شجرة رأس السنة التي تقف وسط مدينة الناصرة الفلسطينية لمدة أسبوعين بإضاءتها وزينتها هي ما يضيف لوناً مميزاً للعيد في هذه المنطقة وسبباً لنشر الفرح لدى كل المارة الذين يختارون التقاط صور بجانبها لتوثيق آخر ساعات من العام 2015.
الشجرة التي عادة ما تبقى منتصبة لمدة أسبوعين، ليست وحدها ما يميز ساحة الناصرة بل جواد دانيال أيضاً بات معلماً من معالم رأس السنة فقد أمضى سنوات حياته في هذه الساحة يبيع المسابح والهدايا الرمزية.
"إن من أجمل ما يميز رأس السنة أن هذه الساحة تجمع أشخاصاً من مختلف الأديان" يقول دانيال لـ "عربي بوست" وإن "لهذا اليوم معنى خاصاً لدي أترقب من بعيد المارة ابتساماتهم وفرحهم الكبير بهذا اليوم".
الشجرة… إلهام
السيد أبو معروف، بائع عصير طبيعي منذ أكثر من 12 عاماً، في ساحة "عين العذراء" ابتسامته لا تفارقه، يجد السيد أبو معروف أن شجرة العيد ملهمة له، حيث يقف طول النهار يبيع العصير، وكلما تعب من العمل، يأخذ استراحةً ويجلس يتأمل بالشجرة المزينة والناس الفرحين حولها، يقول أبو معروف لـ "عربي بوست" إن "أمنيتي أن تتوحد جميع الديانات وأن يعم السلام بين الجميع دوماً وطول الحياة كما هو في العيد".
الفرحة لا تقف بالزينة والأضواء بل تنظم "حملات الطيب" التابعة لمجلس الطائفة الأرثوذكسية والتي تعمل على توزيع الطعام على المحتاجين، ليشعر جميع الناس بفرحة العيد وبهجته وإن كانوا فقراء.
وتعتبر هذه المنطقة مقصداً للأجانب الذين يأتون إلى هنا كل عام ليستقبلوا بداية عام جديد من هذه الساحة، ماريو قبعين صاحب أحد المطاعم في الساحة يقول "الخير يعم في هذا العيد، سياح وأجانب لا مفاوضات والجميع مبتسمون".
تحظى الناصرة بمكانة خاصة في قلوب المسيحيين في جميع أرجاء العالم، فهي مكان البشارة وموطن السيد المسيح والعائلة المقدسة.
المكتب المركزي للإحصائيات يشير إلى وجود 22.4 ألف مسيحي عربي يسكنون في الناصرة، المدينة التي يسكن فيها أكبر عدد من المسحيين في البلاد.