لا شجار على المُكيف بعد اليوم.. علمياً: البرد يساعد على النوم!

قال خبراء إنه يتعين على الإنسان خفض درجة حرارة المكيف ليحظى بنوم عميق أثناء الليل، ووجدت الدراسات أن ضبط المكيف على نحو 65 درجة فهرنهايت (18.3 درجة مئوية) يساعد على النوم الجيد.

عربي بوست
تم النشر: 2016/02/23 الساعة 11:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/02/23 الساعة 11:10 بتوقيت غرينتش

قال خبراء إنه يتعين على الإنسان خفض درجة حرارة المكيف ليحظى بنوم عميق أثناء الليل، ووجدت الدراسات أن ضبط المكيف على نحو 65 درجة فهرنهايت (18.3 درجة مئوية) يساعد على النوم الجيد.

وتزايد الاهتمام بدرجة الحرارة ودورها في النوم، بعدما كشفت إحدى الدراسات التي تم نشرها العام الماضي أنه يمكن تنظيم النوم من خلال درجة الحرارة، لا الضوء!

ويتحتاج الإنسان إلى خفض درجة حرارة جسمه للمساعدة في الدخول بنوم عميق، وفق تقرير نشرته صحيفة Wall Street Journal الأميركية الاثنين 22 فبراير/شباط 2016.

وكشفت الدراسات أيضاً أن انخفاض درجة حرارة الغرفة إلى 60.8 درجة فهرنهايت (16 درجة مئوية) هو الوسيلة المثلى للنوم.

تأثيرات قلة النوم


ويعد النوم أحد أكثر الأنشطة التي تؤثر في حياة الكثيرين، فالحرمان من النوم الكافي يؤثر على الحالة المزاجية وتكون له تبعات صحية طويلة الأجل.

وقد أدت هذه المخاوف إلى نشأة صناعات كبرى للمنتجات والتقنيات التي تساعد على النوم، بدءاً من المراتب المتخصصة إلى أجهزة تخفيف حدة الضوضاء والعلاج بالنباتات العطرية.

وتعتبر درجة الحرارة موضع جدل كبير بين الأزواج، حيث تميل المرأة إلى زيادة درجة الحرارة، بينما يسعى الرجل إلى خفضها.

ورغم أن البحوث لم تركز على مثل تلك الاختلافات، فقد قدمت العديد من الشركات منتجات كالمراتب التي توزع الحرارة، ناهيك عن التطبيقات التي تسمح بالتحكم في عملية التدفئة.


أقاليم المُناخ الحار


ونقلت الصحيفة الأميركية عن أستاذ الأعصاب وعلم النفس بجامعة كاليفورنيا ماتيو ووكر قوله، "ينزع الناس إلى ضبط درجة حرارة الغرفة أو المنزل عند درجة أعلى من الدرجة المثالية للنوم".

وبحسب الأخصائي، فإنه لا بد من خفض درجة حرارة الجسم نحو درجتين إلى 3 درجات فهرنهايت حتى يخلد الإنسان إلى النوم.

وأضاف ووكر، "إذا كانت حرارة الجسم مرتفعة للغاية، فلا يستطيع المخ التحول بسهولة من حالة الاستيقاظ إلى النوم أو التوصل إلى حالة النوم العميق".

وتعد درجة حرارة الجسم هي درجة حرارة النواة المنتجة للحرارة والمتمثلة في المخ وتجويف البطن، ومع انخفاض حرارة الجو المحيط، تنخفض حرارة الجسم الأساسية، لتصل إلى أدنى مستوياتها في ساعات الصباح المبكرة – قبل الاستيقاظ -.

فعند علاج مرضى الأرق، غالباً ما يتساءل خبراء النوم عن درجة حرارة الغرفة وينصحون المرضى بضبط منظم الحرارة عند 70 إلى 72 (21 – 22 درجة مئوية) درجة، بحسب ما ذكره ووكر.

ويُنصح الأشخاص الذين يعيشون في أقاليم المناخ الحار ولا يمتلكون أجهزة تكييف الهواء بارتداء أقل قدر من الملابس، ووضع غطاء خفيف وفتح النوافذ.

ويحاول جسم الإنسان أثناء النوم أن يفقد حرارة اليدين والقدمين بصورة طبيعية، بحسب الأستاذ المساعد وأخصائي علم النفس الإكلينيكي بجامعة فليندرز بأستراليا مايكل غراديسار.

ويقترح غراديسار ارتداء الجوارب في حالة برودة القدمين، أو إخراج اليدين والقدمين من أسفل الغطاء في حالة الحر الشديد.

درجات الحرارة والنوم


وقد وجدت دراسة تم نشرها في أكتوبر/تشرين الأول 2015 وتناولت أنماط النوم لدى المجتمعات السابقة للثورة الصناعية، أن درجة الحرارة تلعب دوراً مهماً للغاية.

وأشارت الدراسة التي تناولت 94 شخصاً إلى أن "الدورة اليومية لتغير درجات الحرارة، التي انعدمت إلى حد كبير في البيئات الحديثة، يمكن أن تكون منظماً طبيعياً للنوم"، وفقاً لأستاذ الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا بلوس آنجلوس وكبير باحثي تلك الدراسة جيري سيغل. وتناولت الدراسة 3 مجموعات تعيش في البيئات الاستوائية الطبيعية.

وقال سيغل إن الباحثين اندهشوا حينما وجدوا أنه لم يخلد أحد من المشاركين بالدراسة إلى النوم مع غروب الشمس أو يستيقظ مع شروقها.

ووجدت الدراسة أيضاً أن هؤلاء ينامون في المعتاد بعد غروب الشمس بثلاث ساعات ودقيقتين ويستيقظون قبل شروقها، وأنهم كانوا ينامون لمدة ساعة إضافية في الشتاء عنه في الصيف.

من جانبه، قال أستاذ علم بيولوجيا الخلايا والأجهزة بجامعة تورونتو جون بيفر، "قد تلعب درجات الحرارة دوراً أكبر مما كنا نعتقد في المساعدة على تحقيق النوم الطبيعي".

وأشار بيفر إلى أن هناك خلايا محددة بالمخ تستشعر تغيرات درجة الحرارة من أجل التحكم في النوم.


تجارب معززة


وفي إحدى الدراسات المنشورة بدورية Brain في العام 2008، وضعت مجموعة من الباحثين 24 شخصاً داخل حلة حرارية تسمح لهم بتعديل درجة الحرارة من خلال تدفق المياه في أنابيب، ووجدوا أن ارتفاع درجة حرارة الجلد بمقدار 0.4 درجة مئوية (أو 0.72 درجة فهرنهايت) – ما يسمح للجسم بالتخلص من المزيد من الحرارة -، أدى إلى تراجع عدد مرات الاستيقاظ أثناء النوم أو إلى النوم العميق.

وقال ووكر الذي لم يشارك في الدراسة، "من خلال خفض درجة حرارة الجسم، سرعان ما غطّ الخاضعون للدراسة في النوم العميق".

وأوضحت التجارب الأخرى التي تنوعت بها درجات حرارة الجو المحيط – ما بين الانخفاض في أوائل الليل والارتفاع في الصباح -، وجود مزايا مماثلة لتحسين جودة النوم والحفاظ عليه.

حمام ساخن


ويؤدي أخذ حمام ساخن قبل دخول الفراش إلى التوصل إلى نتائج مماثلة، حيث ينجم عن المياه الساخنة تدفق الدماء إلى سطح الجسم، وهو ما يعد أسرع سبل خفض درجة حرارة الجسم الأساسية.

ويقول أستاذ علم الأعصاب بجامعة لاوبورو بإنكلترا جيمس هورن، "حينما تخرج من الحمام، يبرد جسمك بسرعة أكبر، وهو الأمر الذي يحتاج إليه الجسم وقت النوم".

أما أستاذة علم النفس بجامعة فيرجينيا كومنولث ناتالي دوتوفيتش، فأشارت بدورها إلى أن مؤسسة النوم الوطنية غير الهادفة للربح توصي بأن تتراوح درجة حرارة الغرفة أثناء النوم بين 60 و70 درجة (15.5 – 21.1 درجة مئوية).

ووجد الاقتراع الذي أجرته المؤسسة أن 18% من الأطفال و35 % من الآباء واجهوا صعوبات في النوم لمرة واحدة على الأقل على مدار الأسبوع الماضي جراء ارتفاع درجات الحرارة.

وختمت دوتوفيتش، "أحياناً ما يكون هناك اختلافات فردية؛ ولذا حينما تنام مع شخص آخر فمن الأفضل أن يكون هناك غطاء لكل شخص".

– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة Wall Street Journal الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد