هكذا كان حال الكويت قبل الانترنت!

وفي المساء يجتمع الإخوة الكبار لمتابعة المسلسلات الأجنبية الجميلة والوحش والمسلسل الفضائي الغزاة، كنا نتابع تلك المسلسلات بتمعن وإثارة.. ولن أنسى وأتذكر دوماً حين كان يداهمنا أبي حين يجدنا نسهر، وحين يصحو من نومه فجأة لتفقدنا حين نتأخر في سهرتنا فوق الساعة العاشرة

عربي بوست
تم النشر: 2016/05/03 الساعة 03:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/05/03 الساعة 03:09 بتوقيت غرينتش

تن تن تن تن.. تن تن
هنا إذاعة الكويت
إذاعة الكويت من مدينة الكويت.
ساعة الصباح أعلنت تمام السادسة صباحاً.!

يا صباح المسك والعنبر، وصباح الخميس المميز، من يتابعوننا منذ فترة كانت الحياة أجمل مما نحن فيه، نضبط ساعتنا ع برامج الإذاعة التي كنا نتابعها منذ الصباح حتى المساء، نيستيقظ ونتحرك لنرتدي ملابسنا لنستقل باص مدرستنا، والراديو الصغير بحوزتي لمتابعة ما تبثه إذاعتي المفضلة المتابعة لي بحب وحرص.. وحين انتهاء الدوام المدرسي الساعة الواحدة أفتح مؤشر إذاعتي؛ لكي أتابع برامج الظهيرة، وما يطلبه المستمعون، ومشاركة المستمعين الإذاعة في بث مشاكلهم؛ لحلها عبر مسؤولين متخصصين وسريعين كسرعة البرق.

أبقى على اتصال مع إذاعتي حتى نهاية سهرتها، أما أهلي وإخواني فيتواصلون في الفترة المسائية؛ لمتابعة قناة الاتصال الجماهيرية لدى الغالبية العظمى من الناس، جهاز التلفزيون الصغير لمتابعة سهرة الخميس مع المميزة أمينة الشراح والبرنامج العام يستمر طوال اليوم، ومن البرامج المميزة التي كانوا يتابعونها البرنامج الديني للمرحوم الشيخ عبدالله النوري والدكتور خالد المذكور، ولا يمكن أن أغفل أيضاً البرنامج السياسي "المائدة المستديرة الذي يقدمه عبدالله النفيسيّ، وكان يوم الجمعة يوم الاجتماع للأسرة أجمع حول المائدة، سواء إفطار وغداء وعشاء، يوم الجمعة تجتمع الأسرة ظهراً خصوصاً الأب والإخوة حول المصارعة الحرة، والعصر الأم والبنات يجتمعن حول الشاشة الصغيرة في انتظار الأفلام العربية الأسود والأبيض.

وفي المساء يجتمع الإخوة الكبار لمتابعة المسلسلات الأجنبية الجميلة والوحش والمسلسل الفضائي الغزاة، كنا نتابع تلك المسلسلات بتمعن وإثارة.. ولن أنسى وأتذكر دوماً حين كان يداهمنا أبي حين يجدنا نسهر، وحين يصحو من نومه فجأة لتفقدنا حين نتأخر في سهرتنا فوق الساعة العاشرة، يصرخ بوجهنا ويقرعنا بالنظر علينا، ويقول الساعة واحدة ليلاً؛ ليزيد عن الوقت الأصلي ثلاث ساعات إضافية، حنين لا يُنسى لتلك المواقف التي أتمنى أن تعود بجماليتها وتفاصيلها الشيقة.. ما أجمل تلك الأيام! وما أجمل الاحترام للأب وقوة تربيته حين كنا نحسب له تيليريون حساب لا خوفاً، بل محبة عميقة نكنها له، وما زال هذا الاحترام موجوداً وكأنه الآن.. لن نقول كان زمان، بل نقول هذا هو الزمان الجميل، وذكرياته التي دوماً على البال.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد