة إلى ذلك، يقول الأطباء المؤيدون لشرب الكثير من الماء أن شرب الكمية الكافية تُنتج حوالي 6.3 لتر من البول واضح اللون أو خفيف الصُفرة، وهذا يعني أن الشخص قد تناول السوائل الكافية.
وهناك عوامل تشير إلى الحاجة لزيادة أو تقليل شرب الماء، مثل زيادة النشاط البدني، المرض مثل القيء أو الإسهال، البيئة الجافة، الوجود على ارتفاعٍ عال، والبيئة الحارة أو الرطبة.
ووفقاً لصحيفة Daily Mail ، فإن الفاكهة والخضروات تساعد أيضاً على ترطيب البشرة، فقد توصلت دراسة في جامعة أبيردين الإسكتلندية أن الفواكه والخضراوات تساعد على الترطيب مرتين بقدر كوب من الماء لاحتوائها على الأملاح والسكريات والأملاح المعدنية.
الموضوع مترجم عن النسخة الإسبانية لـ "هافينغتون بوست". للحصول على النسخة الأصلية، اضغط هنا.