هل تتذكر مشاعرك وأنت تحضر دورة تدريبية تغالب فيها النوم رغم أن موضوعها يدخل في دائرة اهتمامك؟! حسنا هذه الدورة لا تنتمي إلى هذا النوع.
فكما كانت عادة أسعد طه أبرز مخرجي الأفلام الوثائقية في العالم العربي، أن يختار لنفسه منطقة فريدة للعمل لا ينافسه فيها كثيرون، فقد اختار كذلك أن يجعل من التدريب على الأفلام الوثائقية تجربة فريدة تشبه برامج تلفزيون الواقع التي تدور أحداثها بين متنافسين تم اختيارهم بعناية ليواجهوا الطبيعة بأدوات محدودة.
اختار طه لدورته التدريبية "كيف تحكي الحكاية" أن تكون على شكل مخيم تدريبي في قرية تركية تقع بين أحضان الجبال والأنهار والغابات تسمى "دوكوز دييرمن" أو "الطواحين التسعة" وعن سبب إختياره هذه الطريقة لإقامة التدريب يقول: " لكي تكفل معايشة كاملة بين المدرب والمتدربين على مدار أربع وعشرين ساعة في ظروف طبيعية وواقعية بعيدا عن رفاهية الفنادق ومقاربة مع واقع العمل في العمل الوثائقي".
وعلى مدى أسبوع اجتمع شباب وشابات من 7 دول عربية للتدريب على أساسيات صناعة الفيلم الوثائقي، حيث كانت الجلسات أحيانا تحت شجرة أو في كوخ أو على شاطئ النهر، ثم كانت الغابة الممتدة مسرحا لتصوير المشاريع التدريبية المختلفة.
دعاء الشامي الصحفية المصرية التي حضرت التدريب قالت في لقاء مسجل: "أنا تعرضت للخديعة.. تصورت أنني آتية لحضور دورة تدريبية، لكن اكتشفت أنني أحضر تلفزيون الواقع الوثائقي، اكتشفت أن المكان بديع، وطريقة التدريب بديعة، أنا لا أسميه تدريبًا، أسميه معايشة لأننا نبدأ يومنا من السابعة صباحًا وحتى العاشرة مساء ..نحكي ونتحدث عن الفيلم الوثائقي" وتضيف: "تصورت أن المكان جميل، لكن أن نحصل دروس الوثائقي وسط صوت النهر الممتزج مع أصوات العصافير، هو أمر أشبه بالخيال، لابد أن تخرج منك أبدع الأفكار.. أعتبر ما مررنا به هو دعوة لحضور ما أسميه سحر الحكاية.. وكأن ساحرًا دعاني لرؤية الكيفية التي يخرج بها حيله".
دعاء كانت ضمن مشاركين من مصر، وتونس، والمغرب، وسوريا، والعراق، واليمن ..أنتجوا خلال فترة المخيم 4 أفلام وثائقية قصيرة.
طه وعد بتكرار التجربة بعد انتهاء شهر رمضان القادم وفي الغالب سوف تكون أيضًا في تركيا.