ليس غريباً أن صعوبات تحقيق التوازن بين مطالب العمل والحياة الشخصية صارت مشكلة متزايدة.
ويُسهم تغيير التركيبة السكانية والوظائف الشاقة في إنتاج حلقة مفرغة، تبدأ بتراكم التوتر والليالي الطوال تدريجياً، مما يؤدي إلى ضعف الأداء في العمل، والتغيُّب، وفي نهاية المطاف، الإجازة المرضية طويلة الأجل.
يسلط تقرير صدر مؤخراً، بعنوان "كسر الدائرة"، الضوءَ على توليفة من الإجهاد المهني والشخصي، كاشفاً عن أن واحداً من بين كل أربعة موظفين توقف عن العمل بسبب الإجهاد في العام الماضي – وهي إحصائية وُصفت بأنها "قنبلة الإجهاد الموقوتة".
المشكلة الرئيسية هي أن المُسببات التي تبدأ هذا التدهور تكون خفيةً في كثير من الأحيان، ولا يتداول الحديث عنها أو مواجهتها.
ما يبعث على القلق، أن التقرير وجد أن أكثر من نصف الموظفين يعترفون بشعورهم بعدم القدرة على مناقشة رئيسهم في مشاكلهم المرتبطة بالتوتر. وبالتالي تستمر الدورة دون انقطاع، وإذا تُرك الأمر دون معالجة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل كبيرة للصحة النفسية.
لذلك إذا كنت تواجه مشكلة، أو كنت قلقاً حيال الإجهاد، كيف يمكنك أن تبدأ هذا الموضع مع رئيسك؟ فيما يلي أفضل خمس نصائح لديّ لتأخذها في اعتبارك.
اكسر حاجز الصمت
صوتك يهم، والتواصل هو أفضل حجر بناء تستخدمه للقضاء على الوصمة المرتبطة بالصحة النفسية في أماكن العمل. يعتمد "كسر الدائرة" على أن يفعل ذلك كل من الموظفين وأرباب العمل، وأن يفتحوا خطوطاً للتواصل.
كيف ومتى تفعل ذلك؟
فكِّر في خلق بيئة، حيث يمكنك أن تشعر بالراحة. ربما تفضل تنظيم اجتماع لضمان أن تحظى باهتمام مديرك بالكامل على انفراد. أو ربما لقاء في الصباح الباكر، قبل أن يزدحم العمل ويتشتّت انتباه رئيسك بأمورٍ أخرى. دعهم يعلمون أنك ترغب في التحدث في مسألة هامة ليتأكدوا من منحك وقتاً دون انقطاع.
كمّ ونوع المعلومات التي ستشاركها
ائت بخطة واضحة واكتب النقاط التي ترغب في مناقشتها، إذ سيساعدك ذلك على ترتيب أفكارك وضمان عدم نسيان أي شيء. كمّ المعلومات التي تود قولها يعود إليك بالكامل، ولكن إذا كنت تريد لرئيسك أن يساعدك، حاول أن تكون صادقاً ومنفتحاً قدر الإمكان. معظم رؤساء العمل يريدون المساعدة ولكنهم لا يستطيعون التدخل في أمورك إلا إذا سمحت لهم، لذا فنوع المعلومات التي تقولها لهم مهم جداً.
إذا كنت لا تطلب فلن تحصل على ما تُريد
يمكن أن يكون التدخل بسيطاً كتلقي دعم إضافي من مديرك المباشر، ولكنك لن تعرف دائماً ما المساعدة المتاحة إلا إذا طلبتها.
إلى من يجب أن تتحدث؟
فكر ملياً فيمَن يمكنك الوثوق بهم في الشركة، ومَن هو الأقدر على مساعدتك.
يمكن أن يكون مديرك المباشر، أو ممثل قسم الموارد البشرية، أو زميلا لك.
اتفق مع مديرك على أي خطة لعمل تغييرات، وخذ الوقت اللازم لمناقشة التقدم المحرَز ومراجعة كيف تحسنت الأمور. حاول اتخاذ خطوات صغيرة سهلة، بدلاً من إجراء تغييرات جذرية دفعة واحدة. الأهم، هو أن تلتزم بالتحسن، إلى جانب دعم رئيسك.
وتذكر:
• الأمر في صالِحكُما معاً. من الصعب العثور على الأشخاص الطيبين، وما لا يريده رؤساء العمل هو موظف كان يعمل بجد وذو ضمير، وانخفضت إنتاجيته ويواجه احتمال أخذ إجازات مرضية طويلة الأجل.
• واجه واحدٌ من بين كل ثلاثة أشخاص مشاكل نفسية في العمل، لذا أنت لست وحدك، وهناك فرصة كبيرة أن رئيسك قد تعامل مع حالات مماثلة لحالتك من قبل.
• لديك حقوق. كل منظمة لديها واجبات قانونية بموجب قانون المساواة، لإجراء تعديلات معقولة وعدم التمييز في التوظيف أو الإبقاء على ترقية الموظفين.
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة البريطانية لـ"هافينغتون بوست". للاطلاع على النسخة الأصلية، اضغط هنا
>.