فكرة وجهاز كمبيوتر ويوتيوب هو كل ما يحتاجه الشباب السعودي ليعبّر عن رأيه في قضايا مجتمعه، حيث انتشرت في السنوات الأخيرة برامج نقدية على الانترنت بأسلوب كوميدي وعميق.
بمزيج من الجرأة والفكاهة، انتقد السعوديون مواضيع كثيرة، وتخطوا بذلك الرقابة التقليدية المفروضة على وسائل الإعلام التقليدية الأخرى، كالتلفزيون والراديو والصحف.
يوتيوب ليس حكراً على الشباب!
في العام 2010، كانت قنوات يوتيوب السعودية في ذروتها، حيث قام مجموعة من الشبان بتقديم برامج وأفكار رائعة، فنجح البعض وفشل الآخر.
إلا أن المدونة السعودية د. هتون قاضي التي تمتلك قناةً خاصةً على يوتيوب، استطاعت أن تكسر احتكار الذكور لبرامج يوتيوب من خلال قناتها "نون النسوة"، والتي خصصتها لانتقاد العادات السيئة لدى المرأة في بلادها.
قاضي قالت لـ "عربي بوست" إن التجارب الشبابية مثلت دافعاً لها، حيث "استفدت منها في التخطيط لبرنامجي (نون النسوة). حوّلت مواضيع مدوناتي المكتوبة إلى فيديوهات كوميدية ساخرة".
قناة "نون النسوة" التي انطلقت في العام 2011، تحوي نحو 25 فيديو، فيما يتابعها أكثر من 260 ألف شخصاً حتى الآن.
إقناع الآخر أمرٌ صعب!
تناول القضايا الاجتماعية من وجهة نظر نسائية هو هدف قاضي من برنامجها، "فأنا لا أنوي تحدي الرجل أو منافسته، بل أهدف من خلال هذه القضايا التي أطرحها إلى تغيير المجتمع. كل حلقة تمثل قضيةً هامةً أقوم بعرضها بأسلوبي وأفتح للجمهور باب المناقشة، وهم يختارون إما بإبقاء تلك القضية كما هي أو المطالبة بتغييرها".
صعوبات كثيرة واجهت الناشطة السعودية، أهمها "محاولة إقناع الآخرين بالفكرة المطروحة. فلدي إيمان كبير بموهبتي وقدرتي على الطرح الكوميدي وهذا بفضل طبيعة موجود بداخلي ولا أتصنعها".
"الأسلوب الكوميدي هو نقطة قوتي" توضح قاضي، وتضيف "هذا الأمر يميزني عن المذيعات السعوديات. فهن تألقن بمجالهن ولا أنوي منافستهن ولكن أحرص على إظهار شيء جديد أتميز به وأنجح فيه سواء على التلفزيون أو قنوات يوتيوب".
وختمت المدونة السعودية حديثها مع "عربي بوست" بشكر كل من "ساندني، فالكتابة هواية عندي واستطعت تحقيق شيء كنت أحبه وأتقنه، والقادم أفضل بإذن الله".
يذكر أنّ هناك العديد من القنوات والبرامج التي يقدمها الشباب السعودي منها "مسامير" وهي قناة ساخرة تعتمد في تناولها على الأسلوب النقدي الفكاهي بالرسوم المتحركة، ويشرف عليها مالك نجر.
وأخرى تحمل اسم "لا يكثر" وتعتبر من أكثر القنوات شعبيَّة من حيث عد المشتركين بها في المملكة، وتمتاز بطرحها الكوميدي الساخر.