"طيران الإمارات" و"الخطوط الجوية القطرية" و"طيران الاتحاد".. ثلاث شركات طيران في المنطقة العربية تملك فيما بينها 80 طائرة من طراز ايرباص A380-800 العملاقة – أكبر طائرة ركاب في العالم حالياً -.
تبلغ كلفة الطائرة الواحدة 428 مليون دولار – وفقاً لآخر تعديل في الأسعار من قبل ايرباص في يناير/كانون الثاني 2015 -.
"طيران الإمارات" يتصدر المشهد بـ 69 طائرة قيد الخدمة مع طلبات شراء لـ 71 طائرة جديدة، تليها "الخطوط الجوية القطرية" بـ 6 طائرات قيد الخدمة مع طلبات شراء لـ 10 طائرات جديدة. أما "طيران الاتحاد"، فلديه 5 طائرات قيد الخدمة مع طلبات شراء لـ 5 طائرات جديدة.
كل هذه الإمكانيات مسخرة لخدمتك أنت – المسافر – في النهاية، ولأن الفرق كله في التفاصيل، ولأن المسافر بات واعياً وقادراً على الحجز عن طريق مواقع شركات الطيران والمواقع الالكترونية المتعددة، ويستطيع المقارنة بين الأسعار والعروض الترويجية، فإن شركات الطيران تتفنن في تقديم أفضل الخدمات للمسافرين، وتحاول دائماً الدفع بخدماتها إلى سقف أعلى للحصول على ولاء المسافرين لها.
فمثلاً، يوفر "طيران الإمارات" لك سيارة أجرة لتنقلك من المطار إلى وجهتك في لندن عند سفرك على درجة رجال الأعمال، أو استمتع إن شئت بخدمة الطهي في الأجواء بواسطة طاهٍ محترف يقدم لك وجبتك المفضلة مطهوة في الجو مثلما يقدم "طيران الاتحاد" لركاب الدرجة الأولى.
وهناك خدمة الـ "سكاي فاي" – الاتصال اللاسلكي بالانترنت في الأجواء – المجاني لركاب الدرجة الأولى على متن "الخطوط الجوية القطرية"، طبعاً لك أن تتخيل كيف سينقضي الوقت سريعاً وأنت تتصفح الانترنت بهاتفك او كمبيوترك اللوحي على ارتفاع 33 ألف قدم!
الأولى ورجال الأعمال
وبالحديث عن الخدمات الخاصة بالدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال، فيجب توضيح أن بعض الخدمات التي تقدم على نفس الدرجة من نفس شركة الطيران تختلف من وجهة إلى أخرى، حيث تنقسم الرحلات إلى رحلات قصيرة ومتوسطة وطويلة تبعاً لعدد ساعات الطيران.
فدرجة رجال الأعمال وأنت متجه في رحلة متوسطة من دبي إلى لندن (8 ساعات) تختلف فيها الخدمات عن رحلة من دبي إلى الدوحة (45 دقيقة)، أو من دبي إلى نيويورك الأميركية (14 ساعة و40 دقيقة)، فالطائرة مختلفة وبالتالي تختلف الخدمات.
كما أن خدمات الدرجات تختلف فيما بينها أيضاً؛ فالدرجة السياحية لبعض الشركات الحديثة تكاد توازي خدمات رجال الأعمال في بعض الشركات الأخرى نظراً لحداثة الطائرات وكفاءة الخدمات المقدمة من قبل المضيفين المحترفين والمدربين تدريباً عالياً، والتزامهم بالمعايير المهنية.
لكن الفروقات بين الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال تعتمد على عوامل عدة، منها الخصوصية التي توفرها الدرجة، وعدد المقاعد في الدرجة، وحجم المقاعد – حتى أن هناك مواقع متخصصة لتدلك على نوعية المقعد الذي ستسافر عليه في الدرجة الأولى ورجال الأعمال مثل موقع Seatguru.com – وإمكانية جعلها أسرة مسطحة بالكامل، وعدد المضيفين لكل مسافر ووجود الصالات الخاصة في المطارات لكل فئة، والاستقبال لتسجيل الرحلات في مكاتب مختلفة، والمرور من المسار السريع عند مراقبة الجوازات، وطريقة الوصول إلى الطائرة من البوابات في المطار، والوزن المسموح به لكل مسافر، وإمكانية إدخال مسافرين آخرين إلى صالات الدرجة في المطارات، والأولوية في الحجوزات وهكذا.
وبالرغم من الاختلاف بين الدرجتين الأولى ورجال الأعمال فإنن الفروقات ليست كبيرة كما هي بين الدرجة السياحية وهاتين الدرجتين.
التحالفات والمطارات
لا تعتمد شركات الطيران في جذب المسافرين على حداثة أسطول الطائرات والخدمات المقدمة في الجو فحسب، بل تصلها بالخدمات الأرضية المقدمة في المطارات الحديثة في المحطة الرئيسية.
فحجم المطار وحداثته ونوعية الخدمات المقدمة فيه وحجم السوق الحرة، وعمل المطار بكامل أقسامه على مدار الساعة، وتوفر الفنادق فيه والخدمات السياحية، كلها عوامل تساعد في جذب المسافرين وتعتبر عاملاً محدداً في اختيار شركة الطيران.
ولأن ركاب الترانزيت الذين يتخذون من المطارات فرصةً للتسوق ولتغيير الرحلات إلى الوجهات النهائية يشكلون شريحةً مهمةً جداً من المسافرين، فإن منافسة الشركات على تحسين الخدمات الأرضية تستهدفهم بشكل خاص.
وكما أن لكل شركة نظاماً خاصاً لمكافأة المسافرين، فإن لها أيضاً تحالفاً مع شركات طيران أخرى لخدمة المسافرين بشكل أفضل تُحسب من خلاله أميال السفر على الشركات الأعضاء في هذا التحالف وتقدم لهم خدمات خاصة، سيما عندما تريد السفر إلى وجهة لا تذهب إليها شركتك المفضلة.
هنا تلجأ الشركة إلى أعضاء التحالف لتحقيق هدفك بأسرع وأنجع السبل، ومن هذه التحالفات تحالف One World وتحالف Star Alliance العالميين ويضم هذان التحالفان فيما بينهما 24 شركة عالمية وإقليمية تخدم ملايين المسافرين سنوياً.
الدرجة السياحية
تعتبر الدرجة السياحية عمود صناعة الطيران أساساً، ويقدر الاتحاد العالمي للنقل الجوي IATA أن العام 2016 سيشهد سفر 3.6 مليار مسافر جواً.
ومما لا شك فيه أن أغلب هؤلاء سيكونون من مسافرين الدرجة السياحية الذين تعتمد عليهم شركات الطيران في ملئ مقاعدها، سيما الشركات الآسيوية، إذ يقدر الاتحاد أن واحداً من بين كل أربعة مسافرين جدد عام 2016 سيكون صينيا، وفي ظل الظروف الاقتصادية التي يشهدها العالم مع انخفاض أسعار النفط، فإن هذا سيؤثر بدوره على القدرة التنافسية لبعض الشركات العالمية إيجاباً.
وإذا كنت من المسافرين المنظمين، فبإمكانك أن تحظى بميزة السبق بين هذا الكم الهائل من المسافرين وتقوم بحجز تذاكر السفر على طيرانك المفضل مسبقاً، حيث تعمد شركات الطيران إلى العروض الترويجية لضمان حجز مقاعدها مقدماً تفادياً لاضطرابات السوق وعوامل التأثير في حركة السفر، ويرتفع السعر على ذات الدرجة كلما تأخر الحجز مقاربة مع موعد السفر.