معظمنا يحظى بليالي نوم غير مريحة عند مبيته في مكان آخر غير فراشه، إذ نجد صعوبة في الاستغراق في النوم، حتى في أفخم أماكن الإقامة المُجهزة بكل سُبُل الراحة، وهناك سببٌ علمي وراء ذلك الأمر.
وقالت الطبيبة ميليسا مور، خبيرة النوم في مستشفى فيلادلفيا الأميركية للأطفال، في حديثها مع مجلة Condé Nast Traveller الأميركية: "يقل استغراق أحد النصفين الدماغيين في النوم عن النصف الآخر في أول ليلةٍ يقضيها المرء في بيئةٍ جديدة، وقد يُسبب هذا الاختلاف في قدر النوم الذي يحصل عليه كل نصفٍ دماغي صعوبةً في الاستغراق في النوم".
إذ يبقى النصف الأيسر للمخ في حالة اليقظة طوال الوقت الذي تحاول النوم فيه تقريباً، على الرغم من أن النصف الأيمن للمخ يقول للأيسر أن يتوقف عن القلق ويدعك تغفو. ولحسن الحظ، فإن عدم اتفاق نصفي المخ يحدث على الأغلب في أول ليلة فقط، وهذا يعني أنه بعد ليلة نومٍ مضطربة ستتمكَّن في اليوم التالي بسهولة أكبر.
ووفقاً لما ذكرته ميليسا، فإننا نربط بين النوم والبيئة المُحيطة كما يفعل الأطفال الرُضَّع. فعلى سبيل المثال، هناك من يُفضِّل النوم في مواجهة باب الغرفة، أو على وسائد ناعمة، أو في إضاءةٍ ليلية خافتة، أو على وقعِ نغماتِ آلةٍ صوتية، لذا، فحين نفتقد هذه الأشياء في أحد الأماكن الجديدة، ستضطر أدمغتنا للتكيُّف مع البيئة الجديدة.
حتى عندما ننام في فراش مختلف في المنزل نفسه، ومع توفر كافة سبل الراحة، نستيقظ من أربع إلى ست مراتٍ في وسط النوم، وهذا الأمر يزيد أكثر عند النوم في الفنادق، كما نحتاج إلى وقتٍ أطول بقليل للعودة إلى النوم مرةٍ أُخرى.
وأضافت ميليسا قائلةً: "بعد كل دورة نوم، تستيقظ أدمغتنا لفترةٍ قصيرة، ولكننا بارعون في العودة سريعاً إلى النوم مرةٍ أُخرى لدرجة أننا لا نلاحظ أننا استيقظنا وسط النوم. إذ تكون كل وسائل الراحة المُفضَّلة وقت النوم موجودة، سواءً كانت وسادتين، أو تلفازاً، أو آلة صوتية، أو غيرها من الوسائل، ولكن عندما نبيت في مكانٍ آخر ولا نجد هذه الوسائل المفضلة تصبح عودتنا مرةً أُخرى إلى النوم أصعب".
كيف تنعم بنومٍ مريح في مكانٍ غريب؟
ومع أنَّ كل الظروف تبدو ضدكم وتحول بينكم وبين أن تغُطوا في نومٍ هادئ في إحدى الغُرف الفندقية، هناك بعض الطُرق التي يمكنكم اتباعها لتنعموا بنومٍ هادئ وأحلامٍ سعيدة.
إذ تنصح ميليسا رواد الفنادق قائلةً: "حاولوا أن تظلوا مستيقظين في الصباح عند وصولكم إلى غرفتكم الجديدة بدلاً من النوم، مع التعرُّض لأكبر كميةٍ ممكنة من ضوء الشمس إمّا بالتنزه خارج الفندق، أو بفتح ستائر الغرفة".
وتقترح ميليسا أيضاً تناول الطعام وفقاً لأوقات الوجبات المعتادة في المنطقة الزمنية الجديدة التي وصلتم إليها، ثم حاولوا أن تجعلوا الغُرفة مُشابهةً لغرفة نومكم في المنزل قدر المستطاع، وحافظوا على ثبات البيئة المُحيطة كما هي طوال الليل، على سبيل المثال، لا تُطفئوا الآلة الصوتية إذا استيقظتم بعد أربع ساعاتٍ من النوم، بل اتركوها كما هي.
وتضيف ميليسا: "ينزل بعض الأشخاص في السلاسل الفُندقية ذاتها التي ينزلون فيها كل مرة، أو يُحضرون معهم وسائدهم الخاصة أو الملابس التي ينامون بها في منازلهم، لتجنب هذه المعضلة الكبيرة".
تستكمل ميليسا نصائحها قائلةً: "تجنبوا تناول الكافيين من العصر وحتى وقت النوم، ولا تستخدموا الأجهزة الإلكترونية لمدة ساعة قبل نومكم، إذ تتسبب الأجهزة الإلكترونية (وخاصةً الطول الموجي لموجات الضوء الأزرق) في الإعاقة المؤقتة لإفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن الشعور بالنعاس في الدماغ.
فنادق الليالي السعيدة
سهَّلت بعض الفنادق هذا الأمر على المُسافرين، إذ دشَّنَ فندق ريتز كارلتون، الذي يقع في مدينة دالاس بولاية تسكاس الأميركية، مبادرةً جديدة تحت عنوان "جناح الليلة السعيدة" حيث يمكنك أن تطلب تزويد الجناح بالعديد من وسائل الراحة مثل سُدادات الأذن المانعة للضوضاء، وقناع العينين، والوسائد الباردة، وشاي الأعشاب المُحفَّز على النوم، ورذاذ من نوع لافندر لينين لتلطيف الجو، وقُرص مدمج يحتوي على موسيقى مُهدِّئة.
فيما يحتوي منتجع MGM Grand الفندقي في لاس فيغاس بولاية نيفادا الأميركية على مجموعة غُرف باسم "حافظ على صحتك" والتي تتميز بأنظمة تنقية الهواء، بينما يحتوي فندق هيرميتاج في مدينة ناشفيل عاصمة ولاية تينيسي الأميركية على قائمةٍ بأنواعٍ مختلفة من الوسائد.
لذا، عند سفرك في المرة المقبلة حاول اختيار فندق يحتوي على هذه المزايا، أو استمع لنصائح ميليسا السابقة، فلا أهم من النوم والراحة أثناء إحدى السفريات.
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن مجلة Condé Nast Traveler الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.