بطريقة مختلفة احتفلت دمشق هذا العام بعيد الحب، وبأبعد من الوردة الحمراء أو الدمى استحضرت ليالي ما قبل الحرب واستقدمت عدداً من نجوم الغناء السوريين والعرب.
شوارع دمشق الرئيسية امتلأت قبيل "الفلانتين" بإعلانات ضخمة تروج للحفلات الفنية وعلى رأسها حفلة سلطان الطرب جورج وسوف الذي أحياها يوم 12 الشهر الجاري في أحد فنادق العاصمة، وتشارك فيها مع الفنانة شهد برمدا، لكنها كانت حفلة موجهة للنخبة فقط فأسعار البطاقات وصلت لـ 80 ألف ليرة سورية و65 و50 ألف ليرة وهي أرقام تتجاوز متوسط دخل الفرد في بلد تعصفه الحرب والضغوط الاقتصادية.
تناقض بين الموت والاحتفالات!
علاء سعد وهو أحد الموظفين يعمل في منظمة دولية تعمل في سوريا، أكد أنه تمكن من حضور هذه الحفلة رغم سعرها الخيالي لأنه يتقاضى راتبه بالدولار وتكلفة الدخول للحفلة رغم ضحامتها فهي لا تتجاوز 200 دولار.
وأضاف سعد لـ"عربي بوست" "أن هناك تناقضًا فاضحًا في سوريا ما بين أشخاص يموتون من الجوع وآخرون يسهرون ويبذخون".
من جانبها تقول ساندرا عيسى (طالبة) إنه لا يوجد أي مشكلة في الذهاب لمثل هذه الحفلات، خاصة وإن كان الشخص مقتدراً مادياً ويمكنه أن يدفع تكلفة السهرة، فالحياة يجب أن تستمر حتى في ظل بقاء الحرب.
من جهتها لوجين خليل (معلمة) وجدت أنه من "غير المنطقي أن ندفع مبالغ طائلة لأننا اليوم في جو حرب، والانتقاد يوجه لمنظمين ممن وضعوا هذه الأسعار، وربما كان من باب أولى واحتراماً لوضع الناس الاقتصادي أن نكون الأسعار مدروسة أكثر".
2000 و35 ألف ليرة!
طبعاً، لم تقتصر استعدادات متعهدي الحفلات في دمشق على حفلة جورج وسوف، إذ رأوا بعيد الحب مناسبة لإعادة تنشيط عملهم ونظموا حفلة لآدم وحسين الديك، بالإضافة لحفلات صغيرة توزعت في مطاعم وبارات دمشق وتراوحت أسعارها ما بين الألفي ليرة والـ35 ألف ليرة.
وبعيداً عن الحفلات وجو السهر، بات الحب مكلفاً في دمشق بسعر الورود الحمراء يفوق الـ 1500، ما جعل شراءها مستحيلاً، ويشرح معتز الحاج أحد تجار الورود أن "الفالنتاين" يعتبر عالميًّا يوم الزهور بمعنى أنه حتى هولندا تعتبر هذا اليوم يوما اقتصاديا بامتياز حتى أنها تعول عليه.
وأضاف لـ"عربي بوست" أنه "بالنسبة لسوريا بدأ التجار بالاستعانة بالورود المستوردة أو المهربة من لبنان التي يبلغ ثمنها دولاراً واحداً ويمكن أن يزيد السعر كلما زاد طول الوردة، وطبعا يضاف سعر تهريبها وتلف بعض الورود أثناء النقل وأرباح التجار.
ميزانية الحب!
"عيد الحب يحتاج لميزانية مسبقة ولادخار مسبق"، يقول نضال الأحمد (مهندس)، موضحاً أن كافة تفاصيل هذا العيد باتت غالية جداً فالفناجين سعرها بحدود 2000 و"دب الحب" أسعاره تترواح بـ 3 آلاف و4 وقد تصل إلى 10 آلاف.
وهذه الأسعار تزداد في المناطق الراقية بدمشق مثل الشعلان والمالكي، ويضيف نضال لـ"عربي بوست" أن الغلاء لم يعد يقتصر على الهدية وحدها وإنما على ملحقاتها التي كانت بالماضي غير ذات قيمة فكيس الهدايا الورقي بات سعره حوالي 500 ليرة أي أصبح سعره موازياً لسعر الهدية، وحتى ورق الهدايا التي كانت تقدم بالمجان اليوم سعرها حوالي 100 ليرة.