تعد طبلة الأذن واحدة من أكثر الأجزاء حساسية في جسم الإنسان، وقد تتعرض لما يعرف بالتهاب الأذن الجوي أو الرضح الجوي، أو رضح الاذن الضغطي، وهو الضغط الناتج عن الاختلاف بين ضغط الهواء داخل الأذن الوسطى والضغط المحيط. هذا النوع من الرضح شائع بشكل خاص أثناء رحلات الطيران، حيث يمكن أن تشعر بألم أو إزعاج شديد في الأذن عند تغير الارتفاع، سواء خلال الإقلاع أو الهبوط.
يُطلق على هذه الحالة عدة مسميات مثل التهاب الأذن الوسطى الضغطي أو التهاب الأذن الوسطى الطيراني، وهي تؤثر على قدرة الأذن على موازنة الضغط الداخلي مع الضغط الخارجي. الأعراض المرتبطة بهذه الحالة قد تتراوح بين البسيطة والشديدة، ويُمكن أن تشمل الألم، الطنين، وحتى فقدان مؤقت للسمع.
لحسن الحظ، هناك خطوات للرعاية الذاتية يمكن أن تخفف من هذه الأعراض، مثل التثاؤب، البلع، أو مضغ العلكة، والتي تساعد في التغلب على الاختلافات في ضغط الهواء وتحسين الأعراض. ومع ذلك، في الحالات الشديدة، قد يكون من الضروري استشارة الطبيب لتجنب مضاعفات محتملة.
أسباب الإصابة بالتهاب الأذن الجوي
التهاب الأذن الجوي ، هو حالة شائعة يواجهها العديد من الأشخاص، خاصة خلال الرحلات الجوية. يحدث هذا الالتهاب نتيجة لعدم توافق مستويات الضغط الجوي داخل الأذن الوسطى مع الضغط الجوي في البيئة المحيطة، مما يحول دون اهتزاز طبلة الأذن بشكل طبيعي. تلعب قناة إستاكيوس، وهي ممر ضيق يربط الأذن الوسطى بالجزء الخلفي من الأنف والحلق، دوراً مهماً في تنظيم ضغط الهواء داخل الأذن، لكن تغيرات الضغط السريعة أثناء الطيران قد تتجاوز قدرتها على الاستجابة بما يكفي للحفاظ على التوازن.
الأذن الوسطى تحتوي على ثلاث عظام صغيرة المطرقة، السندان، والركاب وتتصل بالأذن الخارجية عبر طبلة الأذن. في حالات التغير السريع للضغط الجوي، مثل الإقلاع أو الهبوط بالطائرة، قد تفشل قناة إستاكيوس في تعديل الضغط بسرعة كافية، مما يؤدي إلى أعراض مثل الألم والضغط في الأذن، وقد يصل الأمر إلى فقدان مؤقت للسمع.
علاوة على الطيران، يمكن أن يحدث التهاب الأذن الضغطي في مواقف أخرى مثل الغوص، الوجود في غرفة أكسجين عالي الضغط، أو حتى نتيجة للانفجارات القريبة في مناطق النزاع. كما أن بعض الأفراد قد يتأثرون بهذه الحالة بسبب عوامل خطورة مثل نزلات البرد، التهابات الجيوب الأنفية، أو حتى النوم أثناء الإقلاع والهبوط في الطائرة، مما يحرم الجسم من اتخاذ الإجراءات اللازمة لموازنة الضغط مثل التثاؤب أو البلع.
أعراض الإصابة بالتهاب الأذن
الرضح الجوي، حالة طبية تتطلب الانتباه والعناية الفورية، خاصة عندما تؤثر على أحد أهم حواس الإنسان السمع. يمكن أن تصيب هذه الحالة إحدى الأذنين أو كلتيهما، وتظهر عبر مجموعة من الأعراض التي قد تتراوح في شدتها من البسيطة إلى الحادة.
من الأعراض الأولية للرضح الجوي الشعور:
- انزعاج خفيف أو ألم في الأذن، يُصاحبه احساس بالامتلاء أو الانسداد.
- كما قد يعاني المصاب من انخفاض في مستوى السمع، ما يُعرف بانكتام السمع أو فقدانه بشكل خفيف إلى معتدل.
في الحالات الأكثر شدة، قد تتطور الأعراض لتشمل
- ألماً شديداً وزيادة في ضغط الأذن.
- فقدان السمع من المعتدل إلى الخفيف
- الطنين والدوران الذي يُعرف بالدوار.
- وفي بعض الأحيان، قد يُصاحب الرضح الجوي نزيف من الأذن، مما يستدعي ضرورة التدخل الطبي.
من الضروري استشارة الطبيب إذا استمرت الأعراض مثل الانزعاج، الانسداد، أو تغيرات السمع لأكثر من بضعة أيام، أو إذا ظهرت علامات الإصابة الحادة. الرعاية الطبية المبكرة تمنع تفاقم المشكلة وتحمي من المضاعفات المحتملة.
المضاعفات المصاحبة للمرض
على الرغم من أن التهاب الأذن الضغطي قد لا يبدو خطيرًا في الغالب ويمكن أن يُعالج بالرعاية الذاتية، إلا أن هناك حالات يمكن أن تتطور فيها المضاعفات طويلة الأمد، والتي تحدث بشكل نادر ولكنها قد تكون خطيرة. هذه المضاعفات تشمل فقدان السمع الدائم والطنين المزمن، وغالبًا ما تنتج عن حالات حادة أو ممتدة أو عندما تتعرض بنية الأذن الوسطى أو الداخلية للتلف.
في السياق العلاجي، التدابير البسيطة مثل التثاؤب والبلع ومضغ العلكة قد تكون كافية للتخفيف من أعراض التهاب الأذن الضغطي العادي. ومع ذلك، إذا لم تفلح هذه الإجراءات في استعادة التوازن الضغطي داخل الأذن أو إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة، يصبح من الضروري استشارة الطبيب. التقييم الطبي المبكر يمكن أن يساعد في تجنب المضاعفات الخطيرة وضمان تلقي العلاج المناسب للحفاظ على السمع والصحة العامة للأذن.
طرق الوقاية من المرض
إذا كنت ممن يعانون من التهاب الأذن الجوي أثناء الرحلات الجوية، فإليك بعض النصائح العملية لتجنب هذه المشكلة والتخفيف من أعراضها:
- التثاؤب والبلع: خلال مراحل الصعود والهبوط، يعمل التثاؤب والبلع على تنشيط العضلات التي تفتح قنوات إستاكيوس في أذنك، مما يساعد على توازن الضغط. يمكن لمص الحلوى أو مضغ العلكة أن يساعدك أيضًا على البلع بشكل أكثر فعالية.
- استخدام طريقة فالسافا: هذه الطريقة تتضمن التمخط برفق مع إغلاق فتحتي الأنف والفم مغلقتين، مما يساعد على معادلة الضغط داخل الأذنين. يُنصح بتكرار هذه العملية خاصةً عند الهبوط.
- تجنب النوم أثناء الإقلاع والهبوط: البقاء مستيقظًا يمكنك من القيام بالتدابير اللازمة لمعادلة الضغط في حال شعرت بالضغط داخل أذنيك.
- إعادة النظر في خطط السفر: إذا كنت مصابًا بالبرد، عدوى الجيوب الأنفية، احتقان أنفي، أو إذا خضعت لعملية جراحية في الأذن مؤخرًا، ناقش مع طبيبك ما إذا كان السفر بالطائرة آمنًا بالنسبة لك.
- استخدام بخاخ الأنف: يمكن لبخاخ الأنف أن يساعد في تقليل الاحتقان. يُستحسن استخدامه قبل الإقلاع والهبوط بحوالي 30 إلى 60 دقيقة، لكن يجب تجنب الاستخدام المفرط لتفادي زيادة الاحتقان.
- استخدام الأقراص المزيلة للاحتقان بحذر: إذا كان لديك مرض قلبي، اضطراب في إيقاع القلب، ضغط دم مرتفع أو كنتِ حامل، يجب تجنب هذه الأقراص.
- تناول أدوية التحسس: إذا كنت تعاني من الحساسية، تأكد من تناول أدويتك قبل الرحلة بساعة.
- استخدام سدادات الأذن المرشَّحة: تساعد هذه السدادات على معادلة الضغط في أذنك بشكل تدريجي خلال الإقلاع والهبوط، ويمكن شراؤها من الصيدليات أو متاجر الهدايا في المطارات.
- التدخل الجراحي: في حالات الإصابة المتكررة أو الشديدة، قد يوصي الطبيب بإجراء جراحي لتركيب أنابيب في طبلة الأذن لتحسين تصريف السوائل وتهوية الأذن الوسطى.