أصبح الوزن الزائد من مشاكل العصر الحديث، خاصةً مع انتشار الأطعمة السريعة الجاهزة التي نلجأ إليها دوماً في العمل أو الدراسة أو حتى البيت بسبب ضيق الوقت أو الكسل المعتاد تجاه إعداد الطعام.
أسباب عديدة اجتماعية وصحية تدفع الإنسان لمحاولة تخفيض وزنه.
وما إن يأخذ المرء هذا القرار حتى يجد نفسه أمام طريق طويل من الأنظمة الغذائية والنصائح التي لبعضها أساسٌ طبي، ومنها ما لا يستند إلى أي أساس.
من كل تلك الأنظمة والنصائح الخاطئة اختار الخبراء الخرافات العشر الأكثر تداولاً وشيوعاً وصححوها على أسسٍ طبية وفق تقرير نشرته صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية.
1: إذا ما أردت أن تُنقص وزنك، فإنّ منع نفسك من الطعام هو الحلّ الأمثل.
التصحيح: تُعد تلك الخرافة هي أكثر الحلول بديهية والتي سرعان ما تخطُر على بال كل شخص يحاول أن يبدأ في نظام غذائي معين. في تجربة قام بها فريق من الباحثين على مجموعة من الأفراد المتطوعين الذين يتميزون بصحة جسدية جيدة، قام الباحثون بوضع المتطوعين بغرفة تُدعى غرفة "الأيض" والتي من شأنها أن تقيس معدلات أيض الأفراد، والأيض هي العملية التي يقوم من خلالها الفرد بحرق الدهون أثناء فترة الراحة.
في تلك الغرفة تُرك هؤلاء المتطوعون بدون طعام لمدة تزيد عن ثلاثة أيام، لا يعيشون على شيء سوى الماء، فارتفعت معدلات الأيض عند كل منهم بنسبة 14% وهذا يعود إلى الارتفاع في نسبة هرمون النورأدرينالين، والذي بدوره يقوم بحرق الدهون في الجسم.
لكن إذا استمرت التجربة أكثر من ثلاثة أيام، فسيأتي الأمر بالعديد من النتائج العكسية حيث بعد هذا الارتفاع الملحوظ في معدلات الأيض، ستقل تلك المعدلات إلى أقل من المعتاد، بالإضافة إلى الأمراض المصاحبة لسوء التغذية. ورغم تقليص كميات الدهون، إلا أن الطريقة المتّبعة غير سليمة وليس لها أي أساس صحي، ولذا ستؤدي إلى نتائج عكسية، وعليه فإن الحل المدعو بـ"امنع نفسك عن الطعام" ليس سوى خرافة.
2: لا تزن نفسك أكثر من مرة أسبوعياً.
التصحيح: هناك أعتقاد شائع بأن الفرد عندما يزن نفسه أكثر من مرة بالأسبوع هو أمر غير محبذ، بل وسينتهي به الأمر إلى زيادة وزنه. في دراسة أعدت مؤخراً حول هذ الأمر، تمت متابعة أكثر من 40 شخصاً يتبعون أنظمة الحمية الغذائية، بعضهم يزنون أنفسهم يومياً، وآخرون يزنون أنفسهم أسبوعياً، وآخرون شهرياً أو بالكاد يزنون أنفسهم من الأساس، والحقيقة أنه كلما قام الفرد بوزن جسده لاحظ مقدار التقدم الذي أحرزه مما يدفعه إلى التقدم أكثر، وهذا من شأنه أن يُنتج نقصاً أكثر في الوزن.
3: عليك أن تأكل بانتظام لتحافظ على معدلات السكر في دمك.
التصحيح: طبقاً للدراسة التي أجريت بداخل "غرفة الأيض" التي ظل فيها الأفراد يعيشون على الماء فقط ولمدة ثلاثة أيام، قام العلماء أيضاً بقياس نسبة السكر في دم كل منهم، وعلى الرغم من الانخفاض في معدلات السكر في كل منهم إلى أنهم ظلوا يتمتعون بصحة جيدة تمكنهم من القيام بالأنشطة اليومية البسيطة.
في الوقت ذاته زادت معدلات الدهون في الدم بشكل كبير، وهذا يظهر أن الجسد حينها تحول إلى وضع حرق الدهون.
4: تناول العديد من الوجبات الصغيرة سيُساعدك على التخلّص من وزنك.
التصحيح: اعتقاد شائع آخر بأنه كلما قسمت الوجبات التي تتناولها على مدار اليوم إلى وجبات صغيرة عديدة فإن هذا سيُساعدك على التخلُّص من وزنك بسرعة، وطبقاً لدراسة أجريت عن هذا الأمر، قام الباحثون بإحدى العيادات الطبية المختصة بأبحاث الطب التجريبي بعمل اختبار طبي يقوم على مجموعتين من الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة، المجموعتان تم إطعامهما بوجبات بمجموع سعرات حرارية متماثلة لكن المجموعة الأولى قُدمت لها تلك السُعرات في وجبتين والمجموعة الأخرى في ست وجبات. ووُجد أن الفريق الأول الذي يتناول وجبتين على فترات مُتباعدة يخسرون وزناً أكثر بل وكانوا يشعرون بقدر من الشبع والرضا عند تناولهم أكثر من الفريق الذي يتناول وجبات كثيرة وعلى فترات مُتباعدة.
5: لا جدوى من الأنظمة الغذائية دون مُمارسة الرياضة.
التصحيح: شيء بديهي أن ممارسة الرياضة هي أمر هام لكل من يريد أن يُنقص وزنه، لكن هل الأمر بهذه الأهمية؟
للأسف لا، الواقع أن الدهون هي كتلة مُكثفة من الطاقة التي تتطلب بدورها قدراً كبيراً من ممارسة الرياضة يعادل جري 36 ميلاً لحرق باوند واحد من الدهون، مما يجعل الأمر مُستحيلاً.
المُشكلة الأخرى أن أغلب الناس الذين يمارسون الرياضة يكافئون أنفسهم بقدر كبير من الحلوى بعد كل تمرين، والحقيقة أنه بعد كل تمرين يفقد فيه على الأقل 126 سُعرة حرارية سيكتسب 240 سُعرة عندما يأكل قطعة من الشيكولاتة.
بالطبع مُمارسة الرياضة هي أمر ذو فوائد عديدة، لكن فُقدان الوزن ليس من ضمن تلك الفوائد.
6: الأفضل لك أن تتبع أنظمة غذائية تُنقص وزنك بمُعدل بطيء أكثر من الأنظمة التي تُخسرك الوزن بسرعة.
التصحيح: الشائع أن الأنظمة الغذائية التي تُنقصك الوزن بسرعة، ستُسبب لك زيادة في الوزن بنفس المعدل، لكن هل هذا له أي أساس من الصحة؟
وفقاً لبحث علمي قام به فريق من الباحثين الأستراليين، تم وضع 200 مريض يعانون من السمنة المفرطة، نصفهم وضعوا على نظام غذائي يجعلهم يخسرون 800 سعرة حرارية يومياً ولمدة 12 أسبوعاً، النصف الآخر وضع على نظام غذائي يجعلهم يخسرون 500 سُعرة حرارية فقط ولمدة 36 أسبوعاً. مما يجعل مُعدلات نقص الوزن أقل من المجموعة الأخرى، بعد ثلاث سنوات وُجِد أن الذين اتبعوا النظام الغذائي البطيء تعرضوا للعديد من الإحباطات الناجمة عن التقدم البطيء، لكنهم فعلوها في النهاية، أما الذين اتبعوا النظام السريع لم يواجهوا ذلك الإحباط بل وحثهم الأمر على إحداث تقدم أكبر.
خُلاصة القول أن خسارة الوزن ليست بالأمر المستحيل، بينما الحفاظ على ما أحرزه الفرد من تقدم هو الأمر الأهم.
7: قبل أن تتبع حمية غذائية يجب عليك أن تضع أهدافك أمام عينيك.
وفقاً لدراسة أعدتها جامعة "مينيسوتا" الأميركية، قام الباحثون بسؤال أكثر من 2000 فرد عن أهدافهم التي تدفعهم لخسارة الوزن، وقاموا بمُتابعة أغلب هؤلاء الأفراد، فوجدوا أن الأفراد الذين يضعون أهدافاً كبيرة أمام أعينُهم هم من يحققون تلك الأهداف أو على الأقل يحرزون نوعاً من التقدم، في حين إن من كانت دوافعهم بسيطة، حققوا تقدماً أقل.
8: اتبع النظام الغذائي الذي يعتمد على أطعمة تحتوي على دُهن أقل.
تلك الخرافة هي الشائعة بين العديد من الأطباء، والحقيقة أن الدهون ونظراؤها من المكونات الغذائية هي أمر هام للجسم على الرغم من أخطارها أحياناً إذا زادت عن الحد، لكن الأفضل أن يعتمد نظامك الغذائي على الاعتدال. الخضراوات والفواكه والمكسرات هي الأفضل من حيث القيمة الغذائية، ولخسارة الوزن.
9: عدم تناول الإفطار يساعدك على التخلّص من الوزن الزائد
التصحيح: لتناول الإفطار فوائد عدة أهمها هو التحكم في وزنك وفي معدلات الأيض وما إلى ذلك، لكن هل هذا صحيح؟
لدراسة ذلك الأمر، قامت مجموعة من الباحثين بإجراء بحث كان هدفه دراسة أثر تناول الإفطار على معدلات حرق الدهون، والنتيجة غير المتوقعة أن تناول الإفطار غير مرتبط بأي شيء من تلك الأشياء المتعلقة بخسارة الوزن وثبات معدلات الأيض، بل إن الوزن غير متعلق بالإفطار من الأساس.
10: تناول العصائر سيساعدك على خسارة الوزن.
التصحيح: الواقع أن العصائر تخزن داخل الجسد على هيئة ماء وجليكوجين، وحين تقوم بأي مجهود سيستهلك جسمك ذلك الماء والجليكوجين. لذا، حين تلجأ إلى الطعام مرة أخرى سيعمل جسدك على تخزين الجليكوجين والماء المفقودين نتيجةً للجهد، مما يجعلك تسترجع الوزن الذي فقدته مرة أخرى. لذا عليك أن تعمل على تحقيق التوازن بين ما يدخل جسدك من عناصر غذائية، سواءٌ السائلة منها أو التي يتم تناولها على شكل أطعمة.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة الدايلي ميل . للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.