بعد تكرر الإصابات الخطيرة الناتجة عن "لوح التزلج الآلي Hoverboard" ومنع موقع Amazon بيعه عبر الانترنت، يدور قلق وتساؤلات حول جدوى الاستمرار في بيعه، وتحديداً في دول الخليج العربي حيث ينتشر بشكل واسع.
قرار Amazon سحب الجهاز المعروف بـ "هوفربورد Hoverboard" من منصاتها الالكترونية جاء على خلفية شكاوى الأهالي مما يتعرض له أولادهم، ناهيك عن عدم توافق بعض الأصناف مع معايير الأمان والسلامة الخاصة بالبطاريات والشواحن، وتحديداً الأجهزة المصنوعة في الصين.
بدوره تحدث استشاري جراحة العظام بمستشفى "الرازي" في الكويت، د. وليد نور الدين لـ "عربي بوست" عن مخاطر هذه اللعبة، كاشفاً النقاب عن استقباله 15 إصابة في غضون 3 شهور تتراوح بين خلع بالكتف والكوع وكسور مضاعفة وغيرها.
نور الدين قال، "اشتريت لابني لوح التزلج الآلي، لكني ندمت لاحقاً بعدما تبين لي مخاطره الشديدة"، مبدياً دهشته من العدد الكبير للحوادث التي يسببها والتي فاقت حوادث الـ "بيتش باغي".
وأوضح الاستشاري أن "فترة التعافي من الإصابات التي يتسبب بها قد تمتد لـ 3 أشهر، وقد يصل الأمر إلى عاهة مستديمة، فضلاً عن تأثيره على الصحة النفسية بسبب ما يحدث من أضرار جسدية".
وشدد على أهمية وضع ضوابط ومحاذير لاستخدامه، مشيراً إلى أن تدابير السلامة الخاصة باستخدامه يجب أن تتعدى ارتداء دعامة الركبة وخوذة الرأس إلى التدرب جيداً على استخدامه لأنها آلة تسير بسرعات عالية.
وتابع "لا بد أن يكون وزن المستخدم مطابقاً للوزن الذي يتحمله لوح التزلج الآلي، بحيث لا يزيد ولا ينقص، ولا بد أن يتم استخدامه على أرضيات ملساء خالية من الأحجار والطوب، ومن الضروري أن يكون استخدامه في أماكن تتوافر بها الإسعافات الأولية".
ويذكر نور الدين من بين الحوادث التي مرت عليه تعرض أب عمره 46 عاماً اشترى لابنه لوح التزلج الآلي هذا، وأصر على أن يقوم بتجربته قبل الابن، وعند استخدامه لأول مرة وقع على الأرض، فأصيب بخلع في الكوع، ما استلزم وضع ذراعه في الجبس، فمنع ابنه من استخدامه نهائياً.
وانتقل للحديث عن إصابة أخرى لأم ظنت أنها تستطيع استخدام الـ "هوفربورد Hoverboard" بعد مشاهدة أبنائها، وما أن امتطته حتى تسبب في ارتطامها بالحائط، لتصاب بكسر في الركبة وجروح في الوجه.
وتابع، "الحالة الثالثة كانت لشاب من أصحاب الوزن الثقيل فقد توازنه أثناء الاستخدام، فهبط بجسمه على الأرض ملقياً بكل ثقله على ذراعه، ما تسبب في إصابته بخلع في الكتف الأيمن".
بدوره قال محمد أرشد – أحد الباعة الآسيويين الذين يعملون في بيع ألواح التزلج الآلية في أحد محلات لعب الأطفال -، إن "ارتفاع مستوى المعيشة في الكويت جعل هذه اللعبة في متناول معظم الشرائح"، مشيراً إلى أن سعره يتراوح بين 50 إلى 250 دينار كويتي تبعاً لبلد المنشأ، ليتذيل النوع الصيني منه قائمة الأسعار.
وبين البائع أن مخاطر النوعيات الرخيصة التي تأتي من الصين أكبر من النوعيات الأخرى، "إذ يصعب التحكم فيها، وتنفذ بطاريتها أسرع، فضلاً عن أنها تكون عرضة للانفجار".
إلى ذلك أوضح أحد المسؤولين في وزارة التجارة الكويتية في تصريح لـ "عربي بوست" أن "منع استخدام لوح التزلج الآلي يحتاج إلى تحرك تشريعي وتعاون بين وزارات الدولة المختلفة، بما فيها الداخلية والصحة والتجارة والبلدية"، لافتاً إلى أن "بعض الدول بدأت في منع استخدامه بالفعل".