تعرض مواطن سعودي لمضاعفات خطيرة بعدما أجرى عملية جراحية تجميلية لتطويل قامته، حيث واجه تطورات صحية حادة، ما تسبب في وفاته بعد نحو أسبوعين فقط من إجراء العملية.
وفي خبر تداولته الصحف المحلية في السعودية وتركيا، بدأ مكتب المدعي العام في تركيا تحقيقاً حول وفاة مواطن سعودي خضع لعملية تطويل العظام في أحد المستشفيات الخاصة، شهر فبراير/شباط الماضي.
وبحسب الأنباء، فقد أجرى المواطن السعودي عملية جراحية لتطويل القامة في المستشفى الأول الخاص في منطقة بيليك دوزو بتاريخ 18 فبراير/شباط الماضي، وبعد تلقيه العلاج في المستشفى، بدأ الإقامة في أحد الفنادق وخضع للعلاج الطبيعي في الفندق، ثم ما لبث أن تدهورت حالته الصحية بسبب المضاعفات أثناء إقامته في الفندق.
وفي يوم 5 مارس/آذار الجاري، تم نقله إلى مستشفى خاص ليتلقى الرعاية اللازمة، إلا أنه فارق الحياة نتيجة المضاعفات الخطيرة، ليبدأ مكتب المدعي العام التركي التحقيق في الحادثة.
هذا الحادث تسبب في إثارة الكثير من الجدل والتساؤلات حول طبيعة عملية إطالة العظام التجميلية، وما تفاصيل العملية ومخاطرها التي قد تتسبب في مثل تلك المضاعفات الخطيرة المفضية للوفاة؟
ما هي عملية تطويل العظام؟
في عالم اليوم، تُعد قامة الشخص أكثر من مجرد رقم، إذ يمكن أن يؤثر طول الشخص أحياناً على ما تشعر به تجاه نفسك وتفاعلاتك مع الآخرين، وذلك بسبب التركيز المفرط في العصر الحديث على المظهر الخارجي ومعايير الجسم المثالي المتعارف عليها.
في المقابل، من المفترض لجراحة إطالة الأطراف أن تساهم في الحصول على بضع بوصات إضافية، لكنها ليست بالعملية البسيطة التي يمكن الاستخفاف بها،
إذ تتضمن العملية فترة تعافٍ كبيرة، ومخاطر محتملة على حياة الفرد، وقدراً كبيراً من الانزعاج والآثار الجانبية والمضاعفات، إضافة بالطبع لثمن العملية الباهظ.
لذا قد يتساءل الكثير من الناس: هل تستحق هذه الجراحة فعلاً مخاطرها؟
عملية إطالة العظام خطيرة بمراحل طويلة المدى
تتيج عملية إطالة الأطراف للبالغين أن ينمو طول قاماتهم لما يصل إلى 10 سم خلال 3 أشهر فقط، وفي تلك الفترة الوجيزة تكون العظام المتكونة حديثاً قوية مثل عظام المريض الموجودة.
علاوة على ذلك، فإن زيادة الطول تكون مستدامة لبقية حياته، مما يسمح للمرضى بممارسة جميع أنواع الرياضة، بما في ذلك رفع الأثقال، بعد الشفاء التام والتعافي اللازم، إضافة لممارسة العلاج الطبيعي المطلوب بعدها.
لكن قبل اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت جراحة إطالة الأطراف تستحق المجازفة أم لا، يجب التفكير بعناية في العوامل التالية:
- الأهداف الشخصية: وذلك إذا كان طول القامة أمراً ضرورياً لاحترام الذات أو التقدم الوظيفي لديك، فقد تكون جراحة إطالة الأطراف استثماراً مفيداً لصحتك النفسية، إذا لم تتمكن من علاج الأمر بشكل نفسي أعمق.
- الانزعاج الجسدي: كن مستعداً لآلام ما بعد الجراحة، واحتمال حدوث مضاعفات. تأكد من أنك مستعد عقلياً وعاطفياً للتعامل مع هذه التحديات.
- الاستثمار المالي: يمكن أن تشكل التكلفة العالية لجراحة إطالة الأطراف عبئاً كبيراً، مما قد يؤدي إلى ضغوط مالية طويلة المدى.
- وقت التعافي: يمكن أن يستغرق علاج جراحة إطالة الساق ما بين 3 و4 أشهر. فكر فيما إذا كان بإمكانك أخذ إجازة من العمل أو التزامات أخرى للتعافي بشكل كامل والالتزام بالعلاج الطبيعي اللازم.
كيف تتم عملية تطويل القامة
تستفيد عملية إطالة العظام من قدرة الجسم الطبيعية على تكوين عظام جديدة. وهي تتم على 3 مراحل: الجراحة، الإطالة، والدمج.
المرحلة الأولى: الجراحة
في المرحلة الأولى، يقوم الجراح بقطع العظم بغرض تطويله. ويتم ذلك بطريقة محددة جداً للحفاظ على تدفق الدم والعمليات البيولوجية الأخرى التي تساعد على شفاء العظام.
وبمجرد قطع العظم، يقوم الجراح بتوصيل جهاز إطالة للطرف. سيتم استخدام هذا الجهاز لإنشاء فجوة في العظام خلال المرحلة التالية.
وعادة ما يبقى المرضى في المستشفى لمدة ليلة واحدة على الأقل بعد هذا الإجراء. تبدأ المرحلة الثانية عادةً بعد حصول أطرافهم على راحة تتراوح من أسبوع إلى 10 أيام.
المرحلة الثانية: الإطالة
خلال المرحلة الثانية، يتم فصل طرفي العظم تدريجياً، مما يحفز نمو عظام جديدة وملء الفجوة التي نشأت أثناء الإطالة. تستغرق هذه المرحلة عادة ما يصل إلى شهرين.
سيقوم الجراح أو عضو آخر في الفريق السريري بتعليم الأسرة كيفية إطالة الجهاز للمريض بكمية صغيرة عدة مرات في اليوم. بعد ذلك يقوم أحد أفراد العائلة أو المريض بتطويل الجهاز في المنزل دورياً.
طوال هذه المرحلة، سيقوم الفريق الجراحي بمراقبة العظام والعضلات والأنسجة والأعصاب المحيطة بها بعناية. إذا رأوا أي علامة على حدوث مضاعفات محتملة، فقد يقررون إيقاف العملية مؤقتاً أو تغيير مدى بطء أو سرعة عملية تطويل العظام.
المرحلة الثالثة: الدمج (الشفاء)
بمجرد أن يصل الطرف إلى الطول المخطط له، تستمر عملية الشفاء الطبيعية للجسم في ملء الفجوة بعظم جديد. وفي الوقت نفسه، تتكيف الأعصاب والعضلات والأوتار والأربطة حول العظام مع الطول الجديد.
مخاطر محتمَلة
واحدة من المضاعفات الأكثر شيوعاً هي العدوى حول المسامير التي تربط الجهاز بالعظم. كما أن هناك العديد من المضاعفات التي قد تترتب على العملية الجراحية، ومنها بعض التداعيات المتأخرة التي قد تتمثل في فقدان الطول والانحناء والانكسار سهل التكرار للعظام.
كما قد يكون تصلب المفاصل أيضاً من المضاعفات المتبقية الدائمة لعملية تطويل العظام. والألم وصعوبة النوم من المشاكل الأخرى التي تنشأ أثناء إطالة الأطراف، خاصة في الحالات الأكثر حدة. كما تشمل المضاعفات المحتملة الأخرى ما يلي:
- عدوى موقع المسامير المستخدمة.
- تقلصات العضلات.
- خلع المفاصل.
- إصابة الأوعية الدموية.
- إصابة الأعصاب.
- تأخير أو تسريع تكوين العظام.
- عدم اتحاد العظام والتئامها بشكل كامل.
وبالرغم من المضاعفات المحتملة الخطيرة، لكن عادة ما تتم عملية تطويل العظام حول العالم بشكل آمن في عيادات التجميل والطب المتخصصة في صحة وتصحيح الأطراف، وغالباً ما تنتهي بنتائج مضمونة وآثار جانبية محدودة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.