الاعتناء بنظافة المنزل أمرٌ ضروري لصحّتنا وسلامتنا ومع ذلك، يُعتبر الإفراط في استخدام المنظفات والتعقيم خطيراً على الصحة، حيث يمكن أن يؤدي إلى تعرض الأشخاص للمخاطر الكيميائية والتسمّم، فالكثير من مواد التنظيف تحتوي على مكونات كيميائية قوية قد تكون ضارة بالصحة عند استخدامها بشكل مبالغ فيه.
وتتنوع المخاطر التي قد تحدث نتيجة الاستخدام المفرط لمواد التنظيف، بما في ذلك التهابات الجلد والعيون، ومشاكل التنفس، وتهيج الجهاز التنفسي، وحساسية الجلد، وآثار سلبية على الأنظمة العصبية والهرمونية. بالإضافة إلى ذلك، قد تزيد كميات المواد الكيميائية المستخدمة عن الحد المسموح به من التلوث في البيئة،
فهل يمكن أن يكون تنظيف المنزل ضاراً بصحتنا؟ وكيف يمكن استخدام مواد التنظيف بشكل آمن؟
المنظفات تحتوي على مواد ضارّة بالصحّة
وفقاً لموقع everydayhealth فإنّ منتجات التنظيف التقليدية المستخدمة لمسح الأرضيات وفرك العدادات قد تطلق مئات المركبات العضوية الخطرة، والمعروفة باسم المركبات العضوية المتطايرة ويشمل ذلك منظفات متعددة الأغراض والزجاج ومعطرات الجو وغيرها.
وبحسب دراسة ذكرها نفس المصدر، فقد خلص الباحثون إلى أن المنتجات التي تحمل علامة "خضراء" تنبعث منها مركبات عضوية متطايرة أقل من المنتجات التقليدية؛ حوالي نصف العدد في المتوسط.
والمركبات العضوية المتطايرة هي مواد كيميائية من صنع الإنسان يتم استخدامها وإنتاجها في تصنيع العديد من المنتجات، مثل الطلاء والمستحضرات الصيدلانية، ووفقاً لوكالة حماية البيئة (EPA) وتؤثر المركبات العضوية المتطايرة الموجودة في منتجات التنظيف على جودة الهواء في الداخل والخارج ولكنها تلوث الهواء الداخلي أكثر من الهواء الخارجي بمقدار مرتين إلى خمس مرات، وتشير بعض التقديرات إلى أنه يصل إلى 10 مرات وقد تنبعث من بعض المنتجات مركبات عضوية متطايرة لمدة أيام أو أسابيع أو حتى أشهر، وفقاً للوكالة؛ ما يعني أن لديها القدرة على التسبب في أضرار صحية مثل تلف الجهاز التنفسي، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، والآثار التنموية والإنجابية.
وتتنوع المركبات العضوية المتطايرة الأكثر شيوعاً التي تم اكتشافها في الدراسة بين الفورمالديهايد، وكلوريد الميثيلين، والأسيتالديهيد وهي مواد كيميائية شديدة السمية، ولا يوجد أي جدل حولها.
يقول الباحث شوارزمان أحد المشاركين في الدراسة إن بعض المواد الكيميائية أقل خطورة. "على سبيل المثال، تم اكتشاف الإيثانول (أو الكحول) في العديد من المنتجات "الخضراء". وهي مادة مسرطنة معروفة للإنسان.
وخلُص الباحثون إلى أن اختيار منتجات التنظيف الخضراء أو الخضراء والخالية من العطور يمكن أن يكون الخيار الأكثر أماناً للمستهلكين المهتمين بجودة الهواء الداخلي وتفادي المخاطر الصحية المحتملة.
كما وجدت دراسة نُشرت في مجلة الطب المهني والبيئي في نوفمبر 2020 أن الأشخاص الذين يعملون في صناعة التنظيف لديهم خطر أعلى بنسبة 50% للإصابة بالربو وخطر أعلى بنسبة 43% للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن كما تواجه النساء الموظفات كعاملات نظافة أيضاً خطراً متزايداً للإصابة بسرطان الرئة.
المواد الكيميائية التي تحتويها
مواد التنظيف قد تحتوي على مجموعة متنوعة من المواد الخطيرة التي يجب استخدامها بحذر وفقاً للتعليمات الموجودة على العبوة. من بين المواد الخطيرة التي قد تكون موجودة في مواد التنظيف، كما عدّدها لنا موقع aspenclean :
الكلور: يستخدم الكلور كمطهر قوي للقضاء على الجراثيم والبكتيريا، ولكن يمكن أن يكون ساماً عند تناوله عن طريق الفم أو استنشاقه بكميات كبيرة.
الأمونيا: تستخدم الأمونيا كمادة تنظيف وتلميع في العديد من المنتجات، ولكن يمكن أن تتفاعل مع الكلور لتكوين غاز الكلورامين السام.
المذيبات العضوية: تشمل هذه المواد مثل البنزين والتولوين والميثانول، ويمكن أن تكون سامة ومهيجة للجلد والعينين والجهاز التنفسي.
الفوسفيت: يستخدم الفوسفيت كملين في بعض منظفات الأطباق والمواد الأخرى، ولكن يمكن أن يتسبب في التهاب الجلد والعينين عند التعرض له بكميات كبيرة.
الكيماويات القلوية: تستخدم الكيماويات القلوية مثل هيدروكسيد الصوديوم في منظفات الفرن والصابون وغيرها، ويمكن أن تتسبب في تهيج الجلد والعينين.
الاستخدام الآمن للمنظفات
خطورة الكلور على صحتنا
على الرغم من فوائده في التخلص من الجراثيم والبكتيريا، إلا أن استخدامه بشكل غير صحيح أو بتركيزات عالية يمكن أن تكون له تأثيرات خطيرة على صحتنا، وتشمل بعض هذه التأثيرات تهيج الجلد والعينين، خاصةً إذا كان التعرض مستمراً أو بتركيزات عالية بالإضافة إلى أنّ استنشاق الكلور في الأجواء المشبعة به يمكن أن يتسبب في تهيج الجهاز التنفسي وصعوبة في التنفس، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية الربو. وبحسب webmd عند مزج الكلور مع بعض المواد الأخرى، مثل المنظفات التي تحتوي على الأمونيا، يمكن أن يتشكل غاز الكلورامين السام الذي يمكن أن يسبب تهيج العيون والحنجرة والصدر.
النسبة الآمنة من الكلور في مواد التنظيف
النسبة المئوية المثالية من الكلور تختلف باختلاف نوعية المنظف والاستخدام المقصود ومع ذلك، عادةً ما يكون الكلور موجوداً في مواد التنظيف بتركيزات منخفضة تتراوح عادة بين 0.5٪ إلى 5٪.
وفي حالة استخدام مواد التنظيف التي تحتوي على الكلور، يجب استخدامها بحذر وفقاً للتعليمات الموجودة على العبوة، عليك أن تتأكد من تهوية المكان جيداً وارتداء القفازات وواقي العينين لتقليل مخاطر التعرض للكلور.
كما لا ينصح بتركيزات عالية من الكلور في مواد التنظيف بشكل عام بسبب خطورته على الصحة البشرية والبيئة.
كيف نستخدمها بشكل سليم؟
الاستخدام الآمن لمواد التنظيف يتطلب اتباع بعض الإرشادات والتدابير الوقائية؛ لذلك يجب اتّباع هذه النصائح للحفاظ على سلامتنا أثناء استخدام مواد التنظيف كما يرشدنا إليها موقع healthline:
- قراءة التعليمات: تأكد من قراءة التعليمات على العبوات قبل الاستخدام واتباعها بدقة.
- التهوية: تأكد من وجود تهوية جيدة، وافتح النوافذ والأبواب لتمرير الهواء النقي.
- الحماية الشخصية: ارتدِ القفازات وواقي العينين لحماية يديك وعينيك من التلامس المباشر.
- تجنب الخلط: لا تخلط بين المنظفات، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاعلات كيميائية خطيرة.
- تخزين آمن: قم بتخزينها بعيداً عن متناول الأطفال والحيوانات الأليفة في أماكن باردة وجافة.
- استخدام الكمية المناسبة: لا تستخدم كميات زائدة من المنظفات، فقد تكون فعالة حتى بكميات أقل مما يُفترض.
- التجربة المسبقة: قم بإجراء اختبار صغير على منطقة غير مرئية من السطح المراد تنظيفه قبل استخدام المنظف بشكل كامل للتأكد من عدم حدوث تلف.
- التخلص بشكل آمن: تخلص من بقايا المواد بشكل آمن وفقاً لتوجيهات التخلص المحلية، وتجنب تفريغها في الصرف الصحي.