بدأت عروض الأزياء الرجالية التي تستضيفها لندن لعرض تصاميم ربيع وصيف العام 2017، حيث تستضيف العاصمة البريطانية عدة عروض، ومن بعدها فلورنسا وميلان الإيطاليتين، وباريس الفرنسية، ونيويورك الأميركية المزيد من عروض أزياء الرجال خلال الأسابيع المقبلة.
سوق الملابس الرجالية العالمي واصل ازدهاره في مجال الأزياء، ومشاركته في عروض أزياء الرجال، حيث ظهر العديد من الملابس بمختلف الإطلالات والأذواق، من الملابس الراقية حتى أزياء الشوارع المشهورة.
هل طغى الطابع النسائي؟
رأى مهتمون بعروض الأزياء أن اهتمام الرجال بتلك العروض أصبح أكثر نسائيةً، فقد ظهرت بعض التقاليع الغريبة خلال هذا الموسم، فاستخدم بعض عارضي الأزياء الرجال أحمر الشفاه، والإكسسوارات خلال العروض.
ولوحظ أيضاً الاستخدام الفج لبعض الألوان والأقمشة النسائية المزكرشة بالورود والفراش، بالإضافة إلى الحقائب والأحذية القريبة الشكل والتصميم من نظرياتها النسائية.
وقد أخذ البعض على هذه الصيحات التي استخدمت تصاميم وألواناً نسائية، أن ارتداء الرجال لهذا النوع من الملابس قد لا يلقى الرواج المطلوب في المجتمعات المحافظة.
إلا أن البعض الآخر دافع عن هذا الأمر من منطلق أن كثيراً من النساء – خاصةً في عروض الأزياء النسائية -، يتجهون لارتداء أزياء وتصاميم رجالية.
كما رأوا اعتبار ارتداء النساء بعض التصاميم الرجالية أمراً عادياً وغير مستهجن، في وقت يُستنكر فيه استخدام الرجال لتصاميم نسائية، أمراً غير عادل.
نهاية عروض أزياء الرجال قريباً؟
بعض العلامات التجارية ومصممي الأزياء الكبار قرروا عدم المشاركة في عروض أزياء الرجال هذا العام، وأعلن آخرون عن خطتهم لدمج أزياء الرجال والنساء معاً.
وقد أثار هذا الأمر تساؤلات حول مستقبل عروض أزياء الرجال، خاصةً مع ظهور توجّه عام لإلغائها بشكل تدريجي من التقويم السنوي لعروض الأزياء في أوروبا.
ففي ميلان، قرر 10 من مصممي الأزياء الكبار عدم المشاركة في عروض أزياء الرجال لهذا العام، فيما يسمى بأسبوع الموضة، الذي أقيم الجمعة الماضي، وذلك بالرغم من اعتياد دور الأزياء العالمية المشاركة في عروض أزياء الرجال، التي تقام قبل شهور من عروض أزياء النساء كل عام.
كان من بينهم Ermenegildo Zena وCalvin Klein وBottega Veneta وKering's Brioni.
بالإضافة إلى مجموعة Burberry وTom Ford، وأيضاً Gucci، الذين أعلنوا سابقاً عن خطتهم لدمج عرض أزياء الرجال والسيدات معاً.
أيهما أنجح في عالم الأزياء؟
تنجح عروض أزياء السيدات في جذب المشاهير من النساء والرجال أيضاً، حيث يظهر خلالها حشود غفيرة من المصورين والمحطات التلفزيونية والإذاعية التي تتسابق لنقلها.
كما تحظى بصدى واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما يلاحظ انخفاض هذا الظهور بشكلٍ واضح أمام منصات عروض أزياء الرجال.
ويؤكد بعض المطلعين على صناعة الأزياء أن عروض أزياء الرجال المنفصلة قد تكلف مئات آلاف الدولارات، إلا أنها لم تعد ترجع بفائدة على الماركات التجارية العالمية، إذ تضررت بشدة من تباطؤ المبيعات العالمية.
وبحسب مؤسسة Euromonitor International، فإنها تتوقع أن ترتفع مبيعات مصممي الملابس الرجالية في الولايات المتحدة في العام 2020 إلى 40 مليون دولار سنوياً، بزيادة 6.7% عن العام 2015.
وعلى النقيض، فإن التوقعات أفضل بالنسبة للملابس النسائية، حيث يُتوقع ارتفاع أكبر في مبيعات الملابس النسائية بنسبة 7.7% لتصل إلى حوالي 75 مليار دولار خلال نفس الفترة.
أما في المملكة المتحدة فأكد مجلس الأزياء البريطاني أن صناعة الأزياء ساهمت بزيادة 40 مليار دولار في اقتصاد البلاد، وأشارت أبحاث إلى أن سوق أزياء الرجال نما بشكلٍ أسرع من السوق النسائي.
كيف بدأت عروض الأزياء الرجالية؟
تعتبر العاصمة البريطانية لندن مكان مولد عروض الأزياء الرجالية، وذلك بعدما أطلقت أسبوع الموضة المخصص للرجال في يناير/كانون الثاني من العام 2012، لتبدأ كثير من المدن الأخرى في تقليد تلك الصيحة بإقامة معارض خاصة بأزياء الرجال.
وفي العادة يقام أسبوع الموضة الرجالية مرتين في السنة في المدن الرئيسية بجميع أنحاء العالم، مرةً في مطلع العام لعرض الأزياء الخريفية والشتوية، ومرةً أخرى في مطلع يونيو/حزيران لعرض ملابس الصيف والربيع.