بعض البشر يكونون أكثر عرضة من غيرهم لظهور الشخصية النرجسية، والتي تتميز بالتمركز الذاتي "كل شيء يدور حولي!"، العظمة "أنا أفضل منكم!"، والغرور "انظروا إلى شكلي!".
وبحسب موقع Scientific American فإن النرجسية تنطوي على صفات نفسية متعددة الأوجه والدوافع والاحتياجات، والتي تؤثر على طريقة تفكير الشخص، وكيف يشعر ويتصرَّف.
ونظراً لهذا التعقيد، فتطور هذا النوع المتطرف من حب الذات ليس بهذه البساطة مثل وراثة جين معين أو حتى المعاناة من حدث معين، بل هي مزيج معقد من العوامل الوراثية، والنفسية، والبيئية.
الآن نعرف المزيد عن الجانب النفسي من المعادلة، وقد حدد الباحثون حتى الآن مسارين رئيسين يمكن أن يؤديا إلى ميول نرجسية، ويتضمن السيناريو الأول الأطفال الذين يتلقون ردود فعل إيجابية غير مشروطة من أحد أفراد الأسرة، أو المعلم أو المدرب، على الرغم من عدم وجود سمات تستحق هذا المديح.
نظرية التعلم الاجتماعي، عند تطبيقها على تطور الشخصية النرجسية، تتوقع أن الشخص الذي يتلقى الإعجاب المستمر، بغض النظر عن قدرته الفعلية، سيتوقع مثل هذا المديح من الجميع، قد يفشل مثل هؤلاء الأطفال في فهم كيف على المرء أن يعترف بكل من عيوبه وفضائله.
بينما يشمل المسار الثاني على السيناريو المعاكس، الأطفال الذين ينشؤون في أسر جافة المشاعر محرومين من التقدير، هؤلاء كذلك من المحتمل تطور شخصياتهم إلى النرجسية لأن عدم كفاية التقدير والدعم من الأسرة يكون أمراً مؤلماً ومحبطاً جداً.
ويلجأ الأطفال للتعامل مع هذا الإحباط بحماية أنفسهم عن طريق قمع المشاعر السلبية واستبدالها، بتضخم مفهوم الذات بشكل غير واقعي يتعارض مع مهاراتهم وإنجازاتهم الحقيقية، ولدعم وجهة النظر هذه، سوف يتوقّعون الإعجاب المستمر من الآخرين.
هذه الأنماط يمكن أن يكون من الصعب تغييرها، في البداية يقدم النرجسيون انطباعات أولى جيدة، لكنهم يبذلون جهداً مضنياً من أجل الحفاظ على علاقات طويلة المدى سواء على المستوى الشخصي أو المهني.
ورغم أن بعض الباحثين قد بدأوا في تطوير العلاج النفسي للحد من الصفات النرجسية، لكن للأسف النرجسيون غالباً لن يعترفوا بأنهم في حاجة إليها.
– هذا الموضوع مترجم عن موقع Scientific American. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.