اختراعها يحمينا من الرائحة الكريهة.. هذا ما يحدث عند صرف مرحاض الطائرة!

ما لم تكن مسافراً على الدرجة الأولى، أو تستقل طائرة خاصة، فإن حمامات الطائرة تكون بلا نوافذ وضيقة، وعادة ما تنبعث منها رائحة المنظفات الرخيصة، وعلى الرغم من ذلك، فقد أبلت بلاء حسناً؛ إذ نادراً ما تحصل تلك المراحيض على التقدير الذي تستحقه.

عربي بوست
تم النشر: 2016/11/28 الساعة 00:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/11/28 الساعة 00:22 بتوقيت غرينتش

ما لم تكن مسافراً على الدرجة الأولى، أو تستقل طائرة خاصة، فإن حمامات الطائرة تكون بلا نوافذ وضيقة، وعادة ما تنبعث منها رائحة المنظفات الرخيصة، وعلى الرغم من ذلك، فقد أبلت بلاء حسناً؛ إذ نادراً ما تحصل تلك المراحيض على التقدير الذي تستحقه.

خاصة أن الطائرات في الماضي كانت تحلق فترات أطول، ومن المؤكد أن شخصاً ما، في مكانٍ ما، كان هو أول من قضى حاجته على متن الطائرة، فمن هو يا تُرى رائد قضاء الحاجة؟ الشخص المجهول الذي لم يسجل التاريخ معلومات عنه.

محتويات المرحاض تتناثر في كل أرجاء الطائرة.. تخيّل مدى القرف!


وبحسب صحيفة The Telegraph البريطانية، فقد سُجلت بعض الحقائق المثيرة للاهتمام، فعلى سبيل المثال، لم يتمكن الطيارون في الحرب العالمية الثانية من استعمال المراحيض الموجودة على متن طائرات لانكستر القاذفة للقنابل، فغالباً كانت ممتلئة في ظل هذا الظرف الصعب، أو كانت صعبة الاستخدام.

فيما وصف أحد الطيارين المجهولين مدى كراهيته مراحيض الطائرات قائلاً: "في أثناء تحليقنا في الأجواء العاصفة، كانت محتويات المرحاض تتناثر على أرضية الطائرة والجدران والسقف، وكان لا يبقى داخله إلا القليل".

وأضاف الطيار قائلاً: "لا يمكن أن تتصور كيف كان الوضع عندما تحاول التغلب على الخوف ودوار الجو، بينما تجد صعوبة في إزالة الأغراض الكافية في هذا المكان الضيق، وفي الوقت نفسه تحاول استخدام المرحاض، وكان هذا المرحاض الكريه دائماً ما يمتلئ في أثناء الرحلات الطويلة، وعندما تحدث الاضطرابات الجوية، كان لا بد أن يتلوث النصف السفلي لمن يستخدمه، كان ذلك إحدى الذكريات المؤلمة عن الحرب بالنسبة لي".

بينما كان بعض الطيارين يفضلون قضاء حوائجهم في بعض الأوعية، ثم يلقونها من النافذة، وقد شاع إلقاء تلك المراحيض الممتلئة على الأهداف الألمانية جنباً إلى جنب مع القنابل، في نموذج مبكر للحرب البيولوجية.

اختراع مراحيض الضغط.. خلّصت من الرائحة الكريهة والفضلات المتناثرة بالأرجاء



لم يظهر اختراع جيمس كيمبر لمراحيض الضغط الحديثة حتى سبعينات القرن الماضي؛ إذ كانت شركة بوينغ أول من ثبتت هذه المراحيض عام 1982.

فيما كانت المراحيض قبل ذلك التاريخ ما هي إلا صناديق غير عملية، وتستخدم كميات كبيرة من السائل الأزرق الذي كان يسمى سكاي كيم، كما كانت هذه المراحيض عرضة للتسريب، لذا عندما تقف في طابور دخول المرحاض المرة القادمة على ارتفاع 30 ألف قدم، اعتبر نفسك من المحظوظين.

إذ يستخدم جهاز كيمبر كميات قليلة من السائل، ولكنه يعتمد على وجود طلاء لا تلتصق به الأشياء وسحب الفضلات بالضغط، ويوضح الفيديو أدناه الكفاءة التي يعمل بها.



منذ ذلك الحين، لم تكن هناك أي تطورات كبيرة في تكنولوجيا مراحيض الطائرات، اتباعاً لمبدأ إذا لم يتعرض للكسر، فلا تصلحه، بينما كان الشيء الوحيد الجدير بالملاحظة، هو أن مرحاض الطائرة "بوينغ 787 دريملاينرز"، يغلق ذاتياً، كما أن بعض المراحيض أصبحت أصغر، مما يضيّق الخناق على مستخدميها.

هل تصرف النفايات في الجو؟


يقول باتريك سميث، طيار ومؤلف كتاب "قمرة القيادة السرية" وهو كتاب حول السفر جواً، إنه لا توجد وسيلة للتخلص من النفايات في أثناء الرحلة.

وأضاف: "في نهاية الرحلة، يتم سكب السائل الأزرق على الفضلات، ثم يتم سحب كل ذلك إلى شاحنة بخزان، قد تكون وظيفة سائق هذه الشاحنة أدنى من مساعد الطيار، إلا أن راتبه أفضل".

وقال سميث: "يذهب السائق إلى الجزء الخلفي من المطار، ثم يفرغ محتويات الخزان والنفايات خلسةً في مصرف خلف موقف السيارات، في الحقيقة أنا لا أعرف حقاً ماذا يفعل في النفايات، ولكنه قد حان الوقت لبدء قصة أسطورية جديدة".

فيما يستحيل تفريغ نفايات الركاب من الطائرة عمداً، ولكن هناك حالة واحدة فقط، أن يحدث عن طريق الخطأ.

إذ قال كابتن سميث إن أحد الأشخاص فاز ذات مرة في دعوى قضائية، بعد أن سقطت قطعة ثلج أزرق من طائرة على حجرة القيادة في قاربه الشراعي فكسرته، وكان ذلك بسبب تسرّب من الفوهة الخارجية للمرحاض، فتجمدت بعض المياه المتسربة، وازداد حجم الثلج، ومن ثم سقطت مثل قنبلة ثلجية زرقاء.

وإذا كنت تعتقد أن ذلك شيء سيئ، فقد تعطّل محرك طائرة 727 ذات مرة بسبب دخول قطعة من فضلات المراحيض المجمدة فيه، ومن هذا الموقف جاءت جملة: "عندما دمّرت الفضلات المحرك النفاث".

– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Telegraph البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد