كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة أندالاس بإندونيسيا، احتواء ملح الطعام على جزئيات صغيرة من البلاستيك مسببة للسرطان.
قد يبدو هذا الخبر صادماً للمهووسين بإضافته على أطباقهم، دون وعي منهم بمدى خطورة هذا المكون، الذي يلقّبه الأطباء بـ"القاتل الصامت"، وما يتسبب فيه من مشاكل خطيرة لصحتنا.
تأتي هذه الدراسة في أعقاب دراسات أخرى مماثلة، كان قد أكد فيها العلماء أن الغالبية العظمى من اللحوم والبروتينات النباتية تحوي جزيئات بلاستيكية صغيرة، وقد تتسبب في مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك السرطان، فضلاً عن احتواء المياه المعبأة على جسيمات نانوية سامة.
جميع العلامات التجارية تحتوي على البلاستيك
تضمنت منهجية الدراسة فحص 50 غراماً من الملح من 21 علامة تجارية، تم خلطه مع الماء لإزالة الشوائب العضوية، ثم تسخينه وتحريكه.
وبعد ذوبانه يتم فحص المادة المتبقية تحت المجهر. اكتشف الفريق ما يصل إلى 33 قطعة بلاستيكية دقيقة لكل كيلوغرام منه في الطعام.
والمواد البلاستيكية الدقيقة عبارة عن قطع من البلاستيك يقل طولها عن خمسة ملليمترات، ويأتي معظمها من المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، مثل الزجاجات وتغليف المواد الغذائية، والتي تتحلل ببطء.
ووجد الفريق أن الجزيئات الصغيرة ظهرت باللون الأسود والأزرق والأصفر والأحمر والشفاف، وكان اللون الأسود هو اللون الأكثر شيوعاً.
وحددت الدراسة أيضاً أربعة أنواع من البوليمرات، منها البولي بروبيلين (PP)، وهو عبارة عن بلاستيك قوي مقاوم للحرارة، والبولي إيثيلين تيريفثاليت (PET)، الذي يستخدم في ألياف الملابس، وفي حاويات السوائل والأطعمة، والبوليستر، وهي ألياف من صنع الإنسان أساسها الكيمياويات.
هذه القطع الصغيرة ترتبط بمخاطر صحية خطيرة، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب والخرف ومشاكل الخصوبة.
كانت دراسة مماثلة أجرتها جامعة أليكانتي، في عام 2017، قد أثبتت أن جزيئات البلاستيك قد تصل إلى 280 جزيئاً لكل كيلوغرام من الملح في إسبانيا، وتؤكد هذه النتائج على الطبيعة المنتشرة للتلوث بالبلاستيك الدقيق وآثاره المحتملة على صحة الإنسان، بحسب ما ذكره موقع daily mail.
الملح يسبب سرطان المعدة
الأطعمة المحفوظة تسبب السرطان
سبق أن نشرت لجنة خبراء المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان (AICR)، أدلةً قويةً على أن الملح والأطعمة المحفوظة به تزيد من فرصة الإصابة بسرطان المعدة، وذلك بسبب أن تناول كميات كبيرة منه قد يؤدي إلى تلف بطانة المعدة.
وفي حين أن الأطعمة المملحة والمحفوظة بالملح تمثل جزءاً كبيراً من الأنظمة الغذائية اليابانية التقليدية، وغيرها من الأنظمة الغذائية الآسيوية، كانت نسبة الإصابة بسرطان المعدة في هذه الثقافات مرتفعة، حيث أظهرت 6 دراسات أن هناك زيادة في معدل الإصابة بالسرطان، عند تناول 20 غراماً (0.5 حصة) من الخضراوات المحفوظة بالملح يومياً (28%) من 2701 حالة، بحسب موقع EL CAMINO HEALTH.
الأطعمة المصنعة المسبب للسرطان
كما تتزايد معدلات الإصابة بالسرطان في البلدان التي تحتوي وجباتها الغذائية المصنعة على كميات كبيرة من الملح، فارتفاع نسبة الملح في العديد من الأطعمة المصنعة المستهلكة في أوروبا وأمريكا الشمالية، يقترب من نسبة الأطعمة المحفوظة به.
وبحسب المصدر نفسه فهناك أدلة قوية على أن تناول اللحوم المصنعة يزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة. وعادة ما تحفظ اللحوم المصنعة بالتمليح، ومنها اللحم المقدد والبسطرمة والسلامي والنقانق.
صحيح أن أجسامنا تحتاج إلى عنصر الصوديوم، ولكن الحد الموصى به هو 2300 ملغ/يوم. ومع ذلك يستهلك الرجال حوالي 3000-4000 ملجم يومياً، والنساء حوالي 3000 ملجم يومياً، وحوالي ثلاثة أرباع الصوديوم يأتي من الأطعمة المصنعة التي يتم تناولها خارج المنزل.
تقول ليندسي ولفورد، أخصائية التغذية الصحية في مركز إم دي أندرسون للسرطان: "لا يدرك الناس كمية الصوديوم التي يتناولونها في معظم الأحيان، يختبئ هذا القاتل في الأطعمة التي يتناولونها".
فإذا كنت من محبي الوجبات المصبّرة فإن الأمر سيستغرق منك بعض الوقت حتى تتكيف حواس التذوق لديك. ومع ذلك فإن ما ستشعر بتذوقه حقاً بعد التخلي عن "القاتل الصامت" هو الطعام ، فهناك نكهات في الأطعمة أفضل بكثير من تلك الموجودة فيه؛ لذا استمتع بتجربة التذوق الجديدة.
وفضلاً عن تسببه بالسرطان فإن تناول الكثير منه، سواء في وجبة واحدة أو على مدار يوم، يمكن أن يكون له بعض العواقب السيئة على صحتنا، منها احتباس الماء وارتفاع ضغط الدم ومخاطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة.
مصادر أخرى يؤثر فيها الملح على صحتنا
يمكن أن يؤثر الملح في صحتنا عبر مجموعة متنوعة من المصادر، وغالباً ما يعتمد ذلك على كيفية ومكان الحصول عليه ومعالجته. فيما يلي بعض المصادر الشائعة:
- التلوث البيئي: يمكن أن تلوث النفايات الصناعية مياه البحر أو المياه المالحة تحت الأرض بالمعادن الثقيلة، مثل الزئبق والرصاص والزرنيخ والكادميوم. هذه الملوثات يمكن أن تنتقل إليه أثناء عملية التبخر، ثم تدخل إلى جسم الإنسان.
- الملوثات الطبيعية: قد تتواجد بعض العناصر الطبيعية، مثل الفلورايد أو البروميد، بكميات أعلى من المرغوب فيها في بعض رواسبه .
- عملية التصنيع: أثناء معالجة الملح وتكريره يمكن أن يحدث التلوث من المعدات أو أثناء إضافة عوامل مضادة للتكتل، والتي قد تحتوي على شوائب.
- التلوث الميكروبي: يمكن أن يتلوث ملح البحر، وخاصةً الأصناف غير المكررة، في بعض الأحيان بالكائنات الحية الدقيقة المتأتية من مياه البحر.
- التخزين والنقل: يمكن أيضاً أن يتلوث الملح أثناء تخزينه أو نقله إذا لامس مواد ملوثة.