الفوائد العلاجية التي يتميز بها حليب الإبل وخاصة تلك التي تتعلق بمرضى السكر، جعلته يزيح تدريجيا حليب الأبقار عن عرشه في باكستان ليجد له مكانا بارزا على المنصة إلى جواره.. الأمر الذي يزيد عدد متناوليه كل يوم عن سابقه.
وأصبحت رؤية بدو يبيعون حليب الإبل الطازج -من ضرع الناقة لكوب من يشرب مباشرة-على جانب الطرق أمرا طبيعيا ومشهدا مألوفا في العديد من المدن الباكستانية.
في السنوات الأخيرة أظهرت عدة دراسات أن حليب الإبل -الذي يستخدمه البدو منذ قرون- غني بالفيتامينات والمعادن وكذلك مصدر هائل للأنسولين الطبيعي لمن يعانون من داء السكري.
سيد قيصر على رجل باكستاني يقف على قارعة الطريق متناولا كوباً من حليب الإبل قال "حليب الإبل فيه خصائص علاجية. إنه رائع. يتعين على الجميع أن يشربونه. رائحته ليست كريهة. شربته لأول مرة اليوم. في البداية ترددت بعض الشيء لكنه مثل الحليب الآخر (حليب الأبقار)."
الدهون أقل
بينما يفضل آخرون أخذ حليب الإبل إلى المنزل ومن ثم غليه على النار قبل شربه.
ويقول من يشربون حليب الإبل إن نسبة الدهون فيه أقل من تلك التي توجد في حليب البقر وفي بعض الأحيان تكون ملوحة أعلى بشكل طفيف.
ويبيع البدوي محمد إسلام وأُسرته منذ عام حليب الإبل أو النوق على جانب الطرق في كراتشي أكبر المدن الباكستانية، بعدما جاء إليها من قريته سعيا لحياة أفضل له ولأسرته، كما يتصور إسلام أنه يقدم خدمة للناس بتوفيره حليب الإبل لهم.
وقال إسلام إن "هذا الحليب يحتوي على عناصر ممتازة. إنه مفيد لمرضى السكري والآم المفاصل واليرقان الأسود والأصفر. إنه مفيد لأمراض المعدة والكبد ولأمراض أخرى أيضا."
وأوضح أنه يبيع اللتر من حليب الإبل بحوالي 200 روبية باكستانية أي ما يعادل (نحو 2 دولار).
ويُوصى إسلام مرضى السكري والالتهاب الكبدي الوبائي بتناول حليب الإبل.
يشبه حليب الأم
سناء أظفر سيدة باكستانية وتعمل استشارية تغذية قالت "إن حليب الإبل يحتوي على فوائد جمة خاصة وإنه الحليب الحيواني الوحيد القريب من الحليب البشري (حليب الأم)".
وأضافت "فمكونات الحديد فيه تزيد عشرة أمثال عن مثيلتها في حليب البقر. كما أن فيتامين ج (سي) به أكثر بنحو ثلاثة أمثاله في حليب البقر. والأهم من ذلك هو أننا نرى أن في حليب الإبل نظام مناعي. حليب الإبل فيه نظام مناعة قوي للغاية.
"كما يوجد به مواد مضادة للالتهاب تقي من الإصابة بالسرطان لاسيما سرطان القولون المنتشر كثيرا هذه الأيام. ولقد راقبنا من يتناولون حليب الإبل وأظهرت الدراسات أن من يتناولونه بانتظام شفوا من سرطان القولون."
السعودية والصومال يتصدران القائمة
ويتناول البدو الرحل حليب الإبل منذ قرون، وتتصدر الصومال والسعودية قائمة الدول المنتجة لحليب الإبل حاليا.
ويسعى منتجو حليب الإبل لإنشاء أسواق جديدة له في دول مثل كينيا وأستراليا والولايات المتحدة.
ويقول باكستاني من كراتشي يداوم على تناول حليب الإبل ويدعى نور النبي شاه إن شربه بانتظام عالجه من مرض الكبد.
وأضاف شاه لدى شرائه حليب إبل من متجر "كنت أعاني من مشكلات في الكبد. أفادني بالفعل. كبدي كان في حالة سيئة وتبدو وظائفه تعمل بشكل ملائم في الوقت الراهن، كما أجريت تحليلات في المختبر وكانت النتائج جيدة."
وتُعرف الإبل بقدرتها على الصمود وإنتاج الحليب في أقسى الظروف بالصحراء.
ويقدر عدد الإبل في العالم بنحو 18.58 مليون جمل بينها نحو مليون جمل تُربى في مناطق صحراوية بباكستان.