تعتبر موجة الهجرة الحالية إلى أوروبا الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، حيث لا يمرّ أسبوع إلا ويحط آلاف المهاجرين القادمين من سوريا والعراق ودول أخرى أقدامهم على شواطئ اليونان وإيطاليا، رغبةً في بدء حياة جديدة بعد ما شردوا ودمرت بيوتهم.
وخلال هذه الرحلة، يلاقي المهاجرون صعوباتٍ جمة، تضع أرواحهم على المحك، بدايةً من محاولة عبور البحر والمكوث في الغابات لأيام، حيث يتعرّضون لدرجات حرارة منخفضة واحتمالية الإصابة بأمراضٍ مميتة.
وفيما يلي نقدّم نصائح من شأنها المحافظة على سلامة المهاجرين الذين قرّروا سلوك هذه الرحلة الخطرة، نقلاً عن موقع "News That Moves" المتخصص بأخبار اللاجئين.
احذر سترات النجاة الرديئة
تعرف مدينة إزمير التركية، كونها إحدى نقاط انطلاق اللاجئين الهاربين على القوارب من تركيا إلى جزيرة خيوس اليونانية، وهناك ازدهرت تجارة بيع سترات النجاة في كل مكان بالمدينة، إلا أن الكثير من السترات المعروضة للبيع قد تتسبّب في مقتل المهاجرين نظراً لرداءة جودتها.
وقد حذرت السلطات التركية والشركات المصنعة من أن العديد من السترات المشهورة هي مزيفة معبأة بحشوات رخيصة من الاسفنج أو حتى من الورق التي تمتص الماء، وقد تسبب في غرق الشخص بدلاً من إبقائه طافياً على الماء.
شركة "سيت غودورغلو" – إحدى الشركات التركية المصنعة لسترات الإنقاذ -، قالت لصحيفة "حريت نيوز" التركية أن سترات الإنقاذ من نوع "100 نيوتن" هي الأفضل، إذ أن بإمكانها أن تبقى الشخص طافياً لمدة تصل إلى 12 ساعة، حتى لو كان الشخص فاقداً للوعي.
يبلغ سعر التجزئة للسترات الواقية الأصلية ما بين 100-150 دولاراً أميركياً، أما السترات دون المستوى فتباع بأقل من 12 دولاراً للسترة الواحدة.
وقد يشير التفاوت في السعر إلى فرق جودة النوعين، لكن ذلك ليس ضماناً كافياً على ذلك. فالسترات الواقية الآلية مصنوعة من علامات تجارية معروفة ذات السمعة الطيبة، وتتفق مع المعايير الدولية، وينبغي أن تحمل ملصقات تبين القياس ومستوى الطفو ورقم شهادة ضمان وتعليمات الاستخدام بأربع لغات.
اختيار الوقت المناسب للإبحار
بعد اختيار سترة النجاة، وفي حال عزمت على عبور البحر، فيمكنك التعرّف على حالة البحر ودرجة الحرارة من خلال المجموعات الخاصة بالمهاجرين على فيسبوك مثل هذا، أو الدخول على هذا الموقع.
حال حدوث أي طارئ أثناء الرحلة كغرق الزورق المطاطي المعروف بالـ "البلم" أو القارب، فإنه يمكنك الاشتراك في هذه المجموعة على فيسبوك، حيث سيقوم القائمون عليه بأخذ إحداثيات المكان من المهاجرين ليتصلوا بخفر السواحل التركي أو اليوناني ويطلبوا مساعدتهم، كما يمكن متابعة أخبار الرحلات بشكل يومي من عليه.
البرد الشديد وكيفية التغلّب عليه
قد تنخفض درجة الحرارة إلى -10 درجات مئوية في بلد كاليونان، ما قد يسبب حالات طوارئ صحية خطرة، و يصبح الوضع أكثر سوءاً إذا كان المهاجر متواجداً في ماء بارد لفترات طويلة من الوقت، أو أصبحت ملابسه مبتلة أو رطبة ولا يمكن تجفيفها بسرعة كافية لمنع تعرّض درجة حرارة الجسم إلى الهبوط إلى مستويات خطيرة.
وتزداد الخطورة بالنسبة للأطفال وكبار السن والمرضى لاحتمال تعرّضهم لهبوط حاد في درجة حرارة الجسم، أو لقضمة الصقيع التي قد تعرض حياتهم للخطر، لذا يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية الجميع، وإليك بعض النصائح التي قد تفيدك في هذه الظروف:
- احتفظ بالبطانية المصنوعة من الألمنيوم التي أعطيت لك على الشاطئ، وإذا كان لديك البطانية ذات الجانب الفضي من وجه واحد والذهبي من جهة أخرى، الرجاء التأكد من أن الجانب الذهبي يواجه السماء، حيث يعمل ذلك على حفظ حرارة الجسم. هذه الأغطية خفيفة الوزن وفعالة للحفاظ على الشعور بالدفء كلما أمكن ويسهل حملها معك في كل مكان.
- إذا أُعطيت بطانية من الصوف، تأكّد من حملها معك فقد لا تحصل على واحدة أخرى. إذا ابتلت البطانية بالماء، اتركها واطلب أو اشتر واحدة جافة إذا كان باستطاعتك ذلك. وقد تحتاج إلى شراء حقيبة أو كيس للنوم فقد يكون من الأسهل حمله والتنقل به.
- حاول أن ترتدي طبقات من ملابس خفيفة الوزن؛ إذا كنت ترتدي العديد من السترات والقمصان تحت الكنزات الصوفية، فهذا يساعد على محاصرة الهواء الدافئ داخل جسمك وتبقى أكثر دفئاً لفترة أطول.
- اهتم بغطاء الجسم والرأس والمناطق المكشوفة الأخرى مثل الأنف والأذنين والخدين جيداً. البس قفازاتٍ ووشاحاً لحماية العنق، وقبعة للحفاظ على الحرارة من التسرب خارج الجسم.
- البس أحذية مقاومة وعازلة للماء للحفاظ على قدميك في حالة دافئة وجافة بعيداً عن الجليد والثلج. إذا ابتل حذاؤك، فحاول تجفيفه بسرعة. إذا تعذّر ذلك، قص قطعةً من البطانية الألمنيوم ولفّها حول قدميك الجافتين في الألمنيوم ثم ضعها داخل الجوارب والأحذية الخاصة بك.
- إذا ابتلّت ملابسك أو جواربك أو قدماك، حاول تجفيفها بسرعة. فإن الإصابة بالبرودة وعدم القدرة على تجفيف نفسك يزيد من مخاطر تعرض حالتك الصحية للخطر مثل هبوط درجة حرارة الجسم.
- تناول الكثير من السوائل الدافئة لمساعدة الجسم على البقاء دافئاً وللحماية من جفاف الأنسجة.
مساعدة الآخرين في حالات طوارئ البرد
إذا كنت في موقع العبور أو نقطة التسجيل، عليك تنبيه موظفي الإسعافات الأولية في الصليب الأحمر أو البحث عن عيادة طبية على وجه السرعة. عليك بإبلاغ الأمر لأيٍّ من موظفي الإغاثة الإنسانية أو حاول البحث عن أقرب عيادة طبية إن كنت تعتقد أن حالة الشخص خطيرة.
- حاول علاج الشخص بلطف ومراقبة التنفس بعناية.
- حاول أن تأخذ الشخص بعيداً عن مصدر البرد وإلى المأوى.
- انزع أي ملابس مبتلة وجفف الشخص بلطف.
- ساعد الشخص على تدفئة جسمه بأن تلفّه ببطانية أو ضع عليه ملابس جافة. ضع غطاء على الرأس والرقبة. وساعد الشخص على الشعور بالدفء ببطء.
- في حال توفر زجاجات الماء الساخن أو كمادات التدفئة، ضعها تحت الآبط، وحول الفخذ ومؤخرة العنق مع الحرص على عدم حرق هذه المناطق.
- لا تفرك المناطق التي يبدو أنها تتأثر بقضمة الصقيع.
- إذا كان الشخص مستيقظاً، ساعده على تناول سوائل دافئة للشرب.
- ساعده على إعادة الشعور بالدفء بأن تعطيه حماماً ساخناً ولا يجب استخدام هذه الطريقة إلا في حالة عدم توفر مركز طبي قريب.
رغم إغلاق دول البلقان لحدودها، فإنه تحسباً لفتحها في أي وقت وإكمال المهاجرين رحلاتهم إلى غرب أوروبا، يُنصح المسافرون من اليونان باتجاه دول البلقان بارتداء طبقات سميكة من الملابس الدافئة وأحذية متينة، كما يمكن طلب الرعاية والاستشارة الطبية من جميع مراكز استقبال اللاجئين على طول الطريق عبر البلقان، بجانب طلب الأغطية "بطانيات" والملابس الدافئة المتوفرة أيضاً.
حال تواجدك بالعراء بعيداً عن المخيم وأردت إشعال نار، فإليك كيفية إشعال النار أثناء هطول المطر أو في ظل الظروف الرطبة
المشي الطويل وقضمة الصقيع
المشي لمسافات طويلة يعني حدوث تقرّحات وهي مشكلة شائعة بين اللاجئين، وينصح الأطباء بارتداء أحذية مريحة مع ترك مساحة مريحة حول أصابع القدم، كما أوصوا بحمل زوجين من الجوارب القطنية في محاولة لإبقاء أقدامهم نظيفة وجافة.
ويوصي الطبيب في حالة ظهور التقرحات، بوضع ملصقات طبية من أجل حماية اللاجئ ضد التلوث البكتيري، ويمكن استخدام الإسعافات الأولية أو قطعة من الورق أو منديل ورق بوضعه تحت الكعب لحماية الأقدام من الالتهاب أو الالتواء.
إلى جانب مشاكل المشي لمسافات طويلة، تزداد حالات قضمة الصقيع خلال الشتاء، وأعراض قضمة الصقيع من الدرجة الأولى، هي الاحمرار والحكة على الجلد بعد الإحماء، وتظهر التقرّحات المؤلمة التي يقد تتطور إلى جروح ملتهبة.
ويصاب المهاجرون بقضمة الصقيع بالدرجة الأولى، وتشمل سبل الرعاية الابتعاد عن البرد، واستبدال الملابس الرطبة والأحذية بغيرها من القطع الجافة، وإبقاء الناس في الأماكن الدافئة وتناول المشروبات الساخنة، مع مراعاة أن تكون التدفئة تدريجية وتجنب التعرض المفاجئ إلى حرارة مرتفعة.
وينصح الأطباء المهاجرين المصابين بأمراض مزمنة، أن يحملوا العلاج اللازم معهم، فيما يتوجب على باقي المهاجرين حمل أدوية مسكنة مثل اسيتيسال ومضادات أعراض الحساسية ولصقات، كما يجب على المرأة الحامل تجنّب المشي واستعمال وسائل النقل.